الامتحانات الرسمية تعرقلها أزمة الحبر.. وإبداع جديد هذه المرّة!

إذا، وكمن يعطي ولدا دراجة هوائية ويطلب من الآخر الجلوس في سيارة إلى جانب السائق وينتظر نتيجة السباق بينهما، قرر المعنيون أنّ الامتحانات الرسمية ستُجرى في موعدها بغض النظر عن الأوضاع لا بل ينتظر هؤلاء نتيجة الامتحانات أيضا.  

زحفا، ركضا، حشرا بسيارات الجيران، مشيا على الأقدام في ظلّ أزمة البنزين.. كلّ ذلك لا يهم سيكون على الجميع الحضور إلى مراكز الامتحان حتى "لو ما معكم ألف ليرة بجيبتكم". لماذا؟ لأنّ التغيّب يعني أنكم سترسبون ولن تُرفعوا. 

ملف الامتحانات عاد إلى الواجهة وهذه المرّة من باب الحبر المقطوع، الأكيد أنّ المعنيين لن يجبروا الممتحنين لتخمين الأسئلة مع أنّ مستوى الإعجاز والتعجيز صار مرتفعا في الفترة الأخيرة. ولأنّ الحبر يُشترى بالدولار "الفريش" ولأنّ الدولار مقطوع تماما كما الحبر، يُدرس في الكواليس خيار جدي جدا. 

الأكيد أنّ القرار لا يتعلّق بإلغاء الامتحانات نظرا للانهيارات الحاصلة أقلّه حتى الساعة وإنما سترسل الوزارة عبر البريد الالكتروني الخاص بكلّ مدرسة المسابقات يوميا وعلى كلّ مدرسة أن تطبع الامتحانات بدورها. ويؤسفنا القول أنّ لا جواب عن ما الذي ستفعله المدارس التي لا قدرة لها على دفع ثمن الحبر خاصة في مناطق الأطراف. 

وهذا يعني يا سادة أنّ الضحية الوحيدة في حرب "تكسير الروس" هذه هو التلميذ وتحديدا غير المقتدر ماديا. لأنّ التلميذ هذا سيخضع لامتحان في منهج لم يُلقن ربعه ولم يتعلّمه بسواسية مع أبناء جيله لا بل قد يحرم من الامتحان على الرغم من تحمله كلّ هذه المشاكل التي لا ذنب له فيها إن كانت مدرسته غير قادرة على تأمين الحبر!  

الواقع واضح ويحتاج إلى القليل من التواضع والعقلانية فهل من يسمع؟

المصدر : السياسة