24/03/2021 08:56AM
كتبت صفاء درويش في السياسة:
الحكومة جُمّدت. دخل لبنان فعليًا بعد زيارة الحريري في مسار مجهول. يتمسّك الرئيس المكلّف بورقة التكليف غير محدودة المسؤولية، راميًا الكرة بإفتراء كبير في ملعب غيره، منتظرًا الحلول الخارجية. ولأن رئيس الجمهورية لا يريد أن يقتل الناطور، توجّه نحو لبّ العقدة مستدعيًا سفراء عدد من الدول ذات الشأن، لمناقشة إمكانية تذليل العقبات، انطلاقًا من حاجة لبنان إلى حكومة.
حصل ما لم يكن متوقّعًا لدى أوساط المستقبل، فلقد روّج مقربون من الرئيس المكلّف سعد الحريري أن البخاري لن يزور بعبدا تلبية لدعوة عون، بل سيسافر إلى بلاده تفاديًا للإحراج. المفاجأة لم تكن فقط في الزيارة، بل في ما حملته في طيّاته من مضامين، جزمت بما لا يقبل الشك أن القيادة السعودية قرّرت احداث التفافٍ سياسي في المنطقة انطلاقًا من العاصمة اللبنانية، وأن رمزية وتوقيت الزيارة وما طرح فيها تشكّل بحد ذاتها صورة التعاطي السعودي مع لبنان في المرحلة المقبلة.
فبعيدًا عن الشأن الحكومي، حمل السفير السعودي في بيروت وليد البخاري إلى بعبدا مسودّة اتفاق السلام السعودي اليمني. هذه المسودة والتي تعد خارطة طريق اعادة تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية، والتي تسير بالتوازي مع الاتفاع المزمع عقده بين الولايات المتحدة وايران، أرادت القيادة السعودية أن يُكشف عنه للرئيس عون، لما له من مكانة وتحالفات واتصالات قد تساهم في تبريد الأجواء والدفع قدمًا نحو التقريب بين الجانبين المتنازعين، بالتكافل والتضامن مع حزب الله طبعًا.
ما لم يكن بالحسبان لدى الرئيس المكلّف سعد الحريري، أن تلجأ قيادة البلد الذي يحمل جنسيته، ويُعد سفير الظل له في لبنان، ومصرفه منذ ثلاثين عامًا، أن تلجأ إلى خصمه الذي يسعى هو لإقصائه من المشهد، ويطالبه بالإستقالة من رئاسة الجمهورية.
تشير الأجواء، أنّ خطوة البخاري لم تكن من عدم، بل أرادتها السعودية رسالة تفاوضية مع الجانب الإيراني في نقطة موثوقة من الطرفين هي لبنان. أما محليًا، فقد استكمل رسم المشهد، فبعد رفض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقاء الرئيس المكلّف سعد الحريري رغم سعي الأخير عبر أكثر من وسيط، تشير المعلومات أن رسالة سعودية واضحة وصلت للحريري أنّ القيادة هناك تريد التعاطي مع لبنان من دولة إلى دولة، وكونه ما زال مكلّفًات تشكيل الحكومة، فبإمكانه لقاء وزير الخارجية عادل الجبير، الأمر الذي رفضه الحريري، مما ضاعف الإمتعاض الملكي منه.
وعليه، بعد زيارة البخاري وبعد ما رفض وساطات الحريري، تشير الأجواء بوضوح أن قرار القيادة السعودية حاسم ونهائي تجاه انهاء حالة الحريري الإبن سياسيًا بشكل تام، وأن أبواب العودة موصدة إلى غير رجعة. في الوقت عينه أودت القيادة السعودية برسائل واضحة، أن تشكيل أي حكومة بأطر دستورية وباتفاق لبناني لا يمكن له الإعتراض عليه.
تعود السعودية هنا إلى لعب دور الملك عبد الله في لبنان، أي قبل زمن سعد الحريري بسنوات، ولكن هذه المرة دون وكيل عنها يكون هو حافظ سرّها وموزّع مالها. العلاقة باتت من دولة إلى دولة.
ما قبل زيارة البخاري ليست كما بعده، وكما زار الحريري مصر والإمارات للتوسّط لدى ولي العهد السعودي، عليه البحث هذه المرة حول الدور المصري والإماراتي في اعادة السعودية إلى الحضن اللبناني من بوابة الدولة لا العائلة.
المصدر : السياسة
شارك هذا الخبر
الرئيس الموقت لكوريا الجنوبية يعلن استقالته
"عائلات حارة حريك" ترفض الهيمنة الحزبية على البلدية
عيسى الخوري: عيد عمال سعيد لكل مقاوم من خلال عمله
الخازن للعمال في عيدهم: نجدد التزامنا بأن نبقى صوتكم
الذهب يصل إلى أدنى مستوياته في أسبوعين
بالفيديو: جعجع يرقص على أنغام قواتية خارج معراب
القبض على سوري سرق منزلًا
حرائق تجتاح القدس... استنفار وإصابات
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa