الأسواق أقرب إلى مدينة أشباح وسعر الأضاحي بالدولار.. فرحة العيد مسروقة!

19/07/2021 11:00AM

كتبت نورا الحمصي في "السياسة":

قد لا يكون من المبالغ فيه القول إنّ بدءًا من السنتين الماضيتين وحتى اليوم لم يمرّ أيّ عيدٍ على لبنان بخير. ويمكن القول صراحة إنّ في كلّ عيد تكون المصائب أكبر والمصاعب أكبر والغلاء أكثر، ومع كلّ عيد يحلّ تشهد القدرة الشرائية للمواطنين تراجعًا ملحوظًا. 

وصحيحٌ أنّ لبنان يتحضر للدخول في فترة عيد الأضحى إلّا أنّ لا زحمة في الأسواق، حتى أنّ بعض المناطق لا تشهد حركة أبدًا فبدت أقرب إلى مدينة أشباح. كلّ ذلك وسط غلاء جنوني مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، متخطيًا كلّ الأرقام القياسية بعد وصوله إلى حوالي الـ 23 ألف ليرة. وعليه، بماذا سيضحي الشعب اللّبناني؟ وهل ما زال للخروف حصة في هذا العيد بعد كلّ هذه التغييرات؟ 

لا مظاهر للعيد ولا للفرحة

خلال جولة لموقع "السياسة" على عدد من الأسواق اللّبنانية بدا واضحًا أنّ مظاهر العيد غائبة والجميع يعاني من الصعوبات ذاتها والحزن يظهر على وجوه المارّة.

وفي حديثٍ مع صاحب أحد المتاجر في بيروت، أكدّ أنّ" الوضع كارثيّ على الجميع. وأنّ الثياب والأحذية أصبحت من الكماليات فالمواطن اللبناني يهتم اليوم بتأمين الدواء والغذاء والحليب للأطفال لا أكثر".

وتابع: " الله يعين لبنان ويعين الشعب، عن أي عيد سنتكلم وعن أي فرحة؟". 

ماذا عن خروف العيد؟

ومن يعجز عن شراء الثياب بالطبع لن يكون قادرًا على التضحية بخروف. وقد أكدت جولتنا ذلك، بعدما كانت معظم الملاحم خالية من الزبائن. 

وفي هذا السياق، تحدث موقع "السياسة" مع صاحب ملحمة، حيث لفت إلى أنّ:" حتى الخروف ولحمه يُباعان وفقًا لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، فمثلا كيلو لحم الغنم بـ٥ دولارات".  وفي حال قرر المواطن شراء خروف وإن اعتبرنا أنه يزن تقريبًا  ١٠ كيلو فسيكون سعره 500  دولار أميركي وإن كان الخروف يزن ٥٠ كيلو فسعره ٢٥٠ دولارًا "، مؤكدا أنّ "الأسعار ما زالت  بالدولار كما قبل ولكن العملة الوطنية انخفضت قيمتها".

مشددًا على أنّ اليوم لا يضحي إلّا الأغنياء فبعدما كان البيع يصلّ إلى حوالي الـ 100 خروف، اقتصر هذا العيد على خروفين.

ومما لا شك فيه أنّ عيد الأضحى أتى هذا العام ليوحد الطوائف كافة أمام واقع مرير وهو عدم قدرة الفقير على شراء اللّحوم أو تقديم الأضاحي. علّ العيد يحمل معه تطورات حكومية توحي بأنّ الأمور وُضعت على سكة المعالجة الصحيحة حتى يخرج اللّبنانيون من كابوسهم. وإلّا فإنّ أكثر ما يمكن للبنانيين أن يضحوا به سيقتصر على مستقبلهم وأحلامهم.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa