هل يحتاج الاتحاد الأوروبي لجيشه بعد الانسحاب من أفغانستان؟

04/09/2021 11:52AM

بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، يبدو أن الاتحاد الأوربي عازم على النظر في اقتراح 14دولة أوروبية، منها ألمانيا وفرنسا، يعود لمايو الماضي، بشأن تشكيل قوة ردعسريع يمكن أن تزود بالسفن والطائرات، لدعم الحكومات الأجنبية الديمقراطية التي قدتحتاج لمساعدة عاجلة.

ومنذ سنوات، يتحدث بعضأبرز سياسيي  أكبر كتلة تجارية في العالم عن حاجة الاتحادالأوروبي إلى قوة مستقلة عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يربطه بالولايات المتحدة.

ورغم ذلك نقل تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" عن خبراء استبعادهم تشكيل كيان عسكري خاص بالاتحاد.

تقول الصحيفة إن الجدل اشتدبعد انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي رفض إبقاء القوات الأميركيةفي أفغانستان بعد تاريخ 31 أغسطس الماضي، الأمر الذي لم يترك خيارا آخراللقادة الأوروبيين سوى تنظيم عمليات إجلاء، تاركين وراءهم الآلاف من مواطنيهموحلفائهم الأفغان، على حد قولها.

وكانجوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قال،الاثنين الماضي، إن حكومات الاتحاد يجب أن تمضي قدما في تشكيل قوة رد سريع أوروبيةلتعزز استعداداتها لمواجهة أزمات مستقبلية مثل ما حدث في أفغانستان.

وفي مقابلة نشرت معصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، قال بوريل إن نشر القوات الأميركية فيأفغانستان في وقت قصير، مع تدهور الأوضاع الأمنية هناك، يظهر حاجة الاتحادالأوروبي لتسريع جهوده لبناء سياسة دفاع مشترك.

وأضاف "يجب الاستفادةمن دروس هذه التجربة... لم نتمكن، كأوروبيين، من إرسال ستة آلاف جندي للتمركز حولمطار كابل لتأمين المنطقة. تمكنت الولايات المتحدة من ذلك ولم نتمكن نحن".

ويرى بوريل أن دول الاتحاد،وعددها 27 دولة، يجب أن يكون لديها "قوة تدخل أولية" قوامها خمسة آلافجندي. وأضاف "نريد أن نكون قادرين على التدخل السريع".

وكذلك تقول ناتالي لويسو،التي ترأس اللجنة الفرعية للأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي، إنه عندما قررتالولايات المتحدة الانسحاب، لم يكن هناك تنسيق يذكر مع الحلفاء، لاسيما أن بايدنرفض الدعوات الأوروبية إلى "انسحاب على أساس الشروط"، ورفض تمديد الموعدالنهائي للانسحاب.

ومع ذلك، لا تزال فكرة وجودجيش أوروبي مشترك فكرة خيالية بحسب ما نقله التقرير عن محللين، إذ قال عظيمإبراهيم، المدير بمعهد نيولاينز للدراسات الاستراتيجية والسياسة، إن "الاتحادالأوروبي لا يغني بنفس الصوت"، موضحا أنه "حتى لو تم اقتراح إنشاء جيشموحد، فإن احتمال موافقة جميع البلدان عليه مستحيل".

يذكر أن الرئيس الفرنسي،إيمانويل ماكرون، وهو أحد أكبر الداعمين لهذا المفهوم، قد دعا إلى "جيشأوروبي حقيقي" منذ توليه منصبه، بينما انتقد في مرحلة ما حلف الناتو باعتباره"ميتا".

وكذلك، أيدت المستشارةالألمانية، أنغيلا ميركل، ذات مرة اقتراح ماكرون بإنشاء جيش، ولكنها أيضا من أشدالمؤيدين لحلف شمال الأطلسي، وكذلك القواعد العسكرية الأميركية في بلدها.

لكن أرمين لاشيت، الذييتنافس على خلافتها، قال مؤخرا إنه يجب تقوية أوروبا "بحيث لا نضطر أبدا إلىترك الأمر للأميركيين".

وتقول واشنطن بوست إن أحدالعوائق الرئيسية أمام القوة المشتركة هو الجانب المالي، رغم أن دول الاتحادخصصت أكثر من تسعة مليارات دولار لصندوق الدفاع الأوروبي حتى عام 2027.

لكن الخبراء يقولون إن كلدولة على حدا ستحتاج أيضا إلى زيادة إنفاقها لتشكيل جيش مشترك، في وقت خصصت تسعدول أوروبية فقط 2 في المئة من ناتجها المحلي للدفاع، في ميزانية العام الجاري.  

وبحسب رويترز، فقد جرى بحثالأمر لأول مرة في 1999 فيما يتعلق بحرب كوسوفو، وجرى تشكيل نظام مشترك يضممجموعات مقاتلة قوام كل منها 1500 جندي في عام 2007 للاستجابة للأزمات، لكنها لمتستخدم بسبب خلافات بين حكومات دول الاتحاد الأوروبي على كيفية نشرها ومقتضيات ذلك.

ويتساءل فابريس بوثير،الخبير الفرنسي، عن خلفيات تشكيل جيش مشترك قائلا: "الشيء المفقود هو: لأيغرض تريد جيشا؟ لفعل ماذا؟ لردع الروس؟ لضمان الوصول إلى البحار الأوروبية؟ لملاحقةالإرهابيين؟".

هذه الأسئلة طرحها الاتحادالأوروبي وناقشها وزراء الدفاع في اجتماعات متتالية، هذا الأسبوع، إذتداولوا وثيقة "البوصلة الاستراتيجية" المقبلة التي ستحدد أولوياتالاتحاد الأوروبي الأمنية والدفاعية بحلول عام 2030.

لكن جورجينا رايت، رئيسةبرنامج أوروبا في معهد مونتين، تقول للصحيفة: "كما هو الحال معالعديد من قرارات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، هناك الكثير من الطموح، ولكنعندما تنظر إلى النتيجة العملية، فإنها غالبا ما تحظى بالإجماع".

 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa