زخم عربي وحراك دولي.. طبخة "الحكومة" على النّار

كتبت ماريان طوق في "السياسة":

من العاصمة المصرية، القاهرة مباشرة إلى بعبدا، توجّه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بخطى ثابتة وبعد طول انتظار حاملا في جعبته تشكيلة حكومية جديدة. 

وكان الملف الحكومي قد شهد حراكًا دوليًا وعربيًا لافتًا في الأسابيع الفائتة منه المعلن ومنه بقي سريًا وراء الكواليس وذلك بهدف الضغط لإبصار حكومة جديدة النور.

فما السبب وراء هذا الزّخم المصري؟ وماذا وراء الحركة الدولية من واشنطن الى باريس فالرياض؟

في حديث لـ "السياسة"، أكّد الكاتب والمحلّل السياسي ابراهيم ريحان أن "الموقف المصري لا يدعم شخص الرئيس الحريري بل يدعم المؤسسات في لبنان لأسباب تتعلق في الأمن القومي المصري".

وأوضح "مصر تتخوف من انهيار لبنان لما قد ينتج عنه من تبعات في طليعتها تقوية النفوذ التركي في لبنان، أي كي لا يتحول لبنان الى منصة تهدد الأمن القومي للقاهرة"، مضيفًا "دعم المؤسسات هذا يظهر في المساعدات التي ترسلها مصر لوزارة الصحة على الرغم من كونها على خلاف مع "حزب الله".

واستبعد ريحان امكانية ولادة الحكومة خاصة بعد ما نُشر عن رفض بعبدا الالتزام بالمهلة التي وضعها الحريري للحصول على الردّ، واعتبر ريحان أنّ امكانية ولادة الحكومة من عدمها متساوية حتى اللحظة، إذ إنّ الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة بعد ما نُشر عن رفض بعبدا الالتزام بالمهلة التي وضعها الحريري للحصول على الردّ، واعتبر أنّه "بحسب التسريبات فإن التشكيلة أتت بصورة غير المتفق عليها بين الطرفين".

ومن هنا يجد  صعوبة في ولادة حكومة  "لا ثلث معطل لـ "رئيس التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل فيها وكذلك تسمية الحريري للوزيرين المسيحيين، كلّها عناوين قد توحي برفض الحكومة"، مشيرًا الى انه "على الرغم من كل ما سبق تبقى التطورات الحكومية رهينة الاتصالات الفرنسية التي يقوم بها الموفد الفرنسي باتريك دوريل".

الفرنسيون و"الحزب" في "شهر عسل"

وعن زيارة دوريل الى لبنان ونتائج هذه الزيارة، قال ريحان "اذا توصل دوريل الى نتيجة تُرضي "حزب الله" وتدفعه لـ "المونة" على رئيس الجمهورية ميشال عون وباسيل عندها ممكن أن نشهد ولادة حكومة".

وأشار ريحان الى توقيت زيارة دوريل الى لبنان والتي تمّت بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي الى فرنسا وزيارة السفيرتين الأميركية دوروثي شيا ونظيرتها الفرنسية آن غريو الى الرياض"، معتبرًا أن "هذا المسار واحد ومترابط، فالفرنسيون لا يعملون بعشوائية".

ورأى أن "التلويح بالعقوبات هو ضغط على فريق "العهد" في الدرجة الأولى"،واصفًا العلاقة بين الفرنسيين و"الحزب" بـ "شهر العسل".

وتخوّف ريحان من فشل هذا الحراك في الملف الحكومي فـ "الأمر سينعكس بشكل كبير على الوضع الاقتصادي وسعر صرف الدولار".

وأكّد أن "لبنان أمام 3 استحقاقات مهمة وهي الدولار، 4 آب والعقوبات وهذه الاستحقاقات تدفع لبنان نحو التدويل الأمر الذي يخشاه "الحزب" ويحاول تجنبه نظرًا لتبعاته".

ولفت ريحان الى أن "مصر وفرنسا تسعيان لعقد مؤتمر دولي لدعم الاقتصاد اللبناني"، ومن هنا رأى تبدلا في "العرض الدولي الذي انتقل من الحديث عن دعم الجيش وتقديم مساعدات انسانية إلى الدعم الاقتصادي".

وفي هذا السياق، قال ريحان "لا نستطيع أن نظلم الموقف الخليجي تجاه الحريري، فأي مؤتمر لا تكون فيه مشاركة خليجية فاعلة لن نحصد منه ثمارًا واقعية وحقيقية"، خاتمًا "أي حكومة لا تستقطب دعمًا عربيًا أقلّه بالموقف وليس بالضرورة ماديًا، لن تُحدث فرقًا".