غلاء الخرطوش يحدّ من الصيد الجائر.. و"إغبة" ممرّ آمن للطيور!

كتبت ماريان طوق في "السياسة": 

"يا طير يا طاير على طراف الدنيا".. ابتعد عن الأراضي اللبنانية وإلا طلقة غدارة ستكتم صوتك وتمنعك من أن  "تحكي الحبايب".

شهد لبنان وعلى الرغم من صغر الرقعة الجغرافية التي يمتدّ عليها، مجازر كبيرة ارتكبت بحق الطيور. إلّا أنّ هذه الظاهرة تشهد انحسارًا ملحوظًا هذه الفترة نتيجة الأزمة الاقتصادية التي فرضت ارتفاعًا في سعر الخرطوش.

وعليه، تعود مقولة "ربّ ضارة نافعة" لتثبت دقّتها.

تواصلت "السياسة" مع رئيس مركز الشرق الاوسط للصيد المستدام والمنسق الميداني للصيد المسؤول في جمعية حماية الطبيعة “SPNL” أدونيس الخطيب الذي أكّد أن "غلاء الخرطوش أثّر ايجابا على الصيد الجائر وحمى الطبيعة اللبنانية بشكل كبير. وقد لعب غلاء الخرطوش دورا أكبر من التوعية التي تعمل بشكل بطيء".      

وعن إمكانية أن يعود الخرطوش لأسعاره السابقة وبالتالي عودة وتيرة الصيد العشوائي الى الارتفاع، قال "ننظم حاليًا مناطق صيد مراقبة من قبل المجتمع المحلي حتى إذا عاد الخرطوش الى سعره القديم يوما ما، نكون قد ضمنا عدم تكرار المجازر".

أمّا عن دور وزارة البيئة، فكشف الخطيب عن "محاولات عدة للتواصل مع وزير البيئة لكن لم يُسجّل أي تجاوب"، مضيفًا "بشكل عام يقتصر دور وزارة البيئة على فتح وإغلاق موسم الصيد أما المراقبة وتطبيق القانون فمن صلاحيات وزارة الداخلية".

وتابع "حاولنا سدّ الثغرة الناتجة عن عدم توفر أي آلية واضحة لدى وزارة البيئة وانشغال وزارة الداخلية، لذا نقوم في وحدة مكافحة الصيد الجائر بالتعاون مع المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ومخابرات الجيش بمهمات لمكافحة الصيد الجائر وقد أظهرت هذه المهمات نتائج فعّالة على الارض".

وعلّق الخطيب على العلاقة بين الصيادين والناشطين البيئيين التي لطالما شهدت توترات ومناكفات، مؤكدا أن "لا خلافات اليوم بين الجمعيات البيئية وجمعيات الصيد، فقد فصلنا بين صياد و قوّاس، بين طريدة وطير وبين صيد جائر وصيد مستدام".

الخطيب: إغبة ممرّ آمن للطيور!

وشرح "وحدة مكافحة الصيد الجائر تقوم بمهام في مختلف المناطق اللبنانية بالتعاون مع صيادين مستدامين. حيث يبلّغ الصيادون المستدامون عن المخالفة التي نوثقها بدورنا ونرسلها للمديرية العامة لقوى الأمن، حينها لا يتلكأ أي "دركي" بعمله فالمديرية قد بلّغت".                                                                                                                                              

وتابع الخطيب "لدينا كجمعية صفحة اسمها "طريدة وطير" في مجلة قوى الأمن بهدف التوعية. وقد قمنا بنشاط تاريخي حيث تمّ تنفيذ العديد من الحواجز بالاشتراك مع القوى الأمنية لتوزيع "بروشورات" توعية".

وأردف "نحاول الابتعاد عن فكرة المنع وفرض تطبيق القوانين بالقوة لذلك نلجأ إلى سبل أسهل تساهم في التوعية من خلال تبادل الخبرات بين الصياد والبيئي". 

وختم مبشرًا بـ " إعلان منطقة إغبة في اليوم العالمي للبيئة في 5 حزيران منطقة آمنة يمنع الصيد فيها تحت طائلة الملاحقة القضائية عند أي مخالفة، وذلك بعدما كانت مقبرة للطيور الجارحة"، مضيفا "رفعنا علما أبيض يحمل صورة طير للدلالة على السلام وصارت إغبة الآن ممرّا آمنا للطيور!".