الرئيس قتل وابنه تسلم إدارة البلاد.. ماذا يحدث في تشاد؟

20/04/2021 08:36PM

بعد وقت قصير من إعلان الجيش التشادي، مقتل رئيس البلاد إدريس ديبي إيتنو، سارع إلى إصدار بيان آخر بتولي نجله محمد ديبي رئاسة البلاد، من خلال مجلس عسكري.

الجيش، قال إن ديبي الأب، توفي متأثرا بجراح أصيب بها "على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين شمال البلاد"، ولكن بمقتله لا يعني هذا عدم استمرار الحكم ضمن عائلته، إذ تسلم نجله قائد الحرس الرئاسي التشادي إدارة البلاد بصبغة عسكرية.

ومنذ استقلال البلاد في 1960 وهي تشهد اضطرابات، وحروبا أهلية، استمرت حتى تسلم ديبي، الحكم في 1990، عندما أطاح بنظام، حسين حبري، الذي استمر نحو عقد من الزمان، تسبب فيه بقتل 40 ألف شخص.

وجرى انتخاب ديبي الأب، لرئاسة البلاد عن طريق الانتخاب أول مرة في 1996، واستطاع البقاء في الحكم لثلاثة عقود، بعدما قام بتعديل الدستور أكثر من مرة، وفق ما قال الكاتب، منصور الحاج، والذي يدير مشروع الإصلاح في العالم العربي والإسلامي بمعهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط، في حديث لموقع "الحرة".

وقال الحاج، إن "تسلم نجل ديبي لإدارة البلاد (مؤقتا)، لم يكن مفاجئا على الإطلاق، إذ أنه كان يمهد لتوريث السلطة، منذ سنوات، رغم أن تشاد ليست دولة ملكية، ورئيس البلاد يجب أن يختاره الشعب".

وأضاف أن الانتخابات الأخيرة التي جرت خلال الأسابيع الماضية، "وجاءت بنتائج أيضا متوقعة باستمرار ديبي الأب، كانت جزء من مشهد هزلي، لا معنى حقيقي لها".

وأشار إلى أن "الرواية الرسمية التي أعلنها الجيش بأن ديبي قتل"، ولكن على ما يبدو فإن حكم عائلته سيستمر.

يتداول التشاديون في مجالسهم الخاصة قصة تلميذ من أبناء الأسر المقربة من الرئيس إدريس ديبي اعتاد على جلب مبالغ مالية كبيرة إلى المدرسة يوميا والمباهاة بها أمام زملائه. لفت ذلك التصرف انتباه أحد المدرسين فطلب من التلميذ الحضور برفقة والده إلى المدرسة في اليوم التالي. 

وتمكن ديبي خلال سنوات حكمه من "استغلال جميع مقدرات الدولة، وأضعف الأحزاب، وأبقى حزبه الحاكم هو المسيطر على المشهد في البلاد"، بحسب ما بين الحاج لـ"الحرة".

وتعتبر عائلة ديبي وحتى المجلس العسكري، مسألة بقائهم في الحكم "مسألة حياة أو موت" خاصة وأنهم "متورطون في قضايا فساد كثيرة، ناهيك عن القمع والجرائم المرتكبة، ما يعني أن حصانتهم ستبقى طالما أنهم في الحكم".

وتعهد الجيش التشادي، الثلاثاء، بتنظيم انتخابات "حرة وديموقراطية" بعد انتهاء "فترة انتقالية" مدتها 18 شهرا بقيادة المجلس العسكري الذي يرأسه نجل ديبي الأب.

وحول تقييم ما وصلت إليه تشاد خلال فترة حكم ديبي الأب، قال الحاج " لا انجازات تذكر سوى تثبيته لحكمه في البلاد والتي لا تزال تفتقر لأبسط متطلبات البنية التحتية للمعيشة، حيث ما زال الطرق المعبدة والكهرباء حلما بعيد المنال".

وزاد "لقد اشتهر عن ديبي أنه كان يقوم بالاستعراض والإعلان عن انجازات غير موجودة على أرض الواقع، وحتى أنه كان يقوم بمناسبات عديدة بوضع (حجر الأساس) لمشاريع تعبيد طرق لكن العمل فيها لم ولن يبدأ بعد".

ويشير الحاج إلى أن التوقعات بحدوث حرب أهلية، "ليس الوصف الصحيح لما يحدث هناك، إذ أنها استمرار للحرب الأهلية الدموية، إذ استمر الحراك المسلح في البلاد".

ودعا قادة الجيش والقبائل المسلحة والحراك المسلح إلى عدم توريط الشعب التشادي، بـ"سيل من الدماء".

وفي فبراير 2008 تمكن المتمردون في هجوم من الوصول فعليا إلى أبواب القصر الرئاسي قبل صدهم بفضل الدعم الفرنسي، التي تبقي على وجود دائم في مستعمرتها السابقة منذ الاستقلال في 1960.

وكان الرئيس ديبي الأب، قد وضع رجالا ونساء من عائلته وقبيلته الزغاوة على رأس وحدات الجيش وفي المؤسسات الكبيرة والقطاعات الاقتصادية الرئيسية في البلاد، وفق وكالة فرانس برس.

وكالة فرانس برس، نشرت الثلاثاء، قالت فيه إن "تشاد حليف استراتيجي للغرب في مواجهة الجهاديين"، وهو ما أشار إليه الحاج في حديثه لموقع "الحرة" إلى أن "ديبي الأب استطاع أن يسوق نفسه للغرب ودول مجاورة كحليف استراتيجي في الحرب وفي مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة".

بعد إعلان الحزب الحاكم في تشاد قرار ترشيح الرئيس إدريس ديبي إتنو لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر أبريل المقبل، والتي بات في حكم المؤكد أن يفوز فيها بفترة رئاسية سادسة، أطلقت العنان لمخيلتي لاستقراء تداعيات ذلك القرار على الوضع السياسي في البلاد على المدى القريب والبعيد. 

وأوضح الحاج أن "تهديد الجماعات الإرهابية في تشاد محدود، رغم وجود عمليات شبه أسبوعية في منطقة حوض بحيرة التشاد، وأن آخر تفجير إرهابي استهدف مركزا للشرطة يعود إلى سنوات ماضية".

وبين أنه بالنسبة لجماعات مثل "القاعدة وداعش والتابعين لهم، فإن الوضع في تشاد غير مناسب لهم".

وفي منطقة بحيرة تشاد يحارب الجيش منذ العام 2015 ضد فصيل من بوكو حرام بايع تنظيم داعش، بحسب وكالة فرانس برس.

وتشاد أيضا ضمن قوة الدول الخمس لمنطقة الساحل مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا، وقوة متعددة الجنسيات مشتركة مدعومة من الغربيين تضم نيجيريا والنيجر والكاميرون.

ورغم أنها دولة نفطية، تصنف تشاد في المرتبة 187 من بين 189 دولة في مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وفي 2018 كان حوالي 42 في المئة من السكان يعيشون تحت عتبة الفقر وفق البنك الدولي.

كما تسجل أحد أعلى معدلات وفيات الأمهات في وسط إفريقيا، ويموت فيها طفل من كل خمسة قبل عامه الخامس بحسب البنك الدولي.

ويؤمن النفط الذي تنتجه تشاد منذ العام 2003 ما يقارب 40 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي وأكثر من 60 في المئة من عائدات الدولة.

ويصل عدد سكان البلاد حوالي 16 مليون نسمة وفي أرقام البنك الدولي 2019، بينهم 53 في المئة من المسلمين و35 في المئة من المسيحيين والبقية أرواحيون.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa