في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. المثليون جنسيا يعانون في لبنان!

كتبت راشيل كيروز في "السياسة": 

17 أيار.. إنه اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثليّة! 

بداية تجدر الإشارة إلى أنّ، منظمة الصحة العالميّة  كانت قد أعلنت حذف المثليّة الجنسيّة من قائمة الأمراض النفسيّة. وفي مثل هذا اليوم، صارت مدن دول العالم تشهد مسيرات تحت شعار "مسيرات الفخر" وقد شهد لبنان السنة الماضية واحدة من هذه المسيرات.

يعاني المثليون في العالم العربيّ عمومًا وفي لبنان خصوصًا من  مشاكل عدّة, منها التنمر والتهديد بالقتل وبالرغم من ذلك يتابعون حياتهم, ولكن الى أيّ حدّ يعانون في حياتهم اليوميّة؟

ناشط في حقوق المثليين (فضل عدم ذكر اسمه) أشار في حديث لـ "السياسة"، الى انّ: " التنمر عادة لا تؤذي فقط المثليين وإنما أي شخص آخر وهو فعل يعرض ضحيته لمشاكل نفسية حادّة قد تدفعه إلى الإنتحار وإنهاء حياته للتخلّص من "وصمة" ما".

وتابع: " يتهمون المثليين بالتحرش إلّا أنّ الواقع مغاير". كاشفا أنّ:" عددا من المثليين يخسرون أصدقاء لهم فقط لأنّ هؤلاء يخشون  التعرض للتحرش في ظلّ التفكير الخاطئ السائد".

الواقع، أنّ الوضع يتغيّر وفي تطور مستمر. وعليه، حاول المثليون الاستفادة من هذا "الإنفتاح" فاستغلوا مواقع التواصل لإيصال صوتهم ورسائلهم لكنّ "الفورة" الكبرى كانت على "تيك توك". 

وفي هذا الإطار، شرح الناشط أنّ: " العديد من المثلييّن يحاولون إيصال صوتهم وكسر النموذج الخاطئ الذي رسمه المجتمع, وفي المقابل هناك من يتقبلنا ومن يتنمّر علينا". 

مشددا على أنّ:"المثلية ليست مرضا بحاجة الى المعالجة بل هي هوية, والتعاطي مع المثلية على أنّها مرض هو شيء خاطئ كليًّا؛ المجتمع يتقدّم أكثر الآن تجاه المثليّين ولكن سيبقى هناك من يعارض هذه الفكرة ويعتبرها مرضا".

لبنان هذه السنة لن يقيم مسيرة تحت شعار "مسيرة الفخر" لعدّة عوامل, وأبرزها انفجار مرفأ بيروت الذي أطاح بـ"الجميزة" المكان الذي أُقيمت فيه  المسيرة العام الماضي إضافة إلى تفشّي فيروس كورونا.

وفي هذا الاطار شرح الناشط أنّ: " المسيرة التي تأجلت  تساعد إلى حد ما ولكن في ظلّ غيابها يمكننا أن نوصّل الصوت عبر وسائل كثيرة منها وسائل التواصل أو حتى لو شرح شخص أو مجموعة عن المثلية في فيديو". 

أحببناهم أم لا، تقبلناهم أم رفضانهم، الحقيقة تبقى واحدة: المثلي إنسان طبيعي كأي فرد في المجتمع لديه حقوقه وعليه واجباته.