الجزائريون بين "الإشاعات" و"الخيارات"

04/08/2021 08:37PM

لم تفض حملات التوعية التي تقودها وزارة الصحة في الجزائر لحمل المواطنين على التلقيح ضد فيروس كورونا، إلا إلى إقبال محدود على مراكز التطعيم، بوتيرة هي "أقل بكثير من المطلوب" وفق مختصين.

وتسجل الجزائر أعدادا متصاعدة من الإصابات بفيروس كورونا، بينما ظلت وتيرة التطعيم في البلاد ضئيلة قياسا بعدد الإصابات المتصاعد على نحو يومي.

الإقبال "المحتشم" على مراكز التلقيح، جاء بعد الارتفاع اللافت في عدد الإصابات والوفيات على وجه الخصوص، وفق نسيم جاب الله، الطبيب في قسم الأمراض المعدية بمستشفى بئر طرارية في العاصمة.

نسيم، كشف في حديث لموقع "الحرة" أن المشكلة في تدني نسبة التطعيم تكمن وراء تصديق الجزائريين للإشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما يؤكد رابح معزوزي، وهو منتسب متقاعد عن شركة عمومية أن عدم الإقبال على التلقيح "مرده رفض الجزائريين للقاح سينوفاك الصيني وسبوتنيك الروسي".

وفي اتصال مع موقع "الحرة" كشف الرجل أنه لم يتلق اللقاح حتى الآن لأنه كان ينوي السفر إلى فرنسا، لاستفادة من وفرة لقاح "فايزر الأميركي"، على حد تعبيره.

وتساءل جزائريون في أكثر من مناسبة حول خيارات السلطات الصحية التي تتعلق باللقاحات، إذ رأى كثيرون أن اختيار الجزائر للقاح سبوتنيك الروسي، وسينوفاك الصيني "جاء استجابة لعلاقات الجزائر السياسية".

ويؤكد الناشط مراد حربي، وهو شاب من العاصمة، يشارك في حملات التوعية التي تقودها جمعيات مدنية من أجل حمل المواطنين على الذهاب إلى مراكز التلقيح، أنه "بالفعل يسود شك في نجاعة اللقاح الصيني، وتساؤل حول حقيقة خيارات السلطات الصحية، ورغبة في تلقي لقاحات تحظى بقبول عالمي أكبر، وخص بالذكر "لقاحي فايزر وموديرنا".

مراد قال في اتصال مع موقع "الحرة" إن هناك في المقابل مواطنون جربوا اللقاح الصيني، وعبروا عن ارتياحهم لذلك "وهو ما نريد أن نقنع به مواطنينا" وفق تعبيره.

وفي رده على دعوات استيراد لقاح فايزر، برر وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد، في تصريح لوسائل إعلام محلية شهر فبراير الماضي، عدم اختيار لقاح فايزر بالقول: "لم نختر لقاح فايزر في الأول، لأنه لم يكن معتمدا من طرف منظمة الصحة العالمية".

وعاد بن بوزيد شهر مارس ليؤكد عزم الجزائر استيراد فايزر، لكن لم ترد أخبار حول وصول جرعات فايزر لغاية كتابة هذا التقرير.

بقاط بركاني، عضو الجنة الوطنية لمتابعة فيروس كورونا، قال من جانبه إن الجزائريين متخوفون من اللقاح عامة، وليس من اللقاح الصيني أو الروسي على وجه التحديد.

وكشف بركاني في حديث لموقع "الحرة" أن أغلب المواطنين أبدوا تخوفا من لقاح أسترازينيكا أكثر من أي لقاح آخر لأنهم سمعوا عن بعض الآثار التي قد يخلفها، لذلك، آثرت الجزائر اعتماده للأشخاص الذين يفوقون 55 سنة .

وكان مختصون جزائريون قد أكدوا في مناسبات عدة بأن "كل اللقحات التي اقتنتها الجزائر آمنة".

وشهر مايو الماضي، منحت منظمة الصحة العالمية، موافقة طارئة للقاح سينوفارم الصيني، المضاد لفيروس كورونا والمصنوع في بكين، وفق ما أعلن المدير العام للمنظمة.

وأوصت لجنة خبراء اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية بهذا اللقاح، وهو أول لقاح صيني يتلقى الضوء الأخضر من المنظمة، للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق.

بركاني لفت كذلك إلى إن القول بأن خيار السلطات للقاحات بعينها وراء عزوف الجزائريين عن التلقيح "غير صحيح".

ورجح في السياق أن ترتفع وتيرة التلقيح خلال الأيام المقبلة، على أساس ما لاحظه من إقبال على مراكز التلقيح خلال الساعات الماضية.

وقال في الصدد: "هناك نوع من الاستفاقة ولعل الأمور ستتحسن، لأن الشباب الآن يقتربون من مراكز التلقيح أكثر من الأيام السابقة".

والجزائر البالغ عدد سكّانها 44 مليون نسمة هي أكبر دول المغرب العربي من حيث التعداد السكاني، وقد أحصت رسميّاً أكثر من 175 ألف إصابة، بينها 4370 وفاة.

لكنّ هذه الأرقام، خصوصاً الوفيات، لا تعكس الواقع الفعلي، وفق تقارير إعلاميّة تستند إلى تصريحات أطبّاء، تقول وكالة فرانس برس.

وأعلن معهد باستور في الجزائر قبل ايام أنّه "بتاريخ 15 يوليو حل المتغير دلتا محلّ جميع المتغيّرات الأخرى المنتشرة حتى الآن (...)، حيث أصبح يمثل 71 في المائة من الفيروسات المنتشرة، ونتوقّع أن تبلغ النسبة أكثر من 90 في المائة خلال الأسابيع المقبلة".


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa