رمضان هذه السنة "غَير"... الجلاب بـ 50 ألف ليرة وعربات العصير "انباعت"!

14/04/2021 05:31PM

كتبت ميسا جبولي في "السياسة": 

"عند مين الإفطار اليوم؟.. خلص، خلص... اليوم أنا رح جيب الحلو والجلاب وخبز رمضان".. 

عبارات اعتدنا على سماعها طيلة الشهر الفضيل، لكنّ الجميع يتفق هذه السنة على أنّ رمضان "تغيّر".

 لا عزائم ولا إفطارات.. التجمعات ممنوعة ولا قدرة مادية لشراء أبسط الحاجيات. 

 للعام الثاني على التوالي يأتي رمضان مختلفا مع أنه الأقسى هذه السنة.  فجمعة الأصحاب والأحباب في الإفطارات اختفت، مع انتشار فيروس كورونا في العالم حيث تشهد معظم الدول تدابير مشددة في هذا الشهر الفضيل لمنع التجمعات حرصا على السلامة العامّة.

أما في لبنان فـ "المصيبة مصيبتين" بوجود طبقة سياسية حاكمة وفاسدة. هنا، قضى فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية في ظلّ الأزمة السياسية على "فرحة" العيد و"حركة" الشهر الفضيل. 

الواقع، أنّ الصائمين هذه السنة يعانون في ظلّ الغلاء الفاحش وغياب المسؤولين والمعنيين عن السمع. 

كثرٌ يعجزون عن تأمين أساسيات مائدة الإفطار اليومي، فماذا عن المشروبات والحلويات الرمضانية؟

الكلاج الرمضاني، الخبز الرمضاني، الحلويات العربية، العثمالية، وغيرها.. حلويات معروفة في هذا الشهر الفضيل ترزح تحت وطأة الغلاء. 

ففي جولة لـ "السياسة" على أسعار بعض الحلويات، قال محمد برو صاحب باتيسري برو في بعلبك: "تشكيلة كبيرة من الحلويات تأثرت بموجة الغلاء ولا سيما الحلويات العربية والقطايف والقشطايات، فقد زادت أسعارها وحتى "دوبلت"". وأضاف:"هناك عدّة اسباب لارتفاع هذه الأسعار. أهمها ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، حيث نضطر لشراء بعض السلع الاساسية كالزيت والثمنة على الدولار، ما يعني أنّ أسعار الحلويات سترتفع أيضا". 

وتابع: "خبز رمضان مثلا، كنّا نبيع الرغيف بـ 3 آلاف ليرة لبنانية أما هذه السنة فقد أصبح سعره بحدود الـ 8 آلاف ليرة.. كلاج رمضان أيضا كانت الدزينة بـ 18 الف ليرة لبنانية أما اليوم فصار يُباع بحدود الـ 36 الف ليرة لبنانية لكلّ دزينة".

وأضاف برو:"هذه السنة حركة البيع مختلفة تماما عن العام الماضي، هناك من لا يتخلى عن هذه الحلويات عن مائدته طبعا،  ولكن كثر لم يتمكنوا من شرائها. لأنّ الهم الرئيسي يقتصر على تأمين الأساسيات مع أننا نحاول أن تكون أسعارنا مقبولة قدر الإمكان". 

"ولأنه شهر فضيل ومبارك نحاول أن نؤمّن الحلويات  بسعر منخفض للعائلات المتواضعة"، هكذا يحاول برو  مساعدة العائلات العاجزة عن "التحلاية" بعد الإفطار.

أمّا في بيروت فالأسعار لا تختلف كثيرا، وقال صاحب أحد محال الحلويات: "طبعا الأسعار ارتفعت عن العام الماضي، فدزينة الكلاج مثلا بعدما كانت بـ 17 الف ليرة  وصلت إلى الـ 40 اليوم، والحلويات العربية كانت بـ 12 ألف  فأصبحت بـ 30  الف ليرة لبنانية، العثمالية كانت بـ 15 الف وأصبحت بـ 25 ألف ليرة لبنانية، والقطايف أيضا "دوبل" سعرها فأصبح بحدود الـ 28 ألف ليرة لبنانية".

أمّا عن جلاب رمضان الذي يعتبر من الأساسيات على سفرة الإفطار، فقد شهد ارتفاعا في سعره أيضا. بحيث يُباع كلّ ليترين بـ 50 ألف ليرة!! ولكم أن تتخيّلوا الوضع! 

وقال صاحب هذا المحل الذي رفض الكشف عن هويته: " كان لدي 4 فروع في بيروت لكنني أقفلت مؤخرا فرعين بسبب الغلاء وتجنبا للخسارة".

ومن جهة أخرى، تواصلت "السياسة" مع أحد أصحاب "العربات النقالة"، مِمَن كانوا يبيعون الجلاب وعصير الليمون بأسعار مقبولة لذوي الدخل المحدود لكنّ الوضع هنا مأسوي أيضا. 

وفي هذا الإطار، قال صاحب عربة لـ "السياسة": " أولئك الذين كانوا يعتمدون على مبيعاتهم اليومية على العربة النقالة كي يعتاشوا لم يتمكنوا من الصمود في وجه الغلاء". كاشفا أنّ عددا لا يستهان فيه من أصحاب العربات باعوها طمعا بالربح السريع وتفاديا للخسائر بعد ارتفاع لم يقتصر فقط على أسعار العصير وإنما طال الخضار والفاكهة أيضا. 

 وأضاف: "يا بنتي يلي كان يشتري من العرباية النقالة كانت يوميته 30 ألف ليرة  وقادر يشتري قنينة جلاب بـ 8 ألاف  ليرة اليوم صارت قنينة الجلاب 25  ألف ليرة شو بدو يبقاله من أجرته؟ هيدا بعد ما أكل ولا شرب".

إذا، وفي ظلّ الأزمة الخانقة بات ما كان يعتبر  أساسيا في حياتنا من الكماليات.. فمتى تنتهي هذه المأساة؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa