بين 4 آب 2020 و4 آب 2021... دولتي فعلت هذا لـ دانا أيضًا!

04/08/2021 09:06AM

كتبت ماريان طوق في "السياسة": 

"دولتي فعلت هذا"، قد تكون العبارة الأنسب لوصف كل ما حلّ بنا وبهذا البلد منذ عقود وحتى اليوم.

بين 4 آب 2020  و4 آب 2021 يختلف شكل الجريمة لكن الضحية واحدة: الشعب اللّبناني.

في تفجير من نوع آخر، فجّرت الدولة بنا قنبلة إهمال وقلة مسؤولية وصلت إلى حد اعتراف المسؤولين جميعًا بانقطاع الأدوية والحليب والمستلزمات الطبية من دون أن يحرّك أحد ساكنًا إلا عبر بيانات بكلمات معسولة هدفها بات معروفًا وهو تبرئة الذات في حال تفاقمت الأوضاع أكثر.

ومن ضحايا الإهمال عشية الذكرى المشؤومة، الطفلة دانا ابنة الـ ٧ أشهر الذي استقوى المرض على جسدها الضعيف، فدخلت إلى المستشفى بعد 15 يومًا من الإسهال والتقيؤ والمعاناة.

عانت دانا لفترة من أوجاع كبيرة لم يكن ينبغي على طفلة أن تختبرها وذلك بسبب فقدان حليب عادة ما يأخذه الأطفال حين يصابون بالإسهال.

تروي جدة الطفلة لـ "السياسة" كلّ مراحل المعاناة هذه وتقول: "عانت دانا من "تشويبة" في بادئ الأمر بسبب انقطاع مادة المازوت وبالتالي تقنين الإشتراك مع غياب كهرباء الدولة". 

وبعدما ساءت حالتها تحملت دانا الكثير من الآلام أمام أبواب المستشفيات التي رفضت إدخالها قبل تأمين مبلغ مالي معين "deposit".

وبعدما تنقلت الطفلة الصغيرة بين أكثر من مستشفى، كانت محظوظة إلى حد أنها تمكنت من الدخول إلى واحد لكن تمّ الاكتشاف أنها تعاني من جرثومة في المعدة ويجب معالجتها بحليب خاص، وهنا فاقمت أزمة انقطاع الأدوية والحليب الوضع أكثر.

وبعد معاناة ومناشير ومناشدات، تمكنت العائلة وفقًا للجدة من تأمين الحليب المناسب لدانا من العراق وقالت "الشعب بجنن لكنّ العلّة بالمسؤولين، والله ينتقم منهم".

مرّت سنة على انفجار مرفأ بيروت من دون أن نعرف من المرتكب أو المرتكبين. ويتكرر هذا الوضع في الجرائم كلها بحيث يبدو أننا لن نعرف أيضًا من المسؤول عن هذا الإهمال ومن المسؤول عن تعريض حياة أطفالنا للخطر وكيف وصلنا إلى هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa