العمل في المواقع الإباحية وصل إلى لبنان والمراهقون ضحيّة!

30/04/2021 05:04PM

كتب محمد شمس الدين في "السياسة": 

 

يُلاحظ متصفحو مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً انستغرام، بعض "اللينكات" في "Bio" بعض الناشطين، هذا الرابط ينقلك إلى صفحة خاصة للناشط حيث يمكن أن تدفع مقابل محتوى جنسي يقدمه. وأشهر هذه المواقع هو "أونلي فانز". 

 

 

أونلي فانز.. ما هذه المنصة؟

هي منصة تواصل اجتماعي أطلقت في بريطانيا، وتهدف  إلى تقديم صور وفيديوهات إباحية لمستخدميها مقابل بدل مادي. وهنا تكمن خطورتها، كون المنصة غير مخصصة للعاملين المحترفين في مجال الاباحية بل يمكن لأيّ كان إنشاء حساب وعرض صوره وفيديوهاته. 

وتجدر الإشارة، إلى أنّ في الموقع خاصية تمكّن "المستهلك" من إرسال رسالة للمستخدم بهدف تأمين طلبات خاصة مع الاتفاق على سعر معيّن.  وعلى الرغم من أنّ سياسة الموقع تفرض أن يكون من يعرضون موادهم فوق سن الـ ١٨، إلّا أن عددا لا بأس به من المراهقين وجدوا طريقة للتحايل على هذه السياسة، وهم يبيعون صورهم وفيديوهاتهم الاباحية. 

وهنا، نلفت إلى أنّ تفشي وباء كورونا زاد من شهرة الموقع واستخدامه إن كان من قبل الناس العالقين في بيوتهم ويريدون الترفيه، أو من قبل الموديلز والإنفلونسرز الذين اضطروا لإلغاء مشاريعهم من جلسات تصوير وغيرها. 

 

 

أسباب الدخول في مجال البغاء

عرّفت المعالجة النفسية والمرشدة الاجتماعية هانيا كنيعو، العمل في المجال الجنسي بـ "تبادل الخدمات الجنسية بمقابل، كالمال، المخدرات  أو أي بدل مادي".  وشرحت كنيعو أنّ سبب اللجوء إلى هذا النوع من العمل إجمالاً هو الفقر، حيث يضطر البعض إلى السعي للحصول على الربح السريع، وذلك لتأمين الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب وإيجار منزل..  

ورأت كنيعو، في حديثٍ لـ "السياسة" أنَّ: "لبنان يشهد زيادة بنسبة العنف وتدهور الصحة النفسية، بسبب الأزمة الاقتصادية، ولذلك قد يلجأ البعض إلى العمل في مجال الجنس، الذي يحقق ربحا سريعا. وحذرت من أنّ: "الأهل قد يدفعون أولادهم إلى العمل في مجال البغاء أو الإباحية، لكي يدرّوا عليهم بالأموال، وللأسف هناك أشخاص يطلبون تحديدا خدمات جنسية من القاصرين، مستغلّين حالتهم أو حالة أهلهم المادية". 

 

 

التأثير النفسي والمجتمعي للعمل في مجال الجنس

يتعرض العاملون في مجال الجنس للاستغلال جسديا ونفسياً من قبل من يدفعون لهم. وغالبا ما يعجز هؤلاء عن ترك هذا "العمل".

"أغلب العاملين في القطاع الجنسي لا يتمتعون بما يعملون على عكس ما هو سائد"، وفقاً لكنيعو، مشيرةً إلى أنَّ:" المجتمع اللبناني ليس متسامحا مع من يعمل في هذا المجال، ويستطيع أن يحكم عليه لآخر حياته، الأمر الذي يسبب مشاكل للفرد في حياته مستقبلياً، إن كان في إطار العمل أو الدرس أو الزواج وكلّ ما يتعلق بالأمور الاجتماعية.. 

 وقالت كنيعو:" نسبة كبيرة من العاملين في هذا المجال، يعانون من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق، وهذا ما قد يؤدي إلى الانتحار". 

 

كنيعو: الوعي ضروري!

 

شددت كنيعو على أنَّ: "الوعي أساسي لمكافحة هذه الظاهرة، ويجب أن يتم البدء أولا بالثقافة الجنسية، وتوعية هؤلاء الأشخاص عن مخاطر العمل في مجال الجنس أو البغاء". واضافت:" يجب الحديث معهم عن الأمراض المنقولة جنسياً كالكلاميديا، والسيدا، وفيروس الورم الحليمي". وتابعت: "يجب أن يكون هناك دعم فردي وجماعي وعاطفي لتوجيههم ومساعدتهم لتجنب العمل في هذا المجال". 

تستطيع الدولة أن تقوم بعدّة خطوات لمكافحة الظاهرة وفقاً لكنيعو، بدءًا بملاحقة كلّ من يشغّل عاملي جنس تحت سن الـ 18، إدخال حصص تتعلق بالثقافة الجنسية إلى المنهاج الرسمية، والأهم: فرض التعليم المجاني والإلزامي وخلق فرص عمل حتى يبتعد الناس عن هذا المجال. 

 

العمل في المجال الإباحي أو حتى البغاء موجودٌ منذ فترة طويلة، وعلى الرغم من تفشيه بكثافة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا أنّ انتشار الآفة في لبنان بدأ فقط مؤخرا.  بعدما بدأ البعض بالانضمام للعمل في هذه المواقع، بالتزامن مع اشتداد الأزمة الاقتصادية، لذلك على الدولة اتخاذ إجراءات قاسية لحماية المجتمع وتحديداً المراهقين.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa