لماذا يريد الجميع هاتف لقمان سليم؟

09/02/2021 02:59PM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

في اللّحظات الأولى لانتشار خبر اغتيال الناشط والمفكر السياسي لقمان سليم خطف خبر آخر الإهتمام: العثور على هاتف سليم. 

بعدها تمّ تناقل معلومات تفيد بأنّ الهاتف عثرت عليه عائلته عبر تقنية "Find my Iphone" وأنها لن تسلّمه للقوى الأمنية. لتُنفى المعلومة بعدها وتنتشر أخبار تؤكد أنّ هاتف سليم بحوزة الجهات الأمنية المعنية بالتحقيق. 

هذا الأخذ والردّ، حسمه محامي العائلة موسى خوري معلنا أنّ الهاتف ليس مع العائلة مع أنّ البعض أشار إلى انّ القوى الأمنية بانتظار الجنازة حتى تتسلّم هاتف المغدور.. 

ولأنّ السريّة تلف التحقيقات ولا تصريح للقوى الأمنية فإنّ مصير هاتف لقمان سليم لا يزال مجهولا. وهنا يبرز السؤال: لماذا بات هاتف لقمان سليم مهما لهذه الدرجة؟

وكيف يؤثر ذلك على نتيجة التحقيقات؟

المستشار في أمن المعلومات والتحوّل الرقمي، رولاند أبي نجم يلفت في حديث لـ "السياسة" إلى أنّ:" هواتفنا جميعا تحوي على كنز من المعلومات كونها تحمل كلّ الرسائل والصور الفيديوهات التي تصلنا ونرسلها".

وعليه فإنّ ما قد يكون وصل للقمان على هاتفه قبل الإغتيال أو حتى قبل أشهر وسنوات قد يشكل خيطا يكشف الأدلة. ولكن ماذا إذا تمّ العبث بالهاتف وأزيلت هذه المعلومات؟ 

في هذا الإطار، يؤكد أبي نجم أنّ "جميع المعلومات التي على هاتفنا وإن أزيلت يمكن لنا استعادتها". وبذلك فإنّ أي معلومة قادرة على مساعدة التحقيقات قابلة للاستعادة وإن "مُحيت" عن الجهاز المحمول.  

الاعتماد ليس على "المحتوى" فقط... في الهاتف تطبيقات "تعقّب" تساعد! 

في كل الأحوال ليس بالمعلومات وحدها يحيا التحقيق.

فللهاتف المحمول ميزات أخرى تساعد في تحديد الموقع وتفاصيل أخرى. كيف؟ 

في هذا السياق يقول أبي نجم إنّ الأهم يكمن في أنّ:" الهواتف المحمولة تحمل تطبيقا للتعقب ، يسمح بمعرفة عند الانتقال من منطقة إلى أخرى من أي برج التقط الهاتف الإرسال وبالتالي معرفة في أي منطقة تواجد صاحب الهاتف ولأي مدّة وفي أي ساعة بالتحديد". وهذا من شأنه أن يضيف معلومات وتفاصيل تغني التحقيق.

أبي نجم شرح أن حصول الأجهزة الأمنية على الهاتف سيتيح لها "البحث في  ما تحتويه حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة ما الرسائل التي وصلته وما إذا كان تعرض للتهديد أو الاستدراج بطريقة ما، حتى ولو عبر حسابات وهمية" 

إذا الأخبار متضاربة وإلى الساعة لا شيء يؤكد ما إذا كان الهاتف مع القوى الأمنية أو مع عائلة سليم، لكن ماذا لو كان الهاتف لا يزال بحوزة القاتل؟ 

هنا، يرى أبي نجم أنّ: "عدم حصول القوى الأمنية على الهاتف سيترك معلومات التحقيق ناقصة"، لافتا إلى أنّ:" إمكانية إزالة البطارية من الهاتف باتت معدومة وطالما "البطارية" لا تزال في الهاتف فإنّ بعض التطبيقات قد تكون لا تزال تعمل ويمكن عبرها القيام بـالتعقب المطلوب او (TRACKING). 

"حركة" قد تشكّل الوسيلة الأسهل للقبض على القاتل.. 

وإن اعتبرنا أنّ الجهاز لا يزال مع القاتل فذلك يعني أنه في ورطة وفرصة الوصول إليه وتحديد مكانه أكبر. لماذا؟ 

أبي نجم حدد هدفين للقاتل إذا ما قرّر الاحتفاظ بالجهاز: الأول إمّا تدميره كي لا يستخدمه أحد وفي هذه الحالة يمكن تحديد في أي مكان كان الهاتف آخر مرّة ومتى كانت المرّة الأخيرة التي استخدم فيها. أو إعادة تشغيل القاتل للجهاز بغية استخراج المعلومات منه وهنا يمكن للدولة تحديد المنطقة الجغرافية التي أعيد فيها تشغيل الهاتف وما إذا تمّ الاتصال بالإنترنت أم لا".

الأكيد إذا أنّ وصول الأجهزة الأمنية إلى هاتف لقمان سليم ضروري لمجرى التحقيق، وعدم العثور عليه سيعيق تقدّم التحقيقات.

 لكن، فلنتذكر أنّ سليم كان قد تعرّض للتهديد منذ فترة وأنّ من هدده حدد له الطريقة التي سيقتل فيها بعبارة "المجد لكاتم الصوت" وعليه ألا يتيح تحديد هوية هؤلاء للأجهزة الأمنية فرصة تحديد القاتل بصورة أسرع؟ أم هوية المستفيدين من هذه التهديدات؟


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa