حملة فضح المتحرشين تجتاح مواقع التواصل.. وقانون يساند!

كتبت ماريان طوق في "السياسة":

ككرة الثلج وبسرعة كبيرة خرجت لائحة بأسماء المتحرشين "المشهورين" على مواقع التواصل الاجتماعي إلى العلن وصارت تنتقل من واحد لآخر.  

القصة بدأت بعدما تحدثت إحداهنّ عن تجربتها السيئة مع صحافي وكاتب، محذّرة الجميع منه. فتشجعت كثيرات وتحدثن عن تعرضهنّ للتحرش من الشخص نفسه. الدعم الهائل الذي ظهر، شجّع أخريات على التحدث عن معاناتهنّ مع متحرشين آخرين وهكذا كرّت السبحة. 

الأكيد أنّ التحرش لا يُبرر مهما حاول البعض فعل ذلك. والأكيد أيضا أنّ صمت الناجيات يُحترم ولحظة اعترافهنّ وتشجعهنّ على الحديث تُقدّر أيضًا. 

تحدثن فالقانون بـ "صفكنّ"

هذا الجرم يُعاقب عليه القانون في لبنان وبالتالي في يد كلّ ناجية أسلحة مهمة، فلم تعد العملية تقتصر على فضح المتحرش ومعاقبته وعزله اجتماعيا. 

وفي حديث لـ "السياسة"، قالت رئيسة لجنة المرأة والطفل النائبة عناية عز الدين "في لبنان، قانون يجرم التحرش الجنسي ويعاقب عليه"، مضيفة "كنت قد تقدمت عام ٢٠١٩ بمشروع قانون يجرم التحرش وأقر شهر كانون الثاني عام ٢٠٢٠". 

وتابعت:" تفعيل الشكوى يجب أن يتم من خلال الضحية في الحالات العادية".

وأوضحت عز الدين "بموجب هذا القانون، يتحرك القضاء فورا، عندما تكون ضحية التحرش غير قادرة على تفعيل الشكوى بنفسها أي حين تكون الضحية قاصرا، أو شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو إذا وجد رابط تبعية معين مع المتحرش".

وعن العقوبات، قالت "العقوبات كثيرة وتشدد إذا كانت الضحية من ذوي الاحتياجات الخاصة وفي بعض الحالات الاستثنائية أيضا". وتابعت:" تتراوح هذه العقوبات ما بين دفع الغرامات والسجن لسنتين بالحدّ الأدنى". 

ولفتت إلى أنّ "القانون الموجود، وضع استثناءات بالنسبة لتفعيل قضية الشكوى والتدرج بالعقاب وتشديده في بعض الحالات التي ترتبط بنوع الضحية أو بمكان ارتكاب جرم التحرش".

عز الدين: تدريب المعنيين ضروري

واعتبرت عز الدين أن جائحة كورونا كانت سببا أساسيا في ازدياد نسب العنف المنزلي والتحرش الجنسي عالميا وليس فقط في لبنان، وأوضحت "اليوم وُجد القانون ليشكل رادعا في لبنان".

وبحسب عز الدين، إقرار القوانين لا يكفي بل "يجب أن يواكب هذا القانون بتطبيق صحيح له من قبل كل الجهات المعنية، كذلك يجب تدريب كل الجهات المرتبطة بهذا الموضوع كالقوى الأمنية ومن يعملون في إطار القضاء والمساندة الاجتماعية". 

ودعت عز الدين إلى إقامة حملات توعية عن التحرش والتشجيع على رفض التحرش بصوت عال. وقالت:" كثر يرفضون اللجوء إلى القضاء لكن أقله يتكلمون عن الموضوع للتنبيه ونشر الوعي إضافة إلى أنّ الآلية القضائية اللّازمة باتت موجودة اليوم".

وتزامنا مع الحملة التي تجتاح الفضاء الإلكتروني، برزت مطالبات بتعديل القانون حتى يتحرك القضاء لوحده مباشرة بعد فضح الشخص علنا وإظهار ما يدينه مع أنّ تصديق الناجيات أولوية. وتأتي هذه الدعوات، في إطار محاولة حماية الناجيات اللّواتي تجرأنّ على الحديث بالإضافة إلى كلّ امرأة لم تتجرأ وفضلت إيصال صوتها عبر شخص آخر أو وسيلة أخرى.