الانسانية تنتصر في طرابلس ..فقراء يتبرعون لمسنّ تعرض للنصب

كتبت ميسا جبولي في "السياسة":

حدث قبل ساعات في طرابلس: رجل مسن يتشاجر مع رجل آخر في الشارع وفجأة يغمى عليه، ولما أسعفه بعض المارة إنفجر بالبكاء لأن الرجل الآخر رفض أن يدفع له مبلغا من المال لقاء عمل قام به، وهو ما كان يُعول عليه لإطعام عائلته.  

"قد ما اكتب مش ح اقدر أُوصف يلي صار: بين الزعل انو رجال كبير عم يبكي وبين الفرحة انو الناس ساعدتو. 

هكذا اختصر مفيد عربس  لموقع "السياسة" ما حصل أمام عينيه اليوم في طرابلس ودفعه الى نشر ما يلي عبر "فيسبوك": 

" اليوم كنت واقف بالشارع و كان في 2 عم يحكوا ورح يعلقوا ببعض، يلي فهمتو انه الرجل الكبير بالعمر بيشتغل دهّان وداهنلو بيتو للشخص التاني وبدو منه 250 الف ليرة ، والشخص التاني طلع عليه بالعالي وقرر انه ينصِب عليه وما يعطيه. 

وفجأة الرجل الكبير بيوقع بالأرض وبيغمى عليه الله اعلم قد ما عصب، والشخص التاني بيهرب، ركضنا عليه واتصلنا بالاسعاف لحد مافاق وبلش يبكي. عم يبكي من قلبه ودموعه نزلت علينا متل السيف .. 

لما عرفو الناس انه عم يبكي لأن في شخص نصّب عليه ب 250 الف والزلمة فقير وعنده عيلة .. قرروا يجمعوا من بعض وعطوه 250 الف بالعدد. مشهد اكتر من انساني ...مالي قلب صورت" 

وختم عربس للسياسة: "هي القصة صارت من ساعتين تقريباً، بجانب بلدية طرابلس" ليش عم احكيها ؟ ت خبركم انه بعد في خير وبعد في ناس طيبة ، ولو لا اهل الخير كانو الفقراء ماتو من زمان"..."

عربس لا يعرف مزيدا من التفاصيل عن الرجل المسن وانما ما قاله "للسياسة" أن أن المشهد كان مؤثرا جدا، ودموع الرجل الذي كان يحاول أن يطالب بحقه مؤثرة جدا، ومن قاموا بمساعدته هم من طبقته الاجتماعية نفسها، وليسوا ميسورين. 

والمشهد أثّر بمئات "الفيسبوكيين" وجعلهم يتذكرون مرة بعد أنهم يعيشون في بلد يستقوي فيه القوي على الضعيف، ويأكل تعبه "وعلى عينك يا تاجر".

لكن "الدنيا ما خليت، ولو خليت خربت"..عبارة تعزي آلاف الفقراء في ألمهم وعوزهم .

المصدر : السياسة