مكاتب السفر في لبنان تئن... والتعويل على السائح القادم!

كتبت نورا الحمصي في "السياسة":

بين أمل الانتعاش مع عودة المغتربين والانتكاسة التي شهدها القطاع السياحي نتيجة تراجع سفر اللبنانيين إلى الخارج لقضاء عطلة الصيف، تعيش مكاتب السفر في لبنان أزمة غير مسبوقة.

انخفاض قيمة الليرة والتركيز على الأولويات!

أدى تدهور قيمة الليرة اللّبنانية منذ العام 2019 إلى إلزام المواطن اللبناني بالتركيز على كيفية تأمين متطلباته المعيشية اليومية وتجاهل الكماليات ومنها السفر إلى الخارج ما أدّى حتمًا إلى تأثر مكاتب السفر التي كانت تنتظر حجوزات اللبنانيين صيفًا، ولا سيما الى مصر واليونان وتركيا!

صاحب مكتب للسفر والسياحة في لبنان تحدث لـ "السياسة" عن "الشلل غير المسبوق الذي تعانيه مكاتب السفر بسبب تراجع قدرة المواطن اللبناني على السفر إلى الخارج".

وتابع: "بعدما كنا مع اقتراب الصيف، نقوم بتحضير برنامج للمسافر اللبناني إلى الدول المجاورة أصبحنا اليوم لا نعذب أنفسنا بسبب تراجع أعداد المسافرين".

وقال: "في مثل هذه الأشهر كان هناك حركة غير مسبوقة لسفر اللبنانيين أمّا اليوم فالسفر يقتصر على من يريدون الهجرة أو التعلم أو الفئة الغنية التي تملك الدولار".

وأكد أن: "مكاتب السفر أقفلت أبوابها والبعض يُعول على جذب السُياح من الخارج ليتمكن من الصمود، وذلك من خلال القيام بجولات سياحية للقادمين بالاتفاق مع الشركات في الخارج".

ماذا عن السوّاح؟

"لبنان هو جنة الأحلام!" هذا ما قاله المسافر المصري أسامة عباس الذي زار لبنان مؤخرا في حديث لـ "السياسة". لافتا إلى أنه كان يرغب في زيارة لبنان منذ فترة طويلة إلّا أنّ الغلاء كان يمنعه. أمّا الآن فالوضع الاقتصادي في لبنان شجعه على السفر.

ويضيف وبلهجة مصرية لطيفة: "الأوتيل كان يعمل في الليلة 100 دولار وحاجة.. دلوقت بأسبوع عمل 100 دولار".

مشددا على أنّ "لبنان بلد جميل والسياحة في مناطقه لها سحرها الخاص والاوضاع الاقتصادية الحالية، لا تكلّف السائح الكثير من الأموال بحكم فرق العملة".

وعن المناطق التي زارها، يوضح: "زرت البترون والبقاع وجبيل وطبعا الروشة ولا فرق بين البحر في لبنان ومصر، غير اننا رأينا كرم اللبنانيين وطيبتهم على الرغم من معاناتهم من الأزمات المالية والاقتصادية".

حرارة العراق تدفع مواطنيه نحو لبنان

وصلت درجة الحرارة في العراق الى عتبة الـ50 درجة تضاف إليها مشكلة الكهرباء، ويبدو أنّ هذا الأمر يدفع بالعراقيين الى السفر لبلاد عدّة ومنها لبنان بحسب المواطن العراقي عمار.

ويضيف في حديث لـ "السياسة": " العراق ولبنان يعانيان من مشكلة الكهرباء والأمر لا يفرق عندنا، الأهم هو الاستمتاع بالمناطق التي نزورها".

ويؤكد أنّ "حالة الطقس في لبنان مثالية لقضاء العطلة، خاصة وأنّ الأسعار رخيصة وحجز الرحلة مع تذكرة الطيران والفندق وكلفة الفحص الطبي لكورونا في مطار بيروت لا يتجاوز الـ 320 دولارا أميركيا فقط. أي أنّ التكلفة أقلّ من بلاد أخرى مثل تركيا واذربيجان وارمينيا".

وأشار إلى أنّ: "درجة الحرارة والأسعار في لبنان يغريان أي مسافر".