يزيد احتمال محاكمة البشير في لاهاي.. اتفاق بين السودان والجنائية الدولية

أبرم السودان اتفاقا مع المحكمة الجنائية الدولية، للمضي قدما في قضايا ضد أولئك المتهمين بارتكاب فظائع في إقليم دارفور، ومنهم الرئيس السابق عمر البشير، وفقا لمدع كبير بالمحكمة.

وصرح المدعي كريم خان في مؤتمر صحفي، بأنه سينشر أيضا فريقا بدوام كامل من مكتبه في السودان.

جاءت التطورات فيما تستمر الحكومة السودانية في سجن البشير. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب قبل أكثر من عقد مضى، بينما كان ما يزال في الحكم.

يزيد الاتفاق من احتمال محاكمة البشير في لاهاي، حيث يوجد مقر المحكمة، وهي قضية تظل خلافية ومثيرة للجدل في السودان.

وصل خان إلى العاصمة الخرطوم خلال الأسبوع الجاري، وعقد اجتماعات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ومسؤولين من القضاء وممثلين للمجتمع المدني.

وأوضح خان أن "هذا الاتفاق يقدم أساسا للتعاون ولتبادل المعلومات على صلة بكل القضايا التي تتضمن مذكرات توقيف"، مضيفا أن مثل هذا التعاون سيساعد المحكمة في بناء قضايا قوية.

سجن البشير في الخرطوم منذ الإطاحة به في أبريل 2019 بعد انتفاضة شعبية على حكمه الذي استمر أكثر من ثلاثة عقود. ووجهت المحكمة له اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في صراع دارفور.

ورغم عدم تقديم موعد محدد لتسليم البشير، رحب خان بموافقة مجلس الوزراء السوداني مؤخرا على مشروع قانون يسمح للسودان بالانضمام إلى معاهدة تأسيس المحكمة، المعروفة باسم ميثاق روما.

وقال خان إن التصديق على ذلك القانون سيناقش الأسبوع المقبل في اجتماع مشترك لمجلس السيادة ومجلس الوزراء.

وردا على سؤال حول ما إذا كان البشير سيحاكم خارج لاهاي، أشار خان إلى أن ميثاق روما ينص على أنه بإمكان المحكمة أن تنعقد بعيدا عن مقرها الرئيسي، وهو أمر يقرره رئيس المحكمة وقضاتها.

شهد الصراع في دارفور مقتل أكثر من 300 ألف شخص وطرد أكثر من 2.7 مليون.

وقال خان "لا يمكننا السير من الظلمة إلى النور دون التعامل مع بعض جرائم ومظالم الماضي".

وأفاد أيضا بأن السلطات السودانية رحبت بقراره نشر فريق كامل من محاميي المحكمة في الخرطوم للوقوف على "التعقيدات والخفايا" المتعلقة بآليات العمل في السودان.

وتابع خان قائلا "لدي آمال عريضة بالنسبة للسودان وشعبه والمكان الذي يريدون أن يكونوا به في العالم، ما يعني غلق هذا الفصل المظلم".

وأكد "سواء شئنا أم أبينا، فالمحكمة الجنائية الدولية جزء من تلك القصة وهذا الفصل المظلم لا ولن يكون من الممكن إغلاقه حتى ننتهي من عملنا".