ليبرمان يستقيل... وتل ابيب نحو مرحلة ضبابية

مقاربة الوضع في غزة تركت ارباكا كبيرا في تل ابيب واظهرت تخبطا لافتا في القيادة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".  ولم يكن أدل الى هذا الواقع من اعلان ليبرمان اليوم استقالته.

فغداة الخلافات التي ظهرت أمس داخل الائتلاف الحكومي حول مسألة التهدئة مع الفصائل في القطاع، والقرار الذي تمخضت عنه جلسة الحكومة الإسرائيلية بقبول التهدئة، رمى ليبرمان استقالته على الطاولة. 

ووصف في كلمة على الهواء، الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية أمس ووافقت عليه حركة حماس بأنه "استسلام للإرهاب"، على حدّ تعبيره. كما دعا ليبرمان، الذي يصبح قراره ساريا بعد 48 ساعة، إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، وأعلن انسحاب وزراء حزبه من الحكومة.

وقال "نحن نشتري الهدوء في غزة لفترة قصيرة، وأطالب باجراء انتخابات مبكرة". وأضاف "رفضت التسوية مع حماس لأنها تمنحنا هدوءا على المدى القصير وتدعم الإرهاب". واعتبر ليبرمان أن هناك عدم وضوح في الرؤية السياسة والأمنية للحكومة الحالية وحان الوقت لتقديم موعد الانتخابات.

أما نتنياهو فدافع عن موقفه وقال في حفل تكريم لمؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن غوريون "في أوقات الطوارئ عند اتخاذ القرارات الحاسمة للأمن، لا يمكن للجمهور أن يكون دائما مطلعا على الاعتبارات التي يجب إخفاؤها"، مضيفاً "لقد توسل أعداؤنا وقف إطلاق النار وكانوا يعرفون جيداً السبب".

في الخندق الآخر، أعلنت حركة حماس أن استقالة ليبرمان تشكل "انتصارا سياسيا" لغزة التي "نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية" في اسرائيل. ورأى القيادي في حماس سامي أبو زهري في بيان ان "استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية".

وبحسب المصادر، فإن الكيان العبري يبدو دخل في مرحلة صعبة وضبابية. فالمرجح، بعد استقالة ليبرمان ان يتم حل الكنيست الاسرائيلي قريبا، وان تحصل انتخابات نيابية في الاشهر القادمة. والسؤال المطروح لمن ستذهب الأكثرية؟ وهل ستساعد هذه التقلبات في ارساء "صفقة القرن" التي يستعجلها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أم سترفع العقبات أمام عجلات التسوية؟