بعد توقيفه في مرفأ بيروت.. شقيق الشهيد جو نون يروي لـ "السياسة" ما حصل!

المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، وليس بالضرورة عن رأي موقع "السياسة"

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

أثار خبر توقيف وليم نون شقيق الشهيد جو نون ودافيد ملاحي شقيق الشهيد رالف ملاحي في اليومين الماضيين جدلًا واسعًا. 

عملية التوقيف هذه التي دامت حوالي ثلاث ساعات تقريبًا سبقها تلاسن وتدافع بين نون وعناصر الجيش، ولمعرفة الأسباب، كان لـ "السياسة" حديث مع الأخير حيث تحدث  بالتفاصيل عن ما حصل في تلك الليلة. 

 من زيارة المرفأ الى السجن

أخبر نون: "وصلنا الى مرفأ بيروت يوم السبت الماضي مع فريق تصوير بهدف تحضير فيديو عن انفجار 4 آب وعناصر الإطفاء الذين استُشهدوا، وعندما دخلنا أوقفتني عناصر المخابرات ومُنعت من الدخول، ولكن "الواسطة" لعبت دورًا ودخلت الى المرفأ، وكنا حوالي الـ 15 شخصًا قرب الإهراءات". 

وتابع: "عندما خرج الجميع بقيت لوحدي في الداخل لأنني اعتدت أن أضع دائمًا وردة في المكان الذي وُجد فيه أخي الشهيد جو. وفي تلك اللحظة حضر عنصر من استقصاء الأمن العام ومنعني من الاقتراب باتجاه الاهراءات". 

هذه الخطوة من قبل العنصر أثارت عصبيّة نون الذي قال له: "لا يمكنك أن تمنعني".

ليأتي الرد: "أعلم أن أخيك شهيد ولكن بهدف سلامتك من الأفضل أن تغادر".

فجاوبه نون: "أين كانت سلامتنا لحظة الانفجار؟ وأين كانت سلامتنا عندما كنا نبحث عن أشلاء إخوتنا".

فقال له العنصر: "هذه نقطة عسكريّة ونحن نقرّر ونسمح لك بالبقاء أو المغادرة". 

وأضاف نون في حديثه، "أجبته بعصبيّة: "بما أنكم تقرّرون كل شيء  وتعرفون أن النقطة خطرة لماذا لم تنبّهوا شباب الإطفاء لحظة الانفجار أن المرفأ مليء بنيترات الأمونيوم؟".

وبعد تلاسن بالكلام، بحسب نون: "قال لي العنصر إنني أتهم جهاز المخابرات. انفعلت وتدافعنا. الى أن توجّهت دوريّة من الجيش وحصل الحديث نفسه معها، كما وصل كل من جيلبير خطيب الشهيدة سحر فارس ودافيد ملاحي شقيق الشهيد رالف ملاحي وهدأت الأوضاع". 

 نون: هكذا تمّ توقيفي

الّا أن الأمور لم تنتهِ هنا، لأنه كما لفت نون الى أن "دورية من المخابرات حضرت لتوقيفي وبينما كان دافيد يدافع عني تدافع مع بعض العناصر واعتقلونا أنا ودافيد". 

وأردف نون: "خلال التحقيق أُطلق سراح دافيد فقط وأنا حُقق معي مرتين وطُلب مني أن أتراجع عن كلامي الذي قلته بحق المخابرات، لأنهم اعتبروا انّ ما قلته هو اتهام مباشر، الا أنني أكدت على كلامي وكررته مرة ثانية لذلك بقيت موقوفًا". 

 نون: أُطلق سراحي.. ولكن!

وتابع نون: "في الوقت نفسه كان هناك اجتماع في نقابة المحامين مع أهالي الشهداء، حيث توجّهت والدتي الى نقيب المحامين ملحم خلف وأخبرته أنني موقوف، الى أن تدخل النقيب ومحافظ بيروت مروان عبود لاطلاق سراحي.

وأضاف:" لم أوقّع على أيّ تعهد ومن دون أن أتراجع عن كلامي، كما أنه لا يمكنني بعد اليوم الدخول الى مرفأ بيروت". 

إذًا، حتى الساعة نون خرج الى الحرية ولكن هذه الحرية "مشروطة"، لأنه لا يمكنه الدخول الى مرفأ بيروت بعد كل ما حصل.

المصدر : السياسة