مواطنون روس يتحدثون عن إجبارهم على التصويت في انتخابات "الدوما"

يعيش الروس ترهيبا من السلطات لإجبارهم على المشاركة في انتخابات يرونها لن تغير شيئا وتعزز سلطة الحزب الحاكم.

وتقول صحيفة "تايمز أوف موسكو" إنها تحدثت إلى موظفين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، في جميع أنحاء البلاد كشفوا لها أنهم تعرضوا لضغوط من قبل رؤسائهم في العمل للمشاركة في الانتخابات.

وتنقل الصحيفة عن إيرينا، وهي معلمة تبلغ من العمر 34 عاما في موسكو، أنها لم تكن تنوي المشاركة في انتخابات مجلس الدوما الروسي، لأنها لا تعتبر أي مرشح جديرا بصوتها، لكنها تلقت رسالة من رئيسها تأمرها بالتسجيل عبر الإنترنت للتصويت.

وتضيف المعلمة الروسية "قالت لي الإدارة إن التصويت جزء من واجباتي. وقالوا إنه ليس خيارا ".

وكشف سبعة روس آخرين أنه طلب منهم وأحيانا تعرضوا لضغوط للتصويت عبر الإنترنت في الانتخابات القادمة.

وتقول الصحيفة إن الانتخابات الروسية لها تاريخ طويل من ترهيب الناخبين في العمل من أجل التصويت، وخاصة في القطاع العام المتضخم الذى يمثل ثلث الوظائف فى روسيا، بحسب المنتقدين.

ووفقا لديفيد زاكوني وأورا رويتر، وهما أكاديميان يدرسان ترهيب الناخبين في مكان العمل في روسيا منذ انتخابات الدوما عام 2011، فقد تعرض ثلث أصحاب العمل لضغوط بدرجات مختلفة للتصويت في الانتخابات على مدى العقد الماضي.

وقالا "تظهر استطلاعاتنا بعد الانتخابات أن هذه ظاهرة منتشرة جدا. وتتراوح بين التشجيع والترهيب المباشر والتهديدات".

وتشير الصحيفة إلى أن استطلاع نشرته وكالة VTsIOM لاستطلاعات الرأي، أظهر أن 14٪ من جميع العاملين في المنشآت الصناعية في روسيا واجهوا "التصويت القسري" في الانتخابات المقبلة، في حين قال ما يقرب من نصف العاملين إن رؤساءهم ذكروا الانتخابات في مكان العمل.

 وبحسب تقرير الصحيفة، بعد كل انتخابات، يتم نشر عشرات مقاطع الفيديو على الإنترنت تظهر أصحاب الأعمال في الولايات الروسية المختلفة وهم يحشدون موظفيهم للتصويت.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات العامة الروسية في وقت لاحق هذا الشهر، حيث تم منع غالبية المعارضين من الترشح.

وبحسب الصحيفة، فقد أظهرت دراسة نشرت في وقت سابق أن 33٪ من الموظفين في روسيا يعتقدون أن أرباب عملهم يمكنهم التعرف على خياراتهم في التصويت، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للتصويت لصالح الحزب الحاكم.

وبين الجمود الاقتصادي وفضائح الفساد المتكررة، بات حزب روسيا الموحدة ينال الآن، بحسب معهد الاستطلاع القريب من السلطات "فتسيوم"، يحظى بتأييد 27,3% من المواطنين. ويتناقض هذا المستوى مع نسبة التأييد للرئيس فلاديمر بوتين البالغة 62,2%، بحسب المعهد.

المصدر : الحرة