فادي "المُسعف" سقط ضحية كورونا..فأين اللقاحات لجنود "الصليب الأحمر"؟

كتبت ريم تقي الدين في "السياسة":

لم يتوقف "كورونا" منذ وصوله الى لبنان عن حصد الأرواح يوميا، وبخاصة أرواح من هم على الخطوط الأمامية في مواجهته: أطباء ممرضين مسعفين. 

وكل يوم نسمع نبأ جديدا عن شباب يهزمهم الوباء بسلالات تتحوّر وتفتك بأرواح جديدة.

اليوم فُجع عناصر الصليب الأحمر اللبناني بخبر وفاة زميلهم الشاب فادي أبو حسن نتيجة اصابته بفيروس كورونا، والذي بالمناسبة يعمل في قسم الأشعة في مستشفى بشامون حسبما يظهر على صفحته على فايسبوك. 

أبو حسن كغيره من الأبطال في هذه المعركة الذين نذروا حياتهم لإنقاذ حياة الآخرين وهم يعلمون انهم بخطر.. 

زملاء فادي واصدقاءه نعوه بكلمات مؤثرة فكتب أحدهم:

"سلام لروحك الطاهرة وسلام لأنين صوتك في اذاننا .. 

سلام لأنفاسك المنهكة ... لخيالك الذي يمشي بين ازقة المستشفى ..

رحلت باكرا .. كافحت وابيت وصمدت بوجه المرض لكن روحك تعبت من انين الارض واختارت السماء دواء لها ...

تقف الكلمات عاجزة امام عطاءك .. ونقف كلنا إجلالا لروحك التي ستبقى ذكرى في ذاكرتنا..."

وكتب آخر:

"بكرت كتير كتير يا فادي، ما بعرف شو بدي احكي، حرقتلي قلبي 

رح نشتاق لضحكتك و لهضامتك و لكل شي فيك، الموت سرقك منا بس انت هلق ملاك بالسما صليلنا من فوق يا رفيق العمر 

الله يرحم روحك"

قد يكون من سوء حظ فادي أنه أصيب قبل أن يتمكن من حصوله على لقاح كورونا. كم يبدو الأمر موجعا بالتزامن مع البلبلة الحاصلة حول اللقاحات والوساطات، والتي تتيح لأشخاص غير مستحقين الحصول على اللقاح قبل سواهم، علما أن الجهد الذي يبذله الصليب الأحمر اللبناني يتساوى مع جهود الأطباء، فهم في المعركة والساحة نفسها! 

انما في بلد المحسوبيات حتى هؤلاء المجاهدين لا تقدر تضحياتهم كما يجب من خلال إعطائهم الأولوية بأخذ اللقاح لحماية حياتهم، مقابل ما يقدمونه لحماية الجميع.. 

اليوم رحل فادي "البطل" لكن لا تزال حياة زملائه بخطر كل يوم، طالما انهم لم يحصلوا جميعهم بعد على لقاح كورونا. 

فهل حياتكم يا أصحاب القرار الذين قوطبتم على قوانين المنصة أغلى من حياتهم؟