قوة المرأة العاملة في الأزمات غلبت التوقعات!

10/05/2021 04:55PM

المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، وليس بالضرورة عن رأي موقع "السياسة"

كتبت نانسي لحود في "السياسة": 

المرأة ليست نصف المجتمع، المرأة اليوم أضحت عمودًا فقريًا أساسيًا لدخل الأسرة وثبات حسن سير إدارتها أكان من الناحية التربوية أو الاقتصادية على حد سواء.

في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي نواجهها اليوم، بشكل خاص في لبنان، نرى أنّ المرأة العاملة لم تجلس مكتوفة اليدين، بل اتخذت قرارًا حاسمًا لتكون السند الأول لزوجها في إنعاش الدخل المنزلي المحدود، الذي وبفعل الحالة المادية أصبح شحيحًا بالنسبة لعدد كبير من الأسر التي تعتبر تحت خط الفقر.

في حديث لـ "السياسة" مع نساء من مختلف المجالات، وجدنا في شهادتهنّ قوة وحزمًا واضحين يظهران بالخط العريض أن فكرة المرأة التي لطالما دارت في المجتمع لم تعد تقتصر على المربية أو ربة المنزل بل فتحت أفقًا جديدًا يثبت أنّها الأقوى في ظل الظروف السوداوية.

تقول السيّدة بشرى الحكيّم وهي أم لولدين صغيرين، أنها مرّت مع عائلتها بتجربة صعبة بعدما تضررت المكاتب التي كان يعمل زوجها فيها في مرفأ بيروت في انفجار 4 آب وانخفض مدخوله الى النصف، مما جعلها تفكّر بطرق عديدة لتسنده من ناحية الدخل. توجهت بشرى الى مدرسة ثانية لتؤمن ساعات تعليم إضافية، كما وأنها تخلّت عن مساعدتها المنزلية للحد من المصاريف الثانوية. من جهة الأولاد، وعلى الرغم من صعوبات التعليم على الإنترنت تركت أطفالها معها في المنزل ولم ترسلهم الى الحضانة. 

وفي هذا السياق أكّدت أن ما تجنيه بالإضافة الى مدخول زوجها ضروري لدفع مستحقات سندات الدين للمنزل وتأمين نمط حياة جيّد للعائلة.

من ناحيتها تخبرنا السيدة فرنسواز زيادة غطاس، وهي ممرّضة تعمل في الصفوف الأولى لمواجهة وباء كورونا، أنها وعلى الرغم من خطر الإصابة ونقل العدوى لأفراد أسرتها، لم تفكّر للحظة بالتخلي عن رسالتها أولا لأنها رسالة إنسانية بالغة الأهمية، وثانيًا لأن عائلتها بحاجة الى مدخول إضافي لأن عمل الزوج بمفرده لم يعد يؤمن الحاجة اليومية الكافية من حيث نفقات الأسرة العادية أو أقساط المدارس.

المرأة العازبة أيضًا لعبت دورًا رئيسيًا

تؤكد الآنسة لورد عقيقي أنها كانت تستعد لخطوبتها هذا الصيف ولشراء منزل المستقبل مع خطيبها، إلّا أن الأوضاع المادية الكارثية حالت دون تحقيق حلمها. هي خريجة الجامعة اللبنانية كلية التربية، وتحمل شهادة بالرياضيات والعلوم، شرعت بالبحث عن عمل، ومع صعوبة فتح المدارس وجدت ضالتها في إعطاء دروس خصوصية للأطفال من أجل توفير المال اللّازم لمساندة خطيبها في بناء مستقبل قريب لهما معًا.

الغلاء فاحش والمرأة في مواجهته

أما نايلا المصري وهي صحافية تعمل من المنزل منذ اكثر من ثلاث سنوات فتؤكد أن اليوم بات عمل المرأة أكثر من ضروري لمساندة الرجل بمصروف المنزل الذي بات يتضاعف شهرًا بعد شهر نتيجة الغلاء الفاحش. فيد واحدة لا تستطيع ان تصفق في هذا الزمن الرديء الذي نعيشه. وعلى الرغم من صعوبة العمل مع اطفال يحتاجون الى رعاية واهتمام بشكل متواصل الا ان نايلا تؤكد ان التعاون ما بين الرجل والمرأة في المنزل كما في خارجه من أساسيات نجاحها بعملها. فالشريك متى ساعد في عمل المنزل وتربية الاطفال والاهتمام بهم ساعد زوجته على تقديم أفضل ما لديها في عملها لتستمر.

كذلك، السيدة ماري مادلين كامل الحاج، معالجة فيزيائية، تحدثت معنا عن تجربتها الصعبة، حيث وبعد طرد زوجها من عمله العام الماضي اكتشفت حملها بطفلها الثاني، فاضطرت مع وضعها الصحي الصعب أن تتابع ممارسة مهنتها لتأمين مدخول المنزل الذي كان يقتصر عليها. هذا وشدّدت على أن الوضع النفسي والجسدي كان مضنيًا إلا أنها لم تستسلم.

أخيرًا، لا يمكن غضّ الطرف عن الغلاء المعيشي الذي تسلّل الى كنف الأسر "بغمضة عين"، إلّا أنّ عين المرأة الساهرة على عائلتها لن تدعه يغلبها وهنا نتذكّر المقولة الشهيرة التي تختصر المهم: "لا تخشى الارتباط بامرأة قوية قد يأتي يوم وتكون هي جيشك الوحيد".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa