بعد قرارات إردوغان "الليلية".. ترقب وخشية في "جامعة البوسفور" التركية

20/07/2021 06:47PM

قبل سبعة أشهر عيّن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مليح بولو، عميدا لـ"جامعة البوسفور" (بوغازيتشى) بقرار وقعه في منتصف الليل، ما أثار حينها غضبا واسعا واحتجاجات، أسفرت عن حالة احتقان وعمليات اعتقال ظلّت مستمرة حتى الأيام القليلة الماضية.

وبذات طريقة التعيين أقال إردوغان قبل خمسة أيام بولو، بقرار أصدره أيضا في "منتصف الليل"، في خطوة مفاجئة طرحت إشارات استفهام.

ورغم الترحيب الذي لاقته تلك الخطوة من قبل الطلاب والهيئة التدريسية، إلا أن ذلك لم يحجب بالكامل حالة الترقب لما ستكون عليه المرحلة المقبلة، وخاصة مع غياب الاسم الذي سيتولى منصب العميد خلفا للسابق المثير للجدل.

وحتى الآن لم يعين إردوغان عميدا للجامعة والتي تعتبر إحدى أعرق الجامعات التركية، وأكثرها شهرة.  بينما لم يتم الكشف عن الأسباب التي أدت إلى فصل بولو بعد سبعة أشهر من تعيينه.

وفي المقابل، لم يصدر عن الأخير أي تعليق، في ظل معلومات تتناقلها وسائل إعلام تركية عن دخوله في حالة "صدمة" من القرار الذي لم يكن على علم مسبق به.

ويعتبر تعيين مليح بولو الذي جاء بمرسوم رئاسي من إردوغان، أول تعيين تشهده الجامعات التركية من خارج هيئتها التدريسية، منذ عام 1980.

ويعرف بولو بأنه محسوب على أوساط حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد، وهي النقطة التي كانت مثار جدل كبير، واعتبرت إحدى أسباب الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مدينتي إسطنبول وأنقرة، وكادت أن تتحول إلى أزمة داخلية كبيرة.

أما "جامعة البوسفور" فهي جامعة حكومية تركية مقرها إسطنبول، وتقع في القسم الأوروبي منها، وكانت قد احتلت المركز الثالث على مستوى الجامعات التركية خلال عام 2018، والمرتبة 616 على مستوى الجامعات العالمية.

ويبلغ عدد طلاب الجامعة حوالي 15000 طالب، وتضم 700 مدرس أكاديمى وأستاذ جامعي.

وتعتبر الجامعة معقلا للحركة الطلابية، وفي الأشهر الماضية كانت الحكومة التركية قد اتهمت جانبا من المشاركين في الاحتجاجات داخلها بالانتماء إلى تنظيمات يسارية متشددة، البعض منها محظور وآخر مدرج على لوائح "التنظيمات الإرهابية".

أيوب شينار طالب من معهد العلوم الاجتماعية في جامعة البوسفور يقول إن الأوساط التدريسية الداخلية تشهد "ترقب وخشية" من الاسم الذي سيتم تعيينه من قبل إردوغان في الأيام المقبلة.

ويضيف شينار في تصريحات لموقع "الحرة": "بينما اعتبر الكثير قرار فصل بولو خطوة تاريخية وانتصارا لمطالب الطلاب والمدرسين، إلا أن ذلك لا يمكن اعتباره كاملا. قرار التعيين المرتقب بيد إردوغان، وقد يأتي باسم لا يتناسب مع مطالب الطلاب والمدرسين".

وبوجهة نظر الطالب فقد يرتبط قرار فصل بولو بحالة الجدل التي أحاطت باسمه خلال الأشهر السبعة الأخيرة، وعجزه عن إطلاق مرحلة جديدة في جامعة البوسفور العريقة، بمعنى أنه كان "ضعيفا"، ولم يتمكن من ضبط ما حصل.

وأخذت مطالب "احتجاجات البوسفور"، منذ الرابع من يناير الماضي أبعادا واسعة، سواء على المستوى الداخلي والخارجي.

وبينما اعتبر إردوغان وحليفه زعيم حزب "الحركة القومية"، دولت باهشتلي المحتجين في الجامعة بأنهم "قطاع طرق وإرهابيون"، قالت أحزاب المعارضة إن قرار التعيين الأول وما تبعه هو خطوة في سياق "تقييد الحريات" داخل البلاد.

ومع مطلع فبراير الماضي وصل صدى الجامعة وما شهدته من توتر إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي أعربت عن قلقها في ذلك الوقت حيال التظاهرات التي اندلعت.

وأدان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس في بيان، الخطاب المعادي من جانب المسؤولين الأتراك، تجاه مثليي الجنس في تركيا، وهم الأطراف الذين تم إقحامهم في مشهد التوتر الداخلي، بعد اتهامات وجهت لهم بتحريك أوساط الطلاب والإساءة لرموز إسلامية.

وقالت شبكة "سي إن إن تورك"، في تقرير، إن إقالة بولو جاءت بعد اجتماع "استثنائي" لمجلس التعليم العالي، حيث ناقش بيانات وأنشطة بولو المثيرة للجدل، خلال الأشهر الماضية من تعيينه.

وعمل أعضاء مجلس التعليم العالي على تقييم مطالب الطلاب والأساتذة، بحسب الشبكة وشددوا على ضرورة عدم المساس بالهوية المؤسسية لــ"جامعة البوسفور".

وأضافت "سي إن إن تورك": "بعد ذلك تم تقديم تقرير مجلس التعليم العالي عن بولو إلى الرئاسة التركية".

من جانبه ذكر موقع "خبر تورك" الثلاثاء أن تقرير مجلس التعليم العالي وبمجرد وصوله إلى إردوغان وافق عليه، مشيرا: "من المثير للاهتمام أن اقتراح الفصل قدم بالإجماع. هذا يعني أن الجمعية العامة لمجلس التعليم العالي كانت غير مرتاحة لبولو".

ويضيف الموقع التركي: "يبدو أن إردوغان غير راضٍ عن أداء مليح بولو الإداري، ولم يتخذ الخطوات التي كانت متوقعة منه".

وحتى عام 2016، كانت الجامعات التركية تنتخب ثلاثة مرشحين من ضمنها قبل أن يتخذ مجلس التعليم العالي الاختيار النهائي.

لكن منذ الانقلاب الفاشل في ذلك التوقيت، وما تبعه من عمليات "التطهير الشاملة" التي نفذت في الجامعات في جميع أنحاء البلاد، أصبح رئيس الدولة الآن هو الذي يعين رؤساء الجامعات بشكل مباشر.

وهناك دعوات وجهها ناشطون أتراك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام الماضية، تطالب بضرورة إجراء انتخابات لاختيار منصب العميد. لكن ذلك قد لا تتم تلبيته، كون التعيينات تأتي بشكل مباشر بقرار من إردوغان.

وفي بيان لها قالت مجموعة "Bogazici Solidarity" التي قادت جزء من الاحتجاجات قبل أشهر في بيان نشرته عبر "تويتر": "إن تعيين بولو الدمية بين عشية وضحاها وإقالته بين عشية وضحاها ما هي إلا تعبير عن عدم كفاءة الحكومة".

وجاء في البيان: "نكرر مطالبنا وسنواصل نضالنا حتى إجراء انتخابات تضم جميع المكونات للرئاسة، وفتح نادي المثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والخناثى وإرضاء جميع مطالبنا الديمقراطية".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa