بالفيديو: الدولة وهيبتها صُفعا في وضح النهار... إلى متى هذه "البلطجة"؟

25/01/2021 11:04AM

"همجية، بربرية، سوقية".. أوصاف كثيرة يمكن استخدامها لوصف مشهد الاعتداء على عنصر في قوى الأمن في منطقة الميناء في طرابلس. 

رجل يرتدي بزته العسكرية، عاكسا سلطة الدولة على الأرض تعرّض للضرب في وضح النهار. 

ولأنّ أساليب من تزعجه فكرة قيام الدولة والهاربين من القانون هي نفسها، كان المعتدي على العنصر أجبن من كشف هويته بسهولة. فالرجل ترجل من سيارة  ذات زجاج داكن، من دون لوحات. 

هو أسلوب الـ "فوميه والـ بلا نمرة" إذا! جميع من امتهن مخالفة القانون وارتكاب الجرائم درس في الكتاب نفسه على ما يبدو. 

مشهد تعرض شخص للضرب وحده كفيل بإشعال موجات غضب واستياء. فمهما كان الخلاف والمشكلة من الذي يحق له الاعتداء علينا وعلى كرامتنا الانسانية بهذه البساطة؟ وبأي سلطة يختار هؤلاء محاسبتنا بالطريقة التي تعبّر عن قيمهم ومعاييرهم؟ 

فكيف إذا كان الرجل عنصرا مولجا الحفاظ على أمننا وحمايتنا؟ 

تلّقى العنصر ضربات كثيرة ولم يسمح لنفسه بردّها بالأسلوب نفسه، قد يكون عاجزا وقد لا يكون. لكنّ المشهد مؤلم ومستفزّ. 

الرجل ببزته وهيبته يُصفع مرّات عدّة، لم يدافع عن نفسه ولم يدافع عنه احد! وكأنها الدولة تصفع مرّات ومرّات.

الإشكال حصل في الـ 24 من الشهر الحالي، بين العنصر خارج دوام عمله وأحد الأشخاص القاطنين في الشارع المجاور بسبب خلافات فردية قديمة، بحسب القوى الأمنية التي أكدت أنه تم "فتح محضر تحقيق بالموضوع بالتاريخ نفسه من قبل الفصيلة المعنية بإشراف القضاء المختص، وقد تمّ توقيف المعتدي". 

هذا في الشكل، أمّا في المضمون تفاصيل كثيرة. 

فالاعتداء على عنصر من القوى الأمنية هو اعتداء على الدولة بأسرها ومسّ بهيبتها وهو إن دلّ على شيء فيدلّ على ضياع هذه الهيبة. 

نحن نعيش في دولة بلا هيبة، هذا الواقع باختصار. 

سيكون لهمجيين كثر من أتباع زعيم ما أو سياسي "ملزّق" على كرسيه فرصة للانقضاض علينا وقتما يشاؤون، فمن يردعهم؟ 

الدولة التي يعتدي عليها مسؤولوها قبل "قطّاع الطرق"؟ أم نحن من نحتمي بدولة يُعتدى عليها؟ 

أمس قتل أب لثلاث فتيات في بيروت بعد سرقته، واليوم نجا هذا العنصر من الموت فحمدا لله أنّ المعتدي لم يقرر قتله. 

وكأنّ زمن الدولة انتهى فبعدما كان حضور عنصر واحد من شرطة البلدية على الطريق كفيل بضبط الأمن وتعكير صفو المخرّبين صار هؤلاء ضحية لقطاع الطرق.

وعليه، نعيش آملين أن لا نموت حين نقع بين أيدي هؤلاء بانتظار معجزة تنتشلنا من حفرة الوحل هذه!


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa