في لبنان: "أشباح" تحتفل بعيد العمال.. أرقام مرعبة لعدد المصروفين وخط ساخن بتصرفكم

01/05/2021 09:25AM

كتبت ميسا جبولي في "السياسة": 


إنه الأول من أيار، كان يُفترض أن يحتفل العمّال والكادحون، اليوم في عيدهم. لكن ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية في لبنان، فضّل البعض تحويل هذه المناسبة إلى يوم يُخصص لتسليط الضوء على العاطلين عن العمل مع تفشي البطالة من دون ان ننسى أولئك الذين يعملون ليلا ونهارا من دون أن يجنوا ما يكفيهم. 


شمس الدين: البطالة ارتفعت إلى 38%

مهما حاول البعض تجميل الصورة، تبقى المعاناة على الأرض أكبر بكثير! بطالة وساعات عمل مرتفعة مقابل نصف راتب، تهرّب من القوانين التي تحمي حقّ العامل وصرف تعسفي. كلّ ذلك وإلى الآن لم يحرّك أحد ساكنا. 

"الباحث في "الدولية للمعلومات"، محمد شمس الدين، أكد في حديثه لـ "السياسة، أنّ:" نسبة البطالة ارتفعت في الفترة الأخيرة الى حدود الـ 38%". وهذا يعني بحسب شمس الدين أنّ:" حوالي 180000 لبناني بات عاطلا عن العمل". 

وأضاف:" لدينا أيضا حوالي الـ 18000 مؤسسة مقفلة الأبواب منذ بداية هذه الأزمة". 

كثيرة هي الأسباب المتراكمة التي أدّت إلى انفجار الوضع الاقتصادي وازدياد نسبة البطالة. وفي هذا الإطار، عدّد شمس الدين هذه الأسباب كما يلي:"

- الوضع الاقتصادي الصعب الذي نواجهه مع تلاعب سعر صرف الدولار في السوق السوداء بشكل يومي.

-ازمة كورونا التي ضربت الاقتصاد العالمي. 

أمّا الأهم، فكان حديث شمس الدين عن تأثير انفجار المرفأ، قائلا:" قضى الانفجار  على المؤسسات اللبنانية التي كانت صامدة إلى حدّ ما، فدمر ما تبقى منها". واضاف:" بعد الانفجار، أقفلت مؤسسات كثيرة لعدم تمكنها من ترميم محالها وإعادة تجهيزها بالإضافة إلى مؤسسات أخرى "اختفت". 

 وأمام هذا الواقع القاتم، تزداد نسبة الهجرة إلى الخارج مؤخرا مع غياب الخطط الاقتصادية الفاعلة والقادرة على تسوية الأوضاع وتأمين الحدّ الأدنى من الاستقرار، في ظلّ أزمة سياسية حادّة. وعلى قاعدة "كلّ مين ينفد بريشه" امتهن لبنان مؤخرا تصدير الأدمغة إلى دول العالم وفي المقابل فتحت هذه الدول أبوابها أمام الهاربين من هذا الجحيم. 


الأسمر: نضع خطّا ساخنا بتصرف العمّال 

ومع تأزّم الأوضاع ومع ما يعانيه العاملون مؤخرا من حسم في الرواتب والطرد التعسفي وأساليب "التهشيل" المعتمدة كخطة تدفع العامل إلى تقديم استقالته بنفسه ورفع ساعات العمل من دون مقابل، نسأل أين الاتحاد العمالي العام؟ وكيف تتعاطى وزارة العمل مع هذا الواقع؟

وفي حديث لـ "السياسة"، شدد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، على أنّ:" الواقع صعب جدا،  في ظل ما يحصل في المؤسسات اللبنانية من طرد تعسفي، البطالة، عدم زيادة الأجور وأحيانا إعطاء العامل نصف أو ربع راتب،  كلّ ذلك يشير إلى أنّ  الواقع صعب جدا".

وكشف الأسمر عن وجود: " نافذة حوار مع بعض أصحاب القطاعات المربحة كالزراعة والصناعات الدوائية كالمعقمات والقفازات الطبية والكمامات". وأضاف:" هذه القطاعات ازدهرت في ظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب. وكاتحاد، نحن نتعاون معهم وهم تجاوبوا معنا فتمّ تخصيص زيادة  للعاملين ومنح سلفة غلاء معيشي بانتظار الحلول التي ستأتي لاحقا". 


وعن وجود استغلال دائم للعمال من حيث الراتب أو ساعات العمل الإضافية، والطرد التعسفي في الكثير من القطاعات، رأى الأسمر أنّ:" المعالجات تكون "بالقطاعات" ونحن ندرك ان الوضع صعب جدا في عدد من القطاعات، وتحديدا في القطاع السياحي والقطاع التجاري والصناعي، حيث الخسائر  كبيرة". 

وتوجه الأسمر إلى العمال الذين يتعرضون للاستغلال، قائلا: " نحن كاتحاد الى جانبكم دائما، ونتمنى من جميع مَن يتعرضون للطرد التعسفي أو من تخفَّض رواتبهم او من يجبرون على العمل لساعات  اضافية من دون مقابل، الاتصال بالاتحاد العمالي العام على الرقم التالي:  01570800". 

وعن ما اذا كان الاتحاد يبحث عن حل دائم، قال الاسمر:" لا نملك العلاج الكامل  لأنّ سعر صرف الدولار لم يحدد بعد وهو يستمر بالارتفاع يوميا". وأضاف:"نحن ننتظر تثبيت سعر الصرف وعليه، سنبني  على الشيء مقتضاه". 


وإلى حين التوصّل لحلّ سياسي واقتصادي يبقى العامل وحيدا يصارع واقعا صعبا ومضطرا للتغاضي عن تجاوزات ترتكب بحقه لحماية لقمة عيشه. 

وتعبيرا عن الواقع الصعب، ننقل رسالة كانت قد كتبتها على "فيسبوك" سيّدة طردت من عملها: "عطيت 15 سنة من حياتي لهالشركة وحتى إيام الثورة وتسكير الطرقات كنت إنزل لسيسر الشغل وخلّي الأمور تمشي، اليوم وبكلّ بساطة خبروني إنه ما عادوا بحاجتي.. شكرا". 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa