بو عاصي: الحياد هو مفتاح الحل

04/03/2021 02:45PM


 أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي، في حوار عبر تطبيق "زوم" وعبر صفحته الرسمية على "فايسبوك" بدعوة من منطقة بعبدا-الساحل في "القوات اللبنانية"، بالتعاون مع الجامعة الشعبية في جهاز التنشئة في "القوات"، أن "من يعتبر ان في الامكان التوصل الى حل لأزمتنا الاقتصادية والاجتماعية من دون المرور بالحل السياسي هو واهم".

وقال: "إختبرنا إعطاء الأولوية للمسائل الاقتصادية على حساب المسائل السياسية أكثر من مرة، وتحديدا في التسعينات حين قال بعضهم ان رفع يد السوري عن لبنان غير ممكن فلنهتم بالشأن الاقتصادي ولننس الشأن السياسي. فتم بناء منظومة فساد وليقل لي أحد اين المليارات التي صرفت بعد الحرب؟ فلا يوجد بنى تحتية ولا شبكات نقل حديثة ولا كهرباء ولا مياه. عجزت السلطات المتعاقبة منذ ذلك الوقت حتى عن توفير ابسط الامور كالصرف الصحي في البلدات اللبنانية الذي يلوث المياه الجوفية. كذلك الامر في الاتصالات وخدماتها وهي الأغلى في العالم".

وأضاف: "قامت تسوية ترتكز على الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في مقابل التنازل عن القرار السياسي والتفريط بالسيادة، وكانت النتيجة ان خسرنا الاثنين معا".

وتابع: "عام 2005، تجددت المنظومة حين خرج السوري وحل "حزب الله" مكانه. حاولوا التعامل معنا بالمنطق نفسه عبر القول لنا إننا نقارع على كل حرف في البيان الوزاري وعند كل مفصل ونرفض أي سلاح غير شرعي ونعتبر ان الدولة لا تستقيم في ظله. لطالما رددوا على مسامعنا" لماذا تحملون السلم بالعرض فلنحافظ على الاستقرار الذي ينعكس ايجابا على الاقتصاد وحين يتبلور حل اقليمي ودولي تعالج المشكلة في ظل عدم التفريط بالاستقرار خلال مرحلة الانتظار".

وذكر بقول رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل لبعض المسؤولين الانكليز الذين إعتبروا أن "العين لا تقاوم المخرز" ورغبوا في التفاوض مع الالمان: "ضحيتم بكرامتكم من اجل السلام فخسرتم الكرامة وستواجهون الحرب".

وأشار الى أن "مقاربة اعطاء الاولوية لوقف النزف الاقتصادي والاجتماعي من خارج الحلول السياسية هي ضمن روحية المبادرة الفرنسية بعد انفجار المرفأ حين قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "شكلوا حكومة مهمة لإيقاف النزف وانا اتعهد ضخ مليارات الدولارات وبعدها تأخذ الحياة السياسية مجراها". ولكن الاعتبارات السياسية اسقطت المبادرة واعادتنا الى نقطة الانطلاق".

وتابع: "الواقع الذي نعيشه يؤكد، مرة جديدة، أن المدخل لحل الازمة في لبنان هو حكما سياسي، ولكن لا نية لدى الطبقة الحاكمة ولا قدرة لها اليوم على توفير الاستقرار والازدهار والسيادة".

وتطرق الى الأزمة الإقتصادية، معتبرا أن "أسبابها بسيطة ولكن نتائجها كارثية"، وقال: "نحن كمن يغرق في سنتيمترات مياه. صحيح ان المياه قليلة ولكنها كافية للتسبب بالغرق. اقتصادنا في لبنان بسيط وصغير، يقوم على ميزان المدفوعات وعلى ما يأتي من دولارات من الخارج، وهي تأتي بمعظمها من الخليج سواء أكان عبر السياحة ام الاستثمارات ام الاموال المرسلة من اللبنانيين. لكننا عمدنا الى كسر العلاقة مع الخليج ومعاداته ما أدى الى خسارتنا تدفق الاموال وعزلنا نفسنا، فأصبحنا كغزة".

وأضاف: "عوض ان توفر الدولة العدالة والاستقرار والانفتاح على الدول الخارجية وتحفظ السيادة وتوفر بالحد الادنى البنى التحتية، بالتعاون مع القطاع الخاص وتترك له كنظام رأسمالي حرية الحركة في الاقتصاد مع توفير مقومات الامن الجتماعي والاهتمام بالفئات الاكثر فقرا، ها هي تقوم بالعكس. فلا سيادة والمعابر فالتة، لا عدالة من انفجار المرفأ الى إغتيال جو بجاني الى لقمان سليم ويمكن العودة 15 عاما الى الوراء. الدعم يكلفنا 8 مليارات ليرة ولا يصل الى مستحقيه بل يذهب هدرا وتهريبا. يجب إستعادة الثقة بدءا من قيام القضاء والقوى الامنية بواجبها وحسن النية في التعامل مع الخارج".

وأشار الى أنه "في المنطق السياسي، نحن اليوم امام رؤيتين للبنان: تلك التي عبر عنها البطريرك الراعي والاخرى التي عبر عنها "حزب الله". يجب أخذ الخيار وطبعا نحن كقوات لبنانبة خيارنا واضح من 40 عاما، يقوم على الانفتاح على العالم والمدخل لذلك هو الحياد وعلى التمسك بالسيادة وعدم المساومة عليها، والعمل لتوفير الاستقرار والازدهار وايجاد فرص لتحقيق كل مواطن ذاته".

وتابع: "هذا هو لبنان الذي نريده لبنان التعددي طائفيا وسياسيا وثقافيا حيث يعيش الناس فيه بكرامة وبحبوحة. ولكننا نواجه مشروع "حزب الله" القائم منذ عام 2005 على عزل لبنان عن العالم لربطه بالمحور الايراني وتحقيق ايديولوجيا عنوانها "المقاومة الاسلامية". بكل وضوح، الخيار الذي يترأسه "حزب الله" ادى الى ما وصلنا اليه اليوم، من التهجم الدائم على دول الخليج، ولا مصلحة للبنان بذلك، الى توتير الأجواء في المنطقة والتدخل عسكريا في دول أخرى. وكانت المعادلة سابقا "احم لي احتلالي احمي لك فسادك"، صارت المعادلة اليوم "إحم سلاحي أحمي فسادك". وهذا ما ادخلنا في الدوامة القاتلة التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم".

ولفت الى ان "الحل بمقاربة مختلفة في لبنان تهدف الى خدمة الانسان وصون كرامته"، مشددا على أن "شعبنا فقد ثقته بالطبقة السياسية الحاكمة ومن حقه ان يغيرها، ونحن في حاجة الى ثقة الناس كي نصوب المسار ولإحداث تغيير فعلي وفي العمق. نحن كقوات لبنانية مع إجراء انتخابات نيابية مبكرة من أجل إعادة إنتاج السلطة، ولكن إن أجريت في وقتها أو متأخرة فعلينا ان نكون جاهزين".

وختم: "ثقة الناس بنا وسام على صدرنا ولدينا التصميم والمعرفة لنعمل بشفافية على تخطي الصعوبات حماية لوطننا وشعبنا. رهاننا كان وما زال على شعبنا وسنحتكم الى صناديق الاقتراع ونحترم إرادة الناس بكل صدق وامانة".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa