بعد إعصار "إيدا"... تساؤلات حول مصير الفئران!

20/09/2021 07:30AM

مع اجتياح الأمطار الغزيرة لكثير من مدن الساحل الشرقي في الولايات المتحدة في بداية سبتمبر، في أعقاب إعصار إيدا، بدأت السلطات حصر الخسائر البشرية والأضرار المادية، لكن هناك تساؤلات حول ما أصاب سكان الأعماق الجوفية "الفئران" ومصيرهم، وهو ما يركز عليه تقرير لشبكة "سي أن أن". 

ويشير التقرير إلى هذه القوارض خاصة مع ما يمكن أن تحمله من أمراض، مؤكدا أنه ليس هناك حصر لعدد الفئران في مدن الولايات الأميركية التي ضربها الإعصار، مرجحا أن يصل عددها إلى الملايين. 

بحسب الخبراء، فإنه نظرا لكمية الأمطار التي كانت تهطل ووصلت إلى ثمانية سنتيمترات في الساعة الواحدة بنيويورك على سبيل المثال، فإن العديد من الفئران التي تعيش في المجاري، كانت ستكون عرضة للموت بسبب الفيضانات المفاجئة.

وبالفعل فقد تم رصد فئران ميتة جرفها الإعصار إلى شواطئ المدينة. 

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في مدينة نيويورك، مايكل لانزا، إن الوزارة تعلم أن بعض الفئران تغرق عند حدوث فيضانات شديدة، ولكن نظرًا لأن المدينة لا تجري تعدادات للجرذان، فلا توجد بيانات عن عددها. 

لكن عالم الأحياء البيئية والباحث الزائر في جامعة فوردهام في مدينة نيويورك، مايكل بارسونز، يصف الفأر بأنه "سباح ماهر"، حيث يمكنه السباحة لمسافة نصف ميل أو أكثر، مضيفا أنه "ماكر أيضا، وقادر على الانتقال إلى أرض مرتفعة إذا سنحت له الفرصة".

ويؤكد الخبراء بأنه "حتى لو أدت الفيضانات الكارثية إلى اصطياد العديد من الفئران وقتلها تحت الأرض، فمن المحتمل أن يجد عدد أكبر طريقه إلى بر الأمان". 

بالنظر إلى كيفية استجابة هذه الحيوانات للأزمات، يتوقع بارسونز أن الفئران لن تنجو من إيدا فحسب، "بل ستزدهر أيضا". 

يستشهد بارسونز لما حدث للفئران خلال وباء كورونا، حيث أن "مجموعات الفئران في مدينة نيويورك تكيفت مع التغيرات في مواردها الغذائية الطبيعية التي نتجت عن إغلاق المطاعم في ذروة التباعد الاجتماعي. ماتت الفئران الأضعف أو غير المحظوظة، بينما وجدت أخرى طريقة للبقاء على قيد الحياة، بل تكاثرت بسرعة".

الأستاذ في قسم علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة تينيسي، مايكل بلوم، درس تأثيرات إعصار كاترينا على الفئران في نيو أورلينز، وأظهر بحثه، الذي نُشر في أغسطس، أنه بعد 12 عامًا من العاصفة التاريخية عام 2005، ازدهرت الفئران في المناطق التي تضررت بشدة من الفيضانات. 

يؤكد بحث بلوم أنه نتيجة لترك العديد من المباني شاغرة، وتأخر عمليات جمع القمامة وآثار الإعصار، ازدادت القوارض، حيث وجدت البيئة السانحة لتجمعها، مشيرا إلى أن "ما يحدث للقوارض في المدينة بعد فيضان كبير يتحدد بشكل كبير من خلال الاستجابة البشرية بمجرد انحسار المياه". 

وقالت مديرة مجلس نيو أورليانز لمكافحة البعوض والنمل الأبيض والقوارض، كلوديا ريجل: "في حالة إعصار كاترينا، بقيت أيضا الثلاجات والحطام الذي تم تفريغه من المنازل المتضررة في الشوارع، ما وفر الغذاء والموارد للفئران". 

بالتالي، يشير التقرير إلى أن سرعة التعامل مع الكوارث والاستجابة لها تعد ملحة، حيث أن تكاثر الفئران، أمر يحذر منه خبراء الصحة العامة، لأنها تحمل العشرات من مسببات الأمراض، بما في ذلك السالمونيلا وبكتيريا  ليبتوسبيرا. 

وتسبب بكتيريا ليبتوسبيرا داء البريميات، الذي يأتي من التعرض لبول الحيوانات الحاملة للمرض، ويمكن أن تسبب العدوى الحمى والقشعريرة والقيء في غضون أيام قليلة من التعرض، ويمكن أن تؤدي إلى فشل كلوي أو كبدي.

وتحذر ريجل: "إذا رأيت فأرا، يجب أن تفترض أن لديه نوعا من مسببات الأمراض". 

وأكدت ريجل أنه للحد من أعداد الفئران ومنع انتقال الأمراض يجب التعامل بسرعة مع العواصف وتنظيف آثارها بسرعة، مع مراعاة وضع الأغطية على علب القمامة وأي شيء قد تأكله القوارض. 


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa