في "اليوم العالمي للدفاع المدني".. أبطال بلا حقوق فمتى يُخمد حريق مظلوميتهم؟

01/03/2021 04:43PM

كتبت ميسا جبولي في "السياسة":

"بعدني طالع من حريق".. "أنا عم طفي حريق شوي وبحكيكي" عبارات كنت أسمعها في كل مرة أردت أن أتصل ب"رمز الدفاع المدني " المتطوع يوسف الملاح..

يوسف.. وبعد 210 أيام على انفجار المرفأ لا يزال حتى اليوم ورفاقه مع الجيش اللبناني، الكتف على الكتف يبحثون عما يُعيد الأمل الى بيروت وأهلها.

في "اليوم العالمي للدفاع المدني" استعادة سريعة من ذاكرة يوسف، لكل لحظات تلك الحادثة المؤلمة، ولكل الجهود التي بذلها ورفاقه ، لكنه سرعان ما يكتفي بالقول: " أعظم ما شهدته في تلك اللحظة هي نخوة اللبنانيين عندما هرعوا لمساعدة بعضهم البعض، انفجار المرفأ كشف حقيقة اللبنانيين الذين استخدموا سياراتهم الخاصة لنقل الجرحى، ولملموا جراح بعضهم فوزعوا المياه ونظفوا الطرقات"..

ويتابع الملاح ل"السياسة": وأكتر شي أثرّ فيي هو لما صارو عم يفتشو على ما تبقى من مأكولات في مطابخهم المهدمة ليقدموها لعناصر الدفاع المدني والجيش.. هيدي هي المواطنة، مواطنة برتبة انسان".

الملاح يتحدث عن مظلومية الدفاع المدني فيقول: " لا مازوت ولا بنزين ولا تصليحات ولا تأمين على صحتنا، نحنا اذا صرلنا شي نحنا منتحكم على حسابنا"!

من جهته أكد مدير غرفة العمليات في الدفاع المدني جورج بو موسى ل"السياسة" أن: "الصعوبات كثيرة وعملنا كجهاز إنقاذ حافل بالصعوبات وبخاصة اذا لم يكن هناك امكانيات،

فالعتاد غير كافٍ، والآليات يجب أن تتجدد أو تعاد صيانتها كل فترة، وكل ذلك غير متوفر".

وعن تثبيت المتطوعين في الملاك، يؤكد بو موسى أن القانون أقر لكن ما يعيق تنفيذه المشكلة المالية": نحن كمديرية قمنا بكل ما يجب أن نقوم به وجاهزون لتطبيق القانون ولكن يبقى الشق المالي، فلا يمكننا تثييت العناصر من دون اعطائهم حقوقهم ومعاشاتهم والطبابة، ونحن ليس لدينا امكانيات لتقديم كل ذلك"..

وفي زمن كورونا يظهر ان عناصر الدفاع المدني المتأهبين دوما لتأمين سلامة المواطنين، ليسوا في سُلّم الأولوية لتلقي اللقاح، بحسب ما كشفه بو موسى: " لم يتلق اي عنصر من عناصر الدفاع المدني لقاح كورونا حتى اليوم، رغم ان جهاز الدفاع المدني على تماس دائم ومباشر مع الناس، فعندما نعمل على إطفاء حريق مثلا تكون التجمعات كبيرة ما يزيد من خطر اصابة العناصر بالوباء. وعند وقوع الحرائق من الصعب اعتماد التباعد الاجتماعي. نحن كمديرية أرسلنا أسماء العناصر الى الوزارة المعنية ويبقى أن تقوم بدورها".

أكثر من 20 عاما إذاً وهؤلاء ينفذون مهماتهم من دون مقابل" فمن حقهم إذاً أن يوظفوا ويحصلوا على حقوقهم".

وختم بو موسى بالإعراب عن الفخر لأنه من عديد الدفاع المدني:" نحن لا نعمل نحن أصحاب رسالة، أنحني أمام كل متطوع يعمل مجانا من أجل الناس ومن أجل المحميات، ويعطي بلا مقابل، من صحته وحياته ووقته مقابل لا شيء".

تخيلوا أن في لبنان جهاز يعتبر صمام أمان للبلد، في الحرائق والحروب والانفجارات، يتحمل رجاله ما تقترفه أيادي الزعماء من جرائم بلا أي أجر، حتى بلا طبابة ومأكل"...

في اليوم العالمي للدفاع المدني، تحية من موقع "السياسة" لكل "جندي" منهم يُعرض حياته للخطر لإنقاذ آخرين، وأقل ما نتمناه لهم في هذا اليوم هو انتصارهم على مظلومية الدولة التي تحرمهم أدنى حقوقهم.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa