هل يسبق الحلّ المحلّي الإنفجار الكبير؟

10/05/2021 05:58PM

المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، وليس بالضرورة عن رأي موقع "السياسة"

كتبت داني كرشي في "السياسة":

لبنان بحاجة لمن ينقذه. ما يجري اليوم تحت شعارِ الإنقاذ، يرسخ منحى الانهيارِ خصوصًا أنّ الـمولجين به هم سبب البلاء. 

كما يبدو، فإنّ مسعى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، مني بفشل كبير بعدما أُجهضت مبادرته الفرنسية. 

والحق، طبعا، لا يقع على الاليزيه الذي راهن على ارضاخ الطبقة السياسية عبر سياسة الجزرة والعصا، بل تقع المسؤولية بشكل كبير على القوى السياسية، التي لم يخطر على بال أحد ان تكون على هذا القدر من الانانية. حتى العقوبات الاميركية لم تبدّل في سلوك المنظومة. وبالتالي، لا أمل بتغيير قريب حتى مع فرض العقوبات الفرنسية المرتقبة. 

وعليه، وبعد انهيار أعمدة المبادرة الفرنسية، هل من مُستجيب لإنقاذ لبنان؟ وهل من أمل بولادة حل محلي قبل الانفجار الكبير؟ 

أستاذ القانون الدولي، الدكتور أنطوان صفير يكشف عن أن "الملف اللبناني اليوم موجود عرضا في المحافل الدولية وعلى طاولات المفاوضات المتعددة بقضايا أساسية تخص دول العالم، الاقليمية والدولية".

وفي حديث لـ"السياسية"، يوضح صفير: "لا يشكل الملف اللبناني لا قضية ولا أزمة، ضمن معايير الأولوية في أي ملف. وهو يأتي عرضا في محادثات ايران والولايات المتحدة الأميركية، أو في تطور العلاقات الايرانية - السعودية، أو حتى في المسألة السورية. وبالتالي، الوجود الهامشي للمسألة اللبنانية، يجعل البلاد تسير في خطى ثابتة وخطيرة نحو الانفجار الاجتماعي الذي سيولد انفجارا سياسيا وامنيا، لأن هذه الأمور بطبيعة الحال مترابطة". 

ولا يرى صفير أن "هناك مسؤولية واضحة من قبل المسؤولين اللبنانيين لإيقاف هذا الانهيار، وهو ما يُنذر بخطورة الوضع".

وقف الانهيار يبدأ بتشكيل حكومة جديدة!

لبنان، وللمرة الأولى منذ تاريخه الحديث، يكون خارج الأولوية الدولية، وهذا الامر خطير، حيث لا تهتم الدول بالملف اللّبناني، مؤخرا. 

 وعليه، يبقى الأمل بإيجاد حلّ محليّ، لوقف الانهيار المتسارع في البلاد. 

وهنا، يؤكد  صفير أن "وقف الانهيار، أو على الأقل، فرملته، يبدأ بتشكيل حكومة جديدة".

ويشدد على أن "هذه الحكومة يجب أن تشكل ومضة أمل للبنانيين، لا أن تكون على مثال سابقتها، وذلك لإعطاء الآمال للشعب، لأن الجزء الاكبر من مداواة الأزمة الاقتصادية والنقدية هو سياسي. لكن، لا يمكن أن نغفل عن ما سُرق من مال عام وخاص وعن استنزاف الدولة"

صفير: المبادرة الفرنسية سقطت منذ اعتذار أديب!

من جهة أخرى، لا تزال المبادرة الفرنسية تشّكل بارقة امل للبنانيين، خصوصا وأنها أتت تحت مطلب لبناني بصياغة فرنسية، ودعم فرنسي. وبالتالي، هل يمكن أن تنتعش المبادرة من جديد، بعدما ضربتها القوى السياسية اللبنانية برصاصاتها التي لا ترحم؟ 

أستاذ القانون الدولي، الدكتور انطوان صفير يرى أن "المبادرة الفرنسية لم تسقط بالأمس، عند زيارة وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، إنما سقطت فعليا مع الاعتذار الذي قدّمه السفير مصطفى أديب حين كان رئيسا مكلّفا، حين كان يسعى الى تشكيل حكومة مهمة بكل معنى الكلمة. وبالتالي كان يجب أن يكون لهذه الحكومة الحظ الوافر لكي تقوم بمهامها".

ويلفت الى انه " لو شكّلت الحكومة منذ ذلك الوقت، كنّا وفرنا على الأقل حوالي الـ20 مليار دولار، والانهيارات المتتالية للقطاعات المنتجة، اضافة الى الأزمة القضائية والادارات والخدمات العامة". 

ويختم: "مع الأسف، طالما ليس هنالك اهتمام من قبل الدول المؤثرة، ولم يولد اتفاق أميركي -ايراني- سعودي، أعتقد أن لبنان سيذهب نحو منزلقات خطرة، ربما قد لا تُحمد عقباها، وتداعياتها قد تطال جميع الناس، حتى من يحيط بنا لن يسلم. لأن لبنان سيكون قنبلة متفجرة، ولا أحد يعلم من يمكنه أن يحتويها".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa