مصالحة جعجع ـ فرنجية... الحكم للشارع

16/11/2018 06:30AM

أنيتا سليمان

فتح الصرح البطريركي أحضانه للمصالحة بين رئيسَي حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وتيار المردة سليمان فرنجية. وبمبادرة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، طُويت صفحة "الماضي الأليم" بين الطرفين، وانتهى بساعات خصام الـ 40 عاماً. 


المصالحة "التاريخية"


وبعيداً عن المسار الحكومي المعطّل ومحاولة فكّ عقدة تمثيل "سنّة 8 آذار"، انشغل الشارع اللبناني بالمصالحة "التاريخية"، فلم يجتمع اثنان خلال الساعات الـ48 الماضية، من دون أن تكون المصالحة ثالثهما. كما احتلّ هاشتاغ "صفحه_جديده" المراتب الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي، وشكّل منبراً حراً ازدحمت فيه الآراء بين مؤيدٍ ومعارض. 














وفي جولة ميدانية، حاول فيها موقع "السياسة" استنباط آراء الشارع اللبناني، المسيحي منه على وجه الخصوص، وكان بارزاً الانقسام العمودي بين مواطنٍ وآخر، واختلفت مع هذا الانقسام قراءة الأبعاد السياسية والإنسانية لهذه المصالحة على حدٍ سواء.


يرحّب سايد ابن الشمال بالمصالحة ويعتبر أنها تصبّ في مصلحة منطقتي بشري وزغرتا، ويرى أنها "ضرورة ملحة تنطلق من وجوب أن تتناسى الأطراف المسيحية مرحلة الحرب الأليمة وأشجانها".


يرفض سايد ربط المصالحة بالأبعاد السياسة، ويرى أنها "مصالحة محصورة بين عائلتين"، وبدورها ماغالي ابنة زغرتا تنظر إلى المصالحة "كواحدة من أهم الإنجازات السياسية في لبنان على الصعيدين الوطني والمسيحي"، وتشير إلى أن "الكبير يلّي بيتقدّم خطوة لقدّام"، متمنيةً "صمود هذه الخطوة بوجه الخلافات السياسية المقبلة، والوقوف صفاً واحداً بوجه المصالح الخاصة".


أما ابنة المتن، سارة ترى أنه "لا يمكن نكران إيجابيات هذه المصالحة، إذ طوت صفحة من أبشع صفحات الحرب الأهلية، وهي مجزرة اهدن التي أودت بحياة الوزير طوني فرنجية، وزوجته، وابنته جيهان ابنة الثلاث سنوات، و30 شخصاً من عناصر فرنجية".


ولا تنكر سارة أن للمصالحة أبعاد سياسية وتحديداً رئاسية، معتبرةً أن "جعجع ذهب باتجاه بنشعي هرباً من ترئيس وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بعد أربع سنوات، الأمر الذي يصب في مصلحة فرنجية"، متذرّعة بعدم  نفي الطرفين لكل ما يتم تداوله حول الانتخابات الرئاسية، لتؤكّد نظريتها.


وفي كسروان، تؤكد تمارا أن "على الجميع طيّ صفحة الحرب وأوجاعها، بغض النظر عن الخلفيات" وأن "على جيل الشباب أن يتوحّد ويتكاتف من أجل غدٍ أفضل، خالٍ من أحقاد الماضي".


وبينما هلّل القسم الأكبر من اللبنانيين للمصالحة، صوبّت ابنة الأشرفية رنا عليها، إذ ترفض في حديثها لـ"السياسة" أن تكون واحدةً من المهللين، وتصفهم "بالراقصين على الجثث وآلام الأمهات اللواتي فقدن أولادهن بمجزرة إهدن". 


وتقول بامتعاض "أريد أن أضع نفسي مكان ابنة أحد شهداء مجزة إهدن، وأسأل كيف سيكون شعورها إزاء مشهد مصافحة فرنجية لجعجع بعد أن خسرت والدها في صراع النفوذ بين الطرفين منذ 40 عام". معتبرةً أن "الطرفين مجبرين على المصالحة وليس مخيّرين خشيةً من واقعٍ رئاسي جديد قد يُفرض عليهما بعد 4 سنوات".


ولعلّ سؤال طوني، ابن بشري، يُعتبر مشروعاً فيما يخص الدور الذي يلعبه جعجع على الساحة السياسية، لا سيما الرئاسية منها، إذ يسأل طوني "إلى متى سيبقى جعجع يظهر بدور صانع الرؤساء، ألم يحن الوقت ليكون هو الرئيس". متمنياً ألا تسقط أوراق مصالحة بكركي عند أول مفترقٍ سياسي "على غرار ما حصل في تفاهم معراب الذي نكّل به المتصالحون خلافاً على الحصص".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa