ملف تشكيل الحكومة: بري لن يلحقهم بالعصا بعد الآن

كتبت داني كرشي في "السياسة":

"عندما يرى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن هناك تجاوبا من الفرقاء حينها سيتحرّك، فهو لن يلحقهم بالعصا بعد الآن"، هكذا علّق عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر حول مطالبة بري بالتحرّك لحلحلة مسألة  تشكيل الحكومة.

وعليه يبدو أن  بري لن يتحرّك كعادته لإعادة برمجة بوصلة البلاد بالاتجاه الصحيح، ذلك أنّ التجارب السابقة مع مثل هذا الحالة ترهن أي تحرّك من هذا النوع، بمدى استعداد أطراف الخلاف للتجاوب معه بما يجعل القائم بهذا التحرّك متيقّناً من أنّ حركته ستؤتي ثمارها بالفشل  سلفاً.

"المواقف المتصلّبة التي تبرز من قِبل البعض، وحديثهم عن ضرورة تغيير النظام أولا، بدلا من تشكيل الحكومة، التي تنبع من خلالها القرارات، هو ما يُعرقل اليوم ملف التأليف"، هذا ما كشفه النائب ياسين جابر. 

جابر يلفت الى أنه " لمسنا من خلال خطابات رئيس تيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، المتحكّم اليوم بقرارات القصر الجمهوري، عدم رغبته بتشكيل الحكومة". 

جابر يرى أنه "لا بد من ترتيب أولوياتنا في لبنان. والاولوية في البلاد هي عبر ايجاد الادارة التي بدورها تحتاج الى السلطة. والسلطة تنبع من الحكومة التي تصدر القرارات. 

ثانيا،لا بد من التوقف عن الحديث في أسس الاصلاحات، والاتجاه نحو تنفيذها، وذلك بحسب الورقة الفرنسية التي طرحها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

ثالثا، يجب إعطاء الحكومة حرية القرار، وعدم فرض الشروط عليها، إذ إن حكومة حسان دياب فشلت بعدما دخل بعض الأفرقاء على خط النقاشات داخل الجلسات". 

وهنا، يشير جابر الى انه " لا بد من تشكيل حكومة تكون سيدة قرارها لتجنّب وقوعها في نفس مطبات حكومة الرئيس حسان دياب. 

إذ، عندما أعلن دياب ضرورة التصويت على ملف خطة الكهرباء أتى فريق معيّن ومنعه بحجة أن هذا الموضوع لا يسير على هذا النحو، حينها وقع دياب في فخّهم بدل من أن يضرب بيد من حديد ويضع الكلّ عند حدّه فيما يخصّ الشان الحكومي". 

النائب ياسين جابر يختم، مشيرا الى أن المطلوب اليوم ليس فقط تشكيل حكومة " كيف ما كانت"، بل أن نستوعب خطورة المرحلة التي تمرّ بها البلاد وحالة الانهيار التي نعيشها، "لأننا بدأنا نتجه نحو الانزلاق السريع، كالسيارة التي توقفت فراملها عن العمل. ولكن إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا ماذا يمكن أن نفعل أكثر من ذلك".

إذا، يبدو أن عملية ولادة الحكومة المنتظرة لن تكون سهلة، خصوصا بعدما فُتحت "جبهة" جديدة على طول خط بعبدا – عين التينة، بعدما ما كان خط الصراع مقتصرا على قصر بعبدا وبيت الوسط.