بالفيديو: المساعدات الاميركية للجيش اللبناني لاول مرة في مرسوم رئاسي رسالة لمن؟

أن تقدم الولايات المتحدة الاميركية المساعدات للجيش اللبناني خبر ليس بجديد نظرا الى تاريخ المساعدات الاميركية للمؤسسة العسكرية والتي لم تنقطع رغم حملات قيدت في الداخل الاميركي لوقفها بحجة أن الجيش تابع لحزب الله. لكن الخبر أن تأتي هذه المساعدات بمرسوم رئاسي خاص صادر عن الرئيس الاميركي جو بايدن وفي ذلك خطوة لافتة فسرتها مصادر دبلوماسية مطلعة بأنها تأكيد أميركي على رعاية الجيش والاستمرار بذلك اضافة الى حرص أميركا والدول الاوروبية على أن يكون الامن في لبنان ممسوكا وأن لا يصيب المؤسسة العسكرية مصير مؤسسات الدولة التي بدأت تنهار الواحدة تلوى الاخرى، فيما المؤسسة العسكرية هي الوحيدة حتى الآن التي لا تزال متماسكة وثابتة.

اذا انطلاقا من أن التغيير في لبنان غير محسوم المعالم بعد وبانتظار أن تتبلور صورة التغيرات في المنطقة وتأثيرها على لبنان ، الفوضى في بلد الارز ممنوعة والمطلوب الحفاظ على الاستقرار وهذا أحد أسباب المساعدات الاميركية. لكن ابعد من الحفاظ على الاستقرار والاتكال على الجيش لتأمين ذلك فللمرسوم الرئاسي الاميركي ابعاد أخرى لا يمكن اغفالها ، فبعد ما حصل في افغانستان وعشية عودة المفاوضات الاميركية الايرانية، كثرت التحليلات عن تسليم أميركا لبنان الى ايران وحزب الله، فأتت المساعدات للجيش وبمرسوم رئاسي وفي هذا التوقيت لدحض هذه الاستنتاجات والتحليلات فكانت رسالة واضحة بأن الاعتماد في لبنان سيكون فقط على الجيش اللبناني ولا تغيير في الاستراتيجية الاميريكة.

هل يعني ذلك أن تصل الامور الى حد تنفيذ الجيش انقلابا وتسلم البلاد اذا اشتدت الازمة وبلغت الفوضى حدا خطيرة تجيب المصادر الدبلوماسية بأن فكرة الحكومة العسكرية قد طرحت على قائد الجيش جوزف عون خلال زيارته باريس في حزيران الفائت، لكنه رفض حتى البحث بهكذا طرح. جوهر المرحلة المقبلة هو المسألة الامنية وكل الحسابات تصب في هذا الاتجاه.