نُصب تذكاري للشهيدة سحر فارس في بيروت.. والمحافظ عبود: يليق بها التكريم

كتبت ميليسا دريان في "السياسة":

هي تلك الشابة الجميلة..

هي تلك "البطلة" التي زيّنت فوج الإطفاء في عملياته البطولية، ولم تقبل أن يغادر زملاؤها من دونها الى السماء..

هي الشهيدة البطلة سحر جورج فارس، شهيدة فوج الإطفاء التي استشهدت في انفجار مرفأ بيروت..

سحر العروس، التي انتهت أحلامها بلحظة، وانتهت معها أحلام خطيبها..

سحر كان ذنبها فقط أنها لبّت النداء فكان مصيرها الموت..

ولأن حياة الأبطال غالية، ففي مناسبة اليوم العالمي للمرأة، وبرعاية محافظ بيروت القاضي مروان عبود، سيتم إفتتاح النصب التذكاري لأول شهيدة أنثى في السلك العسكري مقابل ثكنة فوج الإطفاء، وذلك نهار الاحد الساعة 12 ظهراً.

محافظ بيروت القاضي مروان عبود، يشير في حديث ل"السياسة" الى أن "عائلة الشهيدة طلبت بالسماح بإقامة نصب تذكاري في الأماكن العامة من العاصمة على نفقتها. وبالطبع وافقنا على الاقتراح لأسباب عدة. تكريماً لعطاءات الشهداء الكبيرة للمدينة وللوطن، إضافة الى تميّز الشهيدة سحر، نظراً لكونها الشهيدة الأنثى من فوج الإطفاء ويليق بها التكريم في يوم المرأة العالمي".

وهذا التكريم اقترن بموافقة باقي أهالي شهداء فوج الإطفاء. بحسب عبود.

الاحتفال الذي سيقام يوم الأحد الساعة 12 ظهراً سيكون من تنظيم دائرة العلاقات العامة في فوج الإطفاء التي ستتولى تنظيم الحفل مع أهالي الشهداء.

ويرى عبود أن "هذا التكريم لا يعني أن بلدية بيروت لن تفي الشهداء حقهم". مؤكداً أن "البلدية ستكرّم شهداء فوج الإطفاء تباعاً"، وكاشفاً أن "فناناً معيّناً منكبّ حالياً على إنجاز نصب كبير تخليداً لذكرى الشهداء الأبطال، وهذا النصب سيكون الأكبر والأعظم في تاريخ لبنان وسيوضع في وسط بيروت".

ولكن.. أبعد من التكريم، ما هي الاقتراحات لتحسين أوضاع عناصر فوج الإطفاء كونهم دائماً على خط النار؟

عبود يلفت الى أنه "من قبل انفجار بيروت، أخذ على عاتقه تحسين أوضاع فوج الإطفاء لأن عملهم لا يُقدّر بثمن، وهذا ما كانت البلدية بالتعاون مع المحافظ تخطط لتجهيزه، ولإعداد البنى التحتية ومواكبة أعمالهم ليعملوا في بيئة سليمة".

ولكن، بحسب عبود، "انفجار بيروت حال من دون ذلك، وألحق الأذى الكبير بفوج الإطفاء، إن كان على صعيد الأرواح أو على صعيد الممتلكات المادية، بحيث دمّر مركزهم وآلياتهم".

وعليه، يلفت عبود الى أنهم "الآن بصدد إعادة ترميم مركز فوج الإطفاء، وإطلاق خطة لتجهيزهم بالآليات والإمكانات اللازمة والتجهيزات، ولكن المشاكل كبيرة، مثال الإغلاق بسبب كورونا أخّر هذه المبادرات".

ومع تجهيزات الآليات والإمكانات اللازمة، يؤكد عبود أنهم "على أتمّ الاستعداد لتحسين أوضاعهم المادية وتصحيح رواتبهم  وفقاً لما تسمح به القوانين كونها انهارت بسبب تدهور العملة الوطنية وارتفاع سعر صرف الدولار".

أما من ناحية الترقية فيشير عبود الى أنهم "بصدد توسيع الملاك لترقية من يستحق، من خلال تعديل قوانين نهاية الخدمة وزيادة المكتسبات التي يستحقونها، وتحسين نظام التقاعد ونظام الاستشفاء.

ولكن الظروف التي يشهدها البلد تقف عائقاً أمام كل هذه الخطوات من خلال التأخر في التصديقات القانونية، ارتفاع الدولار، وعدم تشكيل حكومة". بحسب عبود.

ويختم محافظ بيروت: "علاقتنا مع أهالي ضحايا فوج الاطفاء هي علاقة صداقة وأخوّة، ونتابع عن كثب أوضاع العناصر فرداً فرداً ليس فقط من استشهد في الانفجار بل أيضاً من نخسرهم بفيروس كورونا".

حتى لو جرّبنا كل الطرق لتكريم شهداء فوج الإطفاء سنبقى "مقصّرين".

لو رددنا كلمة شكراً أكثر من ألف مرة يومياً، لا يمكننا أن نكافئهم.

ولكن، لفتة صغيرة، لو كانت صغيرة جداً، تبرد قلب أهاليهم، وتخبرهم أننا لن ننسى...