أزمة الدولار تحرم اللّبنانيين من التقسيط وتضعهم أمام خيارات صعبة!

كتبت نورا الحمصي في "السياسة": 

على وقع انهيار الوضع الاقتصادي في لبنان وتآكل القدرة الشرائية لمعظم اللّبنانيين ودّع المواطنون حياة الرفاهية ليتبدل أسلوب العيش بأكمله.

فبعدما كان اللبناني يَعتمد في حياته اليومية على "التقسيط" لشراء كلّ وأجدد ما يريد من ثلاجة ومُكيف وتلفزيون وغيرها من الأدوات أصبح اليوم يبحث عن بديل، إثر إعلان الشركات توقفها عن التقسيط بسبب الخسارة الكبيرة والخطر الأكبر بفعل تراقص سعر صرف الدولار في السوق السوداء يوميًا على هاوية جنون وأرقم أكثر ارتفاعًا في كلّ ساعة.  

العائلات اللّبنانية تحاول ضغط نفقاتها بكلّ الأشكال

"لم تعد حياتي تشبه ما عشته سابقًا، الحياة في لبنان أصبحت كجهنم على الأرض"، بهذه الكلمات لخّصت أم يوسف حديثها عن معاناتها نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية.

وتابعت: "الوضع صعب للغاية، كنت أنتظر أن يكبر أولادي حتى أتفرغ لحياتي وأعيش ولكن يبدو أنّ التعاسة مكتوبة لنا وهي مصيرنا حتى النهاية". 

وأضافت أم يوسف: "لم يعد باستطاعتنا اللّجوء إلى التقسيط وأصبحنا نبحث عن المتاجر التي تبيع بضاعتها  بأسعار مقبولة حتى وإن كانت مُستعملة". 

وكشفت عن أنها" ذهبت منذ يومين إلى متجر يبيع أدوات منزلية مستعملة واشترت ثلاجة بدل ثلاجتها التي تعطلت بفعل "لعب" الكهرباء". وأضافت:"أصبحت أبحث عبر الفيسبوك عن أغراض مستعملة ومعروضة للبيع بأسعار رخيصة تلبي متطلباتي".

وختمت أم يوسف: "صحيح أنّ ما اشتريه لا يقنعني إلّا أنّ الظروف القاسية اليوم وضعتنا رهينة  القبول بكل شيء". 

لا يختلف كلام أم يوسف عن رانيا التي لجأت إلى محال تبيع الأغراض المستعملة لإيجاد قطع غيار لغسالتها التي تعطلت ولم تصلحها بعد. وقالت في حديث لـ"السياسة": "غسالتي تعطلت وبرمت الدني ما فيه قطع غيار مناسبة، كله بالعالي". 

وأضافت: "المصلح نصحني بشراء القطع الرخيصة نظرا للظروف فذهبت إلى عدد من هذه المحال واشتريت "موتور" الغسالة". 

وأكدت رانيا والابتسامة غائبة عن وجهها، أنّ "البلد ما عاد ينعاش فيه، كلّ يوم الأسعار بالعالي وكهرباء ما في والدولار عم يطلع أكتر والفقير حتى الأكل صار يتطلع عليه ويقول اشوفك بالجنة".

والحال لم يختلف كثيرًا مع باقي العائلات اللّبنانية. فتبديل الأجهزة الكهربائية بات مؤجلًا حتى إشعار آخر، كما أنّ حركة الإقبال على شرائها  أصبحت شبه معدومة، لأن كلّ الأجهزة مستوردة وأسعارها بالدولار.

المصدر : السياسة