جبهة جديدة لـ"تحرير سوريا" بدعم تركي

10/09/2021 06:11PM

شهد ريف محافظة حلب في الأيام الماضية تحركات من جانب الفصائل المدعومة من أنقرة، ما أثار جدلا في الشمال السوري، لكونها أسفرت عن تشكيل تحالفات جديدة ضمن التحالف الواحد، والمعروف باسم "الجيش الوطني السوري"، المدعوم من تركيا.

أولى التحركات كانت في أغسطس الماضي بإعلان فصيلين عسكريين بارزين تشكيل ما يسمى بـ"غرفة القيادة العسكرية الموحدة – (عزم)"، في خطوة قيل إنها تهدف إلى "تقريب وجهات النظر، وبحث آليات التنسيق والعمل المشترك" في المنطقة.

الفصيلان هما: "فرقة السلطان مراد" و"الجبهة الشامية"، ومؤخرا انضمت إليهما أكثر من 10 فصائل، وجميعها تعمل تحت راية "الجيش الوطني السوري"، الذي يتلقى دعما عسكريا ولوجستيا من تركيا.

ولم تمض أسابيع على التحرك المذكور حتى أعلنت، الخميس، 5 تشكيلات أخرى ضمن "الجيش الوطني" الاندماج ضمن تحالف جديد سمي بـ"الجبهة السورية للتحرير".

وأشارت إلى أن خطوتها من شأنها أن تنهي "حالة الفصائلية، وتوّحد مكاتب الفصائل العسكرية والأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية تحت كيان واحد".

وبذلك يكون "الجيش الوطني" الذي يتركز نشاطه في مناطق بريف حلب ومحافظة إدلب قد انقسم داخليا إلى تحالفين حديثين، وآخر كان قد أعلن قبل أعوام، تحت اسم "الجبهة الوطنية للتحرير".

ولا أهداف أو أسباب واضحة حتى اللحظة حيال تلك التحركات، واللافت أنها تزامنت مع استقالة وزير الدفاع في "الحكومة السورية المؤقتة"، اللواء سليم إدريس بشكل مفاجئ قبل أيام، ودون توضيح الأسباب من جانبه.

"جدل حول الانقسام"

تنتشر في ريف حلب الشمالي المنقسم بين منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" عشرات الفصائل العسكرية التي تحمل مسميات مختلفة.

وعلى الرغم من أن نشاطها كان مقسّما ضمن ثلاثة فيالق في الفترة الأخيرة، إلا أنها لم تخرج عن إطار الفصائلية والانفراد بالقرار، الأمر الذي شكّل فيما بينها حالة صدامية، تم ترجمتها على المشهد العام باشتباكات ومواجهات داخل المنطقة الواحدة التي يسيطرون عليها.

ومع إعلان التحالفات الجديدة، يقول ناشطون سوريون إن ذلك يشي بانقسام جديد بين تلك الفصائل، لكن الأخيرة ترى غير ذلك، مؤكدة أن خطواتها الجديدة "لتعزيز الوحدة ضمن الجيش الوطني".

ومنذ الخميس تفاعل عشرات الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقدوا الإعلان عن التحالفين، خاصة في ظل "المرحلة الحرجة" التي يعيشها الشمال السوري، من قصف متواصل من قبل النظام السوري وروسيا، وفي مقابلها حالة الفلتان الأمني التي لاتزال قائمة حتى الآن.

من جانبه، يقول العقيد أحمد حمادي إن "تشكيل الجبهة السورية للتحرير وقبلها غرفة عزم يندرج تحت تجميع فصائل الجيش الوطني السوري، وإنهاء الحالة الفصائلية، استجابة لنداءات كثيرين".

ويضيف حمادي وهو مستشار عسكري في "الجيش الوطني": "غرفة عزم هي للتنسيق الأمني وملاحقة المجرمين وتجمع عشرة فصائل كبيرة، بينما الجبهة السورية للتحرير فهي نواة لإنهاء الحالة الفصائلية".

وتضم "الجبهة السورية للتحرير" ما بين 17 إلى 20 ألف مقاتل، ويشير حمادي في حديث لموقع "الحرة": "سيكون لها أثر إيجابي في منطقة الشمال. القرار سيصبح واحدا".

"دور مشتت"

منذ تشكيل "الجيش الوطني السوري" في ريف حلب عام 2017 شارك في عدة عمليات عسكرية بدعم تركي، أبرزها في منطقة عفرين مطلع 2018، ومؤخرا في مناطق شمال وشرق سورية.

بالإضافة إلى تدخله أحيانا في العمليات العسكرية الخاصة بمحافظة إدلب السورية، سجل لبعض فصائله مشاركات قتالية في معارك خارجية، في ليبيا وأذربيجان.

وتعيش المناطق التي يسيطر عليها التشكيل المذكور حالة من الفلتان الأمني، فرضتها التفجيرات بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، إلى جانب الانتهاكات التي ترتكبها بعض الفصائل المنضوية تحت رايته.

وكانت منظمات حقوقية قد اتهمت "الجيش الوطني" بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في عفرين، وآخرين في ريف حلب الشمالي، وهو الأمر الذي نفاه الأخير، مؤكدا أنه يسعى لتأمين "المناطق المحررة في الشمال السوري".

ويقول الباحث السوري، وائل علوان، إن تحركات الفصائل الأخيرة تشي بوجود "تحوّل كبير من فصائلية لم تنجح تجربة الفيالق في تنظيمها".

ويضيف علوان، في تصريحات لموقع "الحرة": "تجربة الفيالق بما في ذلك هيئة الأركان ووزارة الدفاع لم تنجح لأنها من الأعلى إلى الأسفل، أما الآن فهناك تحالفات تنطلق من إرادة داخلية".

وبينما لم يستبعد علوان أن تكون أسباب التحالفات مرتبطة بالتخوف من النفوذ والسيطرة لكل فصيل ضد الآخر، يشير إلى أنها "بشكل عام يمكن أن يكون لها إيجابية في تنظيم فعلي لتجمع الفصائل".

ويتابع الباحث: "هناك ضبط تركي لهذه الحالة، ومراقبة تركية بشكل مباشر"، لافتا إلى أن "تشكيل هذه الجبهات هو خطوة باتجاه تجمع حقيقي، وليس كما كان سابقا في أثناء الفيالق الثلاث، والتي لم تكن إلا حبرا على ورق".

"لا نتيجة"

في غضون ذلك يشير الناشط السياسي، عبد الكريم العمر، إلى أن السنوات الماضية شهدت عشرات عمليات الاندماج والاتحاد ضمن القوى العسكرية في الشمال السوري، لكنه يضيف مستدركا: "ما هي النتيجة؟ لم تكن مرضية لأنها لم تؤسس بشكل سليم، وضمن هيكلية إدارية وعسكرية واضحة".

ويقول العمر المقيم في شمال غرب سوريا لموقع "الحرة": "هناك عشرات من الضباط المنشقين من جميع الاختصاصات هل وجهت لهم الدعوة؟ أعتقد لم يحصل ذلك".

ولم تتغير وجوه قادة الفصائل بإعلان التحالفات الجديدة، وفي التشكيل الجديد المسمى بـ"الجبهة السورية للتحرير" برز اسم قائد فرقة "الحمزة" سابقا، سيف أبو بكر، إلى جانب قائد فرقة "السلطان سليمان شاه"، محمد الجاسم الملقب بـ"أبو عمشة" والقيادي في فرقة "المعتصم"، المعتصم عباس.

ويتابع الناشط السياسي:" لماذا هناك جيش وطني فيه فصائل؟ لماذا هناك غرفة عزم والجبهة السورية للتحرير والفيلق وفصائل أخرى بعد هذه السنوات والآلام الكارثية التي حصلت من موت ونزوح ودمار".


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa