إلى الرؤساء الثلاثة ... أنقذوا جامعة الوطن من الانهيار الوشيك

18/08/2021 03:49PM

كتبت  الأستاذة المتفرغة في الجامعة اللبنانية، ميرفت بلوط في "السياسة":

إنه لمحزن ومبك أن أكتب هذه الأسطر لأتحدث عن هذا الصرح التربوي الذي طالما ناشدنا وحذرنا مرارا" من انهياره. المشهد الكارثي الذي كنا نخشاه منذ سنوات بتنا اليوم نترقب حصوله مع بدء العام الجامعي في تشرين الأول المقبل. 

هذه الجامعة التي تجمع تحت سقفها عشرات الآلاف من أبناء الوطن من كافة الأطياف وعلى امتداد مساحته، والتي خرجت الآلاف من المتفوقين والمبدعين واللامعين كما كانت ولا تزال حتى الساعة واجهة لبنان الحضارية حيث لمع خربجوها في الخارج وكانوا من الاوائل وتركوا بصماتهم في كافة المجالات. ها نحن اليوم نشهد على بداية الانهيار والانحدار نحو الهاوية حيث لا يمكن بعدها الخروج بسهولة وسيستغرق ذلك سنوات وسنوات. 

منذ سنوات عدة ونحن نطلق الصرخة ونقول أن هنالك حملات ممنهجة كانت تطال صورة الجامعة وأساتذتها وكل ذلك خدمة لبعض الجامعات الخاصة من أجل رفدها بالطلاب من أجل استمراريتها، ثم جاء الانهيار الاقتصادي ليساهم في تدمير الجامعة وتحويلها إلى رماد. نعم عندما تخسر الجامعة عددا" من أساتذتها ولا قدرة لملء الشواغر الناجمة عن الهجرة أم التقاعد، عندما تصبح موازنتها شبه معدومة -والتي كانت قد تم تقليصها ما قبل الازمة الحالية- مع الفرق الشاسع في سعر الصرف حيث لم يعد بالإمكان شراء الأدوات والمواد المخبرية ولا الاوراق ولا حتى الحبر لطباعة المسابقات وغيرها الكثير الكثير من الأمور التي تتيح استمرار العمل الأكاديمي، عندما يصبح الأستاذ الجامعي غير قادر على أداء مهامه كما يجب لأسباب مادية بحتة حيث فقد راتبه أكثر من 80% من قيمته الشرائية، عندها يكون الخطر قد داهم جامعة الوطن التي هي جيشه الثاني والحامي لآلاف الشباب من الضياع والتشرد واللجوء الى عصابات السرقة والمخدرات. 

ماذا كان موقف المسؤولين السياسيين خلال هذه الازمة تجاه جامعة الوطن من أجل إنقاذها من الانهيار ؟ للأسف لم نلمس أي اهتمام بمصير الجامعة والأولوية كانت للأمور السياسية ولتشكيل الحكومة. 

أما فيما يخص موقف الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية فلقد كان هزيلا" لا يرقى إلى ما تتطلبه دقة المرحلة من موقف صارم صلب وشجاع. لقد خابت آمال الكثير من الأساتذة حيث لم يحصدوا بسبب سوء أداء الهيآت التنفيذية المتعاقبة في السنوات الأخيرة سوى الفشل الذريع والخسارة تلو الأخرى حيث كانت الأسباب لهذا التقاعس أو الآداء السيء  متعددة ومتشابكة بحيث كان للضغوط الحزبية دورها أحيانا" بالإضافة إلى أن الأهداف الشخصية للبعض وطموحاتهم ومشاريعهم الخاصة لعبت دورا" هاما" وكل ذلك أدى إلى خسارة العديد من الفرص. 

أمام كل ما يحصل ونظرا" لخطورة المرحلة التي تمر بها جامعتنا وللانهيار الوشيك لهذا الصرح الكبير أناشد الرؤساء الثلاثة عقد اجتماع طارىء بحضور وزيري المال والتربية وحضرة رئيس الجامعة اللبنانية من أجل وضع خطة تمنع انهيار الجامعة اللبنانية وتحد من هجرة كوادرها. إن هذه الجامعة أمانة في اعناقكم لأن انهيارها يعادل انهيار الجيش الوطني وأذكركم بأن أطباءها وخريجيها وأساتذتها وموظفيها وطلابها كانوا في الصفوف الأمامية لمحاربة وباء كورونا في حين تقاعس البعض وتخلى عن واجباته الوطنية.



شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa