سائق شاحنة المرفأ يفرغ معلوماته "الخطرة" لـ "السياسة"...كشلي أم "صدّيق" ثانٍ؟

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

عماد كشلي! اسم سيتردد كثيرًا في الأيام المقبلة، بعدما قرر الرجل الخروج عن صمته في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، مدليًا بمعلومات يعتقد أنها ستخدم تحقيقات المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وقد تساعده في كشف خيوط الحقيقة. 

والواقع أنّ الرجل لم يقدّم معلومات واضحة وكاملة حتى الساعة، ويمكن القول إنّ الإعلام في مكان ما تحدث عن ما أوحى به كشلي وكأنه معلومة. إلّا أنّ الواضح أنّ ما بعد الرابع من آب 2021 لن يشبه ما قبله لا على صعيد التحقيقات ولا حتى على صعيد المواجهات بين أهالي الضحايا والمتهمين. 

كشلي يعمل في المرفأ منذ 16 سنة، وفقًا لما يؤكده في حديث أجرته معه "السياسة"، وهو سائق شاحنة. 

منذ الأمس والرجل يخطف بتصريحه الأضواء، واليوم يعود عبر موقعنا ليشدد على أنّ الحركة في المرفأ لم تكن طبيعية أبدًا يوم الانفجار المشؤوم في الرابع من آب. الأجوبة كانت مقتضبة، قصيرة وسريعة فلم يشرح طبيعة تلك الحركة ولا على أي  مستوى. 

يتحدث كشلي أيضًا عن رحلتيه إلى الجنوب وهي "المعلومة" التي يربط الجميع عبرها منذ الأمس ما حصل في المرفأ بحزب الله. إلّا أنّ السائق، يكتفي بالقول: ذهبت مرتين إلى الجنوب وأوصلت بضاعة "اللّه أعلم شو هي"، من دون أن ينفي أو يؤكد أنها من نيترات العنبر رقم 12. 

نسأل، هل أوصلت أكياسًا أم صناديق؟ ما طبيعة ما قمت بإيصاله أو أقلّه الشكل؟ يعود ويكرر أنه لا يعرف ما الذي أوصله وأنه لم يرَ البضاعة "لأنه ممنوع"، من دون أن يشرح أكثر.

قد يعتبر البعض أنه من المستحيل أن لا يرى كشلي ما كان معه، إلّا أنّ البعض الآخر يرى في التصريحات الغامضة معلومات "سريّة" أكبر وقد يقدمها السائق الأشهر للقضاء فقط. وهنا يلفت الرجل إلى أنه  لم يدلِ بإفادته بعد أمام المحقق العدلي وهو مستعد لفعل ذلك. 

وبالعودة إلى الحديث عن زيارة الجنوب وما يُحكى عن أنّ البضاعة كانت لحزب اللّه، يسارع كشلي للردّ، قائلا:" أنا ما قلت لحزب اللّه في كتير أحزاب بالجنوب". 

وعلى وقع هذه المعلومات، كثرت التحليلات في الساعات الماضية وانقسم الرأي العام بين من رأى في الرجل شاهدًا هامًا ومن اعتبره "محمد زهير الصدّيق 2"، لكنّ الكلمة الفصل ستكون للقضاء. وإلى وقتها، يفتح ما حصل أمس على هذا الصعيد الباب على ضرورة الاهتمام بحماية الشهود.