السلبية لا تزال تخيّم حكومياً.. ولبنان في واحدة من أسوأ ثلاث أزمات عالمية منذ القرن التاسع عشر

02/06/2021 07:07AM

رغم كل الأجواء الإيجابية التي أُشيعت حول عملية تشكيل الحكومة، إلّا أنه من الواضح أن الأمور لا زالت على ‏حالها، إذ ما من جديد طرأ على طريقة مقاربة الأمور من قِبل المعنيين بالتأليف لتُبنى عليه الأجواء المشجّعة ‏للتشكيل. مبادرة الرئيس نبيه بري مستمرة، وقد جرى في اليومين الأخيرين تزخيم للقاءات والإتصالات بهدف ‏كسر الجمود وتحريك الملف الحكومي، لكن الأمر توقف عند هذه النقطة، والرئيس المكلف سعد الحريري لم ‏يتوجه للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون لعرض تشكيلة جديدة عليه‎.‎

مبادرة بري لا زالت سارية المفعول، والأكيد أن صلاحيتها لن تنتهي قبل أسبوعين، وهي المدة التي شدد بري ‏على وجوب تشكيل الحكومة خلالها، أما إنتهاء هذه الفترة دون حصول أي تقدم قد ينعكس توقف جهود بري ‏وبالتالي سيعود التصعيد ليكون سيد الموقف‎.‎

وبين التصعيد والتهدئة والأجواء الإيجابية التي سرعان ما تتبدل لتصبح سلبية دون أي تبريرات واقعية، ثابت ‏وحيد، الإنهيار يتفاقم وكرة الثلج تتسارع، فقد برز تطور خطير على صعيد الوضعين الاجتماعي والإقتصادي مع ‏تحذير البنك الدولي بأن لبنان يغرق نحو أسوأ ثلاث أزمات عالمية شهدتها الدول منذ منتصف القرن التاسع عشر، ‏وما من أفق للحل. وكان من المفترض أن يشكل هذا التحذير وحده زخماً يحتّم تشكيل الحكومة بالأمس قبل اليوم، ‏لكن لا حياة لمن تنادي‎.‎

عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني أشار إلى أن "الملف الحكومي لا زال يدور في حلقة مفرغة، فهناك ‏ضياع وتخبّط وغموض، لكن بدورنا نأمل أن تصل مبادرة بري إلى خواتيم سعيدة‎".‎

وفي حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية، كشف البعريني أن "الحريري لن يتوجه إلى قصر بعبدا للقاء عون ‏وعرض تشكيلة حكومية جديدة إلّا بعد أن يتم الإتفاق على هذه التشكيلة عبر قنوات التواصل بين الفريقين، على أن ‏تكون التشكيلة الجديدة خاضعة للأسس الدستورية‎".‎

وحول إحتمال إعتذار الحريري والتوجه نحو إستقالة كتلة المستقبل من مجلس النواب، لفت البعريني إلى ان ‏‏"الاعتذار أمر وارد، أما الاستقالة فهي غير واردة لأننا لن نكون سبباً في خراب البلد أكثر‎".‎

من جهته، فقد رأى عضو تكتل "لبنان القوي" النائب روجيه عازار أنه "على ما يبدو الإشارات غير إيجابية وهذا ‏ما تعكسه تصريحات بعض المقربين من الحريري، لكننا بدورنا، نؤكّد على إلتزام دور المسهّل والمنفتح على ‏التفاهم، ومصرون على مد اليد للآخر لتشكيل الحكومة‎".‎

واعتبر عازار في حديثه مع "الأنباء" الالكترونية أن "رئيس الجمهورية ينتظر منذ مدة زيارة الرئيس المكلّف ‏لمتابعة الملف الحكومي، والزيارة رهن قرار من الحريري، فنحن في حالة إنتظار‎".‎

أما وفي حال وصول الأمور إلى حائط مسدود، وعن احتمال إستقالة التكتّل من المجلس النيابي، ذكر عازار أن ‏‏"الأمر يحتاج إلى تفاهم مع الحلفاء والكتل النيابية، لأننا لا نستقيل لمجرد الإستقالة أو الكيدية السياسية، ولكن ‏هدفنا تحريك الأمور والإنتاجية‎".‎

بدوره، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى إلى أن "جولة المشاورات لم تكتمل بعد، والهدف ‏إستطلاع أراء مختلف الأفرقاء السياسية، لكن الأكيد أنه جرى تزخيم للتفاوض وقنوات الإتصال تعمل‎".‎

وفي إتصال مع "الأنباء" الالكترونية، لفت إلى أن "تقديم تشكيلة حكومية جديدة أمر يتوقف على الإتفاق حول ‏الصيغة، لكن الهدف الوصول إلى حكومة، وسمة المرحلة الحالية هي مراوحة وإنتظار‎".‎

وعن إحتمال توجيه رئيس الجمهورية دعوة للقادة السياسيين لعقد لقاء وطني في بعبدا، وهو ما ذكره النائب جبران ‏باسيل في مؤتمره الصحافي يوم أمس، إعتبر موسى أن "الموضوع رهن تجاوب المدعوين، فالحوار هدفه إحداث ‏التواصل المباشر، لكن حتى الآن لا دعوة رسمية حالياً فلا يمكن تكهّن مواقف القادة، وبالتالي لا يمكن تكهّن نتائج ‏اللقاء في حال حصل‎". ‎



المصدر : الانباء

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa