العملات المعدنية تختفي من الأسواق.. تجارة "محرزة" في الكواليس!

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

دولار السوق السوداء يرتفع بوتيرة سريعة، في المقابل رواتب اللبنانيين تنخفض أيضًا بوتيرة سريعة.

جوع، مرض، انعدام فرص العمل ولا رواتب... ووسط هذه الأزمة التي تعصف بالبلد، شهد لبنان في الفترة الأخيرة "موجة" من الإقبال على شراء العملات المعدنيّة، الى حد اختفائها من السوق اللبنانية. فما السبب؟ 

الـ 500 "مقطوعة وسعرها محرز"!

الخبير الاقتصادي محمد وهبة، شرح في حديث لموقع "السياسة" سبب هذه "الهجمة" على العملات المعدنيّة.

قائلًا: "يلجأ اللبناني الى شراء العملة المعدنيّة بهدف بيعها لتجار المعادن حسب سعر صرف الدولار في السوق السوداء".

معتبرًا أن "تجار المعادن هم أكثر من يستفيد من هذه العملية".

وبحسب وهبة: "وزن كل عملة معدنية هو 6 غرام، وكل 166 قطعة من العملات المعدنية تساوي كيلو من معدن النيكول، وسعر الكيلو من معدن النيكول يساوي 15.98 دولارا أميركيا. أما سعر الصرف الحقيقي لعملة الـ 500 ليرة مع 166 قطعة فيساوي 83 ألف ليرة، بينما سعر الـ 15.89 دولارا حسب سعر صرف الدولار في السوق السوداء فيساوي الأضعاف".

خاتما:"هذا هو السبب الحقيقي وراء التهافت لشرائها وبيعها".

وأكد وهبة أن "حجم المعادن الموجودة في العملة المعدنية قيمتها أكبر منها"."ومن ايجابيات هذه الخطوة ان اللبناني يشتريها حسب قيمتها العادية ليعود ويبيعها بأضعاف".

كما لفت وهبة إلى أنّ "الأمر نفسه حصل منذ سنوات عديدة مع عملة الـ 100 ليرة".

 قريبًا.. هذه العملات ستُفقد من الأسواق

مع تزايد الاقبال على عملة معيّنة من دون طباعة أو صناعة عملة أخرى مكانها، فمع الوقت ستُفقد من الأسواق.

وهنا أشار وهبة الى أنه "أصلا المواطن لا يحتاج هذه المعادن، نظرا لتدني قيمتها". مثال: عندما تكون فاتورة السوبرماركت 12600 سيضطر المستهلك إلى دفع 13000 ليرة لبنانية، أي عملية "تدوير"، وهذا التدوير للعملات يعني أنه في المستقبل سنفقدها  وتتوقف المؤسسات عن التعامل بها، بمعنى يحصل المواطن على علكة بدل العملة المعدنية أو أي غرض آخر".

 هل تؤثر هذه العملية على السياسة الاقتصادية؟

وهبة أكدّ أن "هذه الأمور لا تؤثر على السياسة الاقتصادية، لأنّ هذه الأخيرة تعتمد على مناهج معيّنة"، مشددًا على "ضرورة وجود نظام مالي من خلال تقوية الصناعات الداخليّة والقطاعات الانتاجيّة". وأضاف:" مثلا: بدل شراء الطحين يجب اللجوء الى دعم زراعة القمح وهذا ما يقوّي العملة اللبنانية". 

إذا، أيها اللبنانيون ودّعوا العملات المعدنية لأنه مع الوقت ستفقد قيمتها وسيتوقف التعامل بها.