نيران الأزمة اللّبنانيّة تلتهم موسم التفاح... أرقام الخسائر موجعة ولا مَن يعوّض!

04/09/2021 01:51PM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

مع بدء شهر أيلول، بدأ القلق يقضّ مضاجع مزارعي التفاح في لبنان الذين يعملون لسنة كاملة بهدف جني الثمار في هذا الشهر.

إلا أنّ الوضع مختلف هذه السنة، لأنّ لا شيء يمكنه التعويض على المزارعين في مختلف مناطق لبنان بعد خسائرهم المتراكمة، بفعل ارتفاع كلفة انتاج المحاصيل الزراعيّة على اختلاف أنواعها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء مقابل تراجع قيمة الليرة اللّبنانيّة.

وموسم التفاح، يعتبر ركنًا أساسيًا في اقتصاد المزارعين وتأمين قوتهم اليومي في المناطق الجبليّة، كمختلف المزروعات: الزيتون، البطاطا، الخضار والفاكهة على أنواعها.

أبو شادي، مزارع لبناني يعيش في جرود جبيل يتحدث لـ "السياسة" عن حال القطاع قائلًا: "أكثر ما فاقم أزمة التفاح هذا العام هو سوء الأحوال الجويّة التي كانت غير مؤاتية، وشكّلت ضربة قاسية للمحصول، إضافةً إلى غلاء أسعار الأدوية اللازمة للتفاح، وهذا ما دفع بمعظم المزارعين إلى عدم شرائها، فمعظم الأسمدة والأدوية والمبيدات تسعّر على الدولار".

للمياه أيضًا حصة من الأزمة، يقول أبو شادي: "الدني ما عَم تشتي، وأسعار الصهاريج مرتفعة جدًا وهذا يعني أنّ التفاح من دون مياه".

هذه الأسعار المرتفعة لكلفة التفاح ستدفع بالكثير من المزارعين إلى رفع الأسعار وبحسب أبو شادي، "بلغ سعر صندوق التفاح الذي يزن 20 كيلوغرامًا حوالي الـ 150 ألف ليرة لبنانية في جرود العاقورة وهذا ما يعني أنّ سوق البيع ستكون خفيفة".

ويشدد أبو شادي على "ضرورة دعم القطاع من قبل الدولة من خلال تأمين الأدوية والأسمدة أقلّه بأسعار مقبولة".

أمّا بالنسبة إلى تخزين التفاح لفصل الشتاء ووضعه في البرادات، فتجدر الإشارة إلى أنّ أغلبية البرادات لا تفتح أبوابها في حال كانت الكميات قليلة، أما في حال فتحت فالأسعار ستكون مضاعفة بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء واستعمال المولدات وسط أزمة المحروقات التي تضرب البلد.

إضافة الى ذلك، يعمد كثر الى تحضير مربّى التفاح للمونة الشتوية، من خلال الاستفادة من "نَتِر التفاح" الذي يتساقط على الأرض، الا أن هذا العام يبدو أن لا مونة ولا من يحزنون، وهذا ما تحدثت عنه إحدى ربات المنزل لـ "السياسة" قائلة: "أسعار السكر ارتفعت مع ارتفاع الدولار، وأزمة الغاز تطرق أبوابنا، وعلى ما يبدو لن نتمكّن من تحضير مونة التفاح لهذا العام، فإلى جانب المربى نحضّر الكومبوت، والخل وعصير التفاح ولكنها كلها مُكلفة".

وعليه، القطاعات تتهاوى تباعًا، والصرخة تطلق سنويًا من المزارعين، والدولة غائبة بالكامل، لا تتحرك ولا تدعم، ليبقى السؤال: إلى متى سيصمد المزارع؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa