شعبية بايدن في أدنى مستوياتها… وترمب يعود إلى الواجهة

20/08/2021 11:01AM

في ظل الانتقادات الواسعة التي يواجهها الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب أسلوب انسحابه من أفغانستان، يكثّف الجمهوريون جهودهم لوضع استراتيجية هجومية توحد صفوفهم وتضمن فوزهم في الانتخابات التشريعية المقبلة. فهذه هي المرة الأولى التي يجمع فيها الحزب الجمهوري في الكونغرس بكل أطيافه، من داعمين للرئيس السابق دونالد ترمب إلى المعارضين له، على أن تعاطي الإدارة الحالية مع ملف أفغانستان تشوبه عيوب كثيرة.

وقد بدأ زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي برسم خطة متكاملة لاستغلال الغضب من أفغانستان وانتزاع الأغلبية من الديمقراطيين في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني). وانضم زعيم الأقلية في الشيوخ ميتش مكونيل إلى هذه الجهود، حيث طلب الرجلان إحاطة مغلقة من الإدارة لمجموعة الـ8 في الكونغرس المؤلفة من القيادات ورؤساء لجنتي الاستخبارات في الكونغرس، للاطلاع على تفاصيل الانسحاب.

إلى جانب الزعيمين الجمهوريين، وقفت رونا مكدانييل رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية، المعنية بالترويج للجمهوريين في حملاتهم الانتخابية، لتعزز بدورها الانتقادات لبايدن وفريقه. وكتبت مكدانييل مقالاً في موقع «فوكس نيوز» قالت فيه: «إن أسلوب بايدن الكارثي باتخاذ قرارات أعطى القوة لمنظمة إرهابية شريرة، ووضع ملايين الأفغانيات والأولاد تحت خطر الاغتصاب والقتل، وخان عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين الذين حاربوا في أفغانستان وشوه صورة أميركا». وبدا من الواضح أن اللجنة الجمهورية تسعى لتعزيز جهودها في رسم استراتيجية هجومية ضد بايدن والديمقراطيين، إذ محت في الأيام السابقة صفحة على موقعها تشيد بالاتفاق الذي توصل إليه ترمب مع حركة طالبان. ورغم أن اللجنة نفت أن يكون الأمر مرتبطاً باستراتيجيتها الجديدة، فإن كل المؤشرات تدل على وجود خطة مدروسة من قبل الجمهوريين للإطاحة بالديمقراطيين.

وشارك نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس في هذه الحملة، فكتب مقالاً في صحيفة «وول ستريت جورنال» وصف فيه عملية الانسحاب بالكارثية، وقال بنس: «إن الانسحاب الكارثي لإدارة بايدن من أفغانستان يشكل إهانة للسياسة الخارجية لم تعشها بلادنا منذ أزمة الرهائن الإيرانية…». وفيما يسعى الديمقراطيون جاهدين لمواجهة الحملة الجمهورية المكثفة ضدهم، ذاكرين الاتفاق الذي عقدته إدارة ترمب مع حركة طالبان، وملوحين بالصورة الشهيرة التي تظهر وزير الخارجية مايك بومبيو إلى جانب أحد قادة طالبان، أظهر الجمهوريون عدم اكتراثهم بهذه الانتقادات، بل واجهوها بدعوة بومبيو للحديث أمام الجمهوريين في مجلس النواب يوم الخميس لمناقشة ملف أفغانستان. وقد انتقد بومبيو كذلك توجيه اللوم لإدارة ترمب في هذا الملف قائلاً: «ما كنت لأسمح لابني البالغ من العمر 10 أعوام بخوض لعبة توجيه اللوم المشفقة هذه».

وبطبيعة الحال، عاد ترمب إلى الساحة السياسية بقوة في ظل التطورات هذه، فكثف مقابلاته التلفزيونية وتصريحاته المنتقدة لبايدن. كما سلّط الضوء على قضية مرتبطة بأفغانستان ستشغل بال الناخب الأميركي، وهي قضية اللاجئين الأفغان. فنشر على أحد مواقعه «أنقذوا أميركا» صورة الطائرة الأميركية التي نقلت نحو 600 أفغاني في عملية الإجلاء معلقاً: «هذه الطائرة كان يجب أن تكون مليئة بالأميركيين». وأضاف: «أميركا أولاً!» في إشارة إلى شعاره الانتخابي. ويتخبط الديمقراطيون بوجه هذه الانتقادات، فهم كذلك لديهم تحفظات كثيرة على أسلوب الانسحاب، وقد طلبت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إحاطات عدة من الإدارة الأميركية، منها إحاطات سرية ستبدأ الأسبوع المقبل، إضافة إلى إحاطة غير سرية يوم الجمعة.

ويأتي هذا في وقت تراجعت فيه شعبية بايدن لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ تسلمه الرئاسة. وأظهر استطلاع لـ«رويترز» - إيبسوس أن شعبية بايدن تراجعت بنسبة 7 في المائة، إثر سيطرة «طالبان» على كابل، وأن 44 في المائة من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع اعتبروا أن بايدن قام بعمل جيد في أفغانستان، فيما أشاد 51 في المائة من الأميركيين بأداء الرئيسين السابقين دونالد وباراك أوباما هناك. والمفارقة في الاستطلاع المذكور أنه أظهر تقارباً كبيراً في وجهات نظر الديمقراطيين والجمهوريين في حرب أفغانستان، إذ اعتبر 6 جمهوريين من أصل 10 و7 ديمقراطيين من أصل 10 أن «انهيار الحكومة الأفغانية بهذا الشكل السريع دليل على ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من الصراع هناك». وهو ما يدل على أن دعم الانسحاب من أفغانستان منفصل عن انتقاد أسلوب الانسحاب.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

12:34PM

"المعارضة أربح لنا"... باسيل: اسم الوزير الخامس أتى من الخارج

12:24PM

باسيل: سيرتسم مشهد شعبي في ١٤ وفي ٢٣ شباط علينا أن نحترمه ولا نقبل أن نكون في “حكومة صدام” والتضامن مطلوب لمنع الاصطدام بين اللبنانيين

12:22PM

رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" جبران باسيل: لا نقبل أن نكون في حكومة "أولاد ست وأولاد جارية”و المشهد بالأمس في اللقاء الثلاثي في قصر بعبدا ظهرت فيه معايير مغلوطة ومقلوبة وتكريس لواقع غير دستوري وهذا مشهد غير لائق ويجب تصحيح مسار التأليف

12:11PM

"انتقاد خطة ترامب ممنوع"... كاتس يصدر تعليماته لتوبيخ مسؤول عسكري

12:00PM

أورتاغوس من بعبدا: إسرائيل هزمت الحزب ونشدد على عدم مشاركته في الحكومة

11:52AM

أورتاغوس: إسرائيل هزمت حزب الله ونحن ممتنون لها بسبب ذلك ونؤكد على مسألة عدم مشاركة الحزب في الحكومة الجديدة بأي شكل من الأشكال وقد انتهى زمن ترهبيه للبنان والعالم

11:51AM

أورتاغوس بعد لقاء عون: الزيارة الأولى لي خارج الولايات المتحدة هي لبنان وممتنة للرئيس عون والحكومة وهناك عدد كبير من الجالية اللبنانية في أميركا

11:47AM

عبد الله عبّاس علويّة... خرج ولم يعد ماذا تعرفون عنه؟

تواصل إجتماعي

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa