رئيسي يخلف روحاني في أدنى استحقاق رئاسي منذ 42 عاماً

21/06/2021 09:36AM

لم تحمل نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية الثالثة عشرة أي مفاجآت، وأعلنت طهران رسمياً فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بحصوله على 17.9 مليون، من أصل 28.9 مليون ناخب في سباق قاطعه كثيرون استياءً من المصاعب الاقتصادية والقيود السياسية.

وأفاد وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، أمس، بأن نسبة المشاركة في عملية الاقتراع التي جرت الجمعة، بلغت 48.8 في المائة، وفق النتائج النهائية لفرز الأصوات، وهي الأدنى لاستحقاق رئاسي في تاريخ الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها عام 1979.

وحصل رئيسي على 61.95 في المائة من أصوات، من أصل 28 مليوناً و993 ألفاً شاركوا في الانتخابات، بينما كان يحق لـ59 مليوناً من الإيرانيين الإدلاء بأصواتهم. وأظهرت أرقام وزارة الداخلية أن 3.7 مليون ناخب أبطلوا أصواتهم. فيما حصل المرشح محسن رضائي على 3.4 مليون صوت.

وحصل المرشح عبد الناصر همتي، على 2.4 مليون صوت، فيما بقي المرشح الرابع أمير حسين قاضي زاده هاشمي دون المليون بحصوله على 999 ألف صوت.

وقال {المرشد} علي خامنئي في رسالة نشرت على موقعه الإلكتروني: {الفائز الأكبر في انتخابات الأمس هو الأمة الإيرانية لأنها ارتقت مرة جديدة في مواجهة دعاية الإعلام المرتزق للعدو، وأظهر حضوره في الميدان السياسي للبلاد}.

وسبق الإعلان الرسمي تغريدات من صحافيين مقربين من حكومة روحاني تشير إلى تقدم رئيسي باختلاف كبير على منافسيه. وتأكد فوز رئيسي عندما انهالت التهنئات من منافسيه الثلاثة في الانتخابات، وفي تغريدة هنأ المرشح رضائي، خامنئي على حضور الإيرانيين لدى صناديق الاقتراع، معرباً عن أمله بأن يكون انتخاب رئيسي {بشارة حكومة قوية وشعبية لحل المشكلات}. وبعد أقل من ساعة، نشر المرشح المعتدل ومحافظ البنك المركزي السابق، عبد الناصر همتي، بيان تهنئة قال فيه: {آمل من حكومة جنابكم الكريم ومن خلال التدابير والإجراءات على الساحتين الداخلية والخارجية}، حسب {رويترز}. وسارع قاضي زاده هاشمي بدوره إلى تهنئة الفائز.

وهنأ الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني في كلمة بثها التلفزيون {الرئيس الذي انتخبه الشعب} دون أن يذكر رئيسي بالاسم. وقال روحاني: {نظراً لأنه لم تعلن بعد النتيجة الرسمية فإنني سأرجئ التهنئة الرسمية. لكن من الواضح من الذي حصل على الأصوات}.

وفي وقت لاحق، توجه روحاني إلى مكتب الرئيس المنتخب في مقر السلطة القضائية لتقديم التهنئة الرسمية. وبعد اللقاء، أصدر روحاني بياناً قال فيه: {ليس لدي أدنى شك في أن جميع الناس سوف يدعمون الحكومة، سواء الذين صوتوا، أم الذين لم يصوتوا، سيدعمون الرئيس بدءاً من 3 آب}، وهو موعد أدائه القسم الدستورية.

وبعد نهاية اللقاء، أبلغ رئيسي الصحافيين بأنه ينوي عقد اجتماع، لافتاً إلى أنه {سيستخدم بالتأكيد خبرات وتجارب الحكومة الحالية}.

وبفضل دعم خامنئي له، كان من المتوقع على نطاق واسع فوز رئيسي (60 عاماً) الذي يخضع لعقوبات أميركية بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.

وبحسب {رويترز}، فإن رئيسي منتقد لاذع للغرب ورافع راية صقور الأمن في إيران.

وتأتي الانتخابات الإيرانية في وقت حرج. فإيران وست قوى كبرى تجري محادثات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق عام 2018 وأعاد فرض العقوبات المكبلة التي قلصت إيرادات إيران النفطية.

ولم يستعرض رئيسي برنامجاً سياسياً أو اقتصادياً مفصلاً خلال حملته الانتخابية، لكنه أيد إحياء الاتفاق النووي، وهو تطور سيؤدي إلى تخفيف العقوبات الأميركية التي أنهكت الاقتصاد.

وخامنئي هو من له القول الفصل في جميع أمور الدولة مثل السياسات الخارجية والنووية وليس الرئيس.

وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن رئيسي هو الرئيس المنتخب للبلاد وعلى الجميع العمل معه من الآن فصاعداً. وأضاف في تصريحات أمام منتدى دبلوماسي في منتجع أنطاليا التركي أن القضايا المطروحة في محادثات إيران النووية مع القوى الغربية ليست عصية على الحل، وأنه يأمل في تحقيق نتيجة قبل أغسطس.

أملاً في تعزيز شرعيتهم، حث رجال الدين الحاكمون في إيران الناخبين على الإدلاء بأصواتهم، لكن معارضين في الداخل والخارج قالوا إن الغضب الشعبي من الصعوبات الاقتصادية والقيود على الحريات دفع الكثيرين للعزوف عن التصويت.

كما أحجم ناخبون كثيرون من مؤيدي الإصلاح عن التصويت لسبب آخر هو قلة الاختيارات، وذلك بعدما منعت هيئة انتخابية متشددة مرشحين معتدلين ومحافظين ذوي ثقل من خوض السباق. ونقلت {رويترز} أن قرارات الاستبعاد الصادرة عن مجلس صيانة الدستور مهدت الطريق أمام فوز رئيسي بالانتخابات.

وقبل إعلان تهنئة همتي لرئيسي، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: {حُرم الإيرانيون من حقهم في اختيار زعمائهم في عملية انتخابية حرة ونزيهة}، في إشارة على ما يبدو إلى قرارات استبعاد مرشحين من السباق الانتخابي.

وكررت منظمة العفو الدولية دعوتها للتحقيق مع رئيسي الفائز بانتخابات الرئاسة في إيران فيما يتعلق بدوره في إعدامات جماعية طالت آلاف السجناء السياسيين خارج نطاق القضاء عام 1988، حسبما تقول واشنطن وجماعات حقوقية.

وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار في بيان: {تخفي السلطات الإيرانية حتى اليوم الملابسات المحيطة بمصير الضحايا وأماكن جثثهم إخفاء ممنهجاً يصل إلى حد الجرائم المستمرة ضد الإنسانية}

ودعت المنظمة من قبل إلى التحقيق بشأن دور إبراهيم رئيسي. وقالت كالامار: {نواصل الدعوة إلى التحقيق مع إبراهيم رئيسي حول دوره في جرائم سابقة وحالية بموجب القانون الدولي بما يشمل دولاً تمارس ولاية قضائية دولية}، واتّهمته المنظمة أيضاً بأنه {ترأس حملة قمع وحشية ضد حقوق الإنسان}، حين كان رئيساً للسلطة القضائية في السنتين الأخيرتين، مضيفة أن حملة القمع طالت {مئات المعارضين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأفراد أقليات مضطهدة اعتُقلوا بشكل تعسفي}. وتابعت أنه {مسؤول أيضاً عن توقيف آلاف المتظاهرين ومئات عمليات الإخفاء القسري بعد الاحتجاجات التي اندلعت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019} وتمّ قمعها بشكل عنيف.

ودعت منظمة العفو الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ {تدابير ملموسة للرد على الإفلات المنهجي من العقاب في إيران}.

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسي على فوزه بانتخابات الرئاسة، حسبما قال مسؤول صحافي في سفارة روسيا بطهران.

ووكالة روسية إلى المصدر قوله إن بوتين عبّر أيضاً عن أمله {في مزيد من التطور في التعاون الثنائي البناء}.

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن تهنئة بوتين سبقت الإعلان الرسمي للنتائج.

كما وجهت عدة دول في المنطقة تهنئة إلى الرئيس الإيراني المنتخب من ضمنها الإمارات والكويت وعمان وقطر والعراق وسوريا وتركيا.


المصدر : الشرق الاوسط

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa