مستشفى بيت شباب يقاتل باللحم الحيّ والدولة لا تتحمّل مسؤولياتها!

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

كغيره من القطاعات التي تنزف في البلد في ظل الأوضاع الاقتصاديّة الصعبة، يرفع مستشفى بيت شباب الصوت منذ فترة للصمود بوجه الأزمة.

هذا المكان الذي عُرف منذ مطلع الحرب اللّبنانيّة بالبيت الثاني للمتضررين والمصابين في الحرب، ويعتبر الوحيد الذي تبنّى وأحاط هؤلاء الأشخاص يقاتل باللحم الحيّ، فكيف سيصمد؟

المدير العام لمستشفى بيت شباب الأب لويس سماحة يشرح أسباب الأزمة الاقتصادية في المستشفى، قائلًا: "منذ العام 2019 ووزارة الصحة والضمان الاجتماعي يحاسبان المستشفى حسب دولار الـ 1500 ليرة ونتكبّد المصاريف بالدولار الأميركي".

وفي حديث لـ "السياسة"، يلفت الأب سماحة إلى أنّ "لا قيمة بعد اليوم للمستحقات التي ستدفعها الدولة بسبب فرق العملة".

ومؤكدًا أنّ "المؤسسة لا يمكنها أن تستمر"، ويعطي مثالًا: "جلسة العلاج الفيزيائي لكلّ فرد تكلّف 244 ألف ليرة، والدولة تدفع فقط 40000 ألف ليرة".

 لا أجور للموظفين منذ 5 أشهر 

هذا الواقع الاقتصادي المتردّي، لا ينطبق فقط على المرضى بل وصل إلى الموظفين، حيث أشار الأب سماحة إلى أنّ "موظفي المستشفى من دون أجور منذ خمسة أشهر".

ويضيف: "نعاني أيضًا من مشكلة كبيرة في المساعدين، أيّ الذين يهتمون بأمور المريض الشخصيّة: استحمام، طعام...،" مشيرًا إلى أنّ العمال الأجانب كانوا يقومون بهذا العمل، أما اليوم فيرفض اللبناني القيام بهذه المهام".

مؤكدًا أنّ "31 موظفًا لبنانيًا حاولوا ممارسة هذا العمل إلا أنهم لم يستمروا حتى لمدة 24 ساعة. وحتى الآن ما من حل بخصوص هذا للموضوع".

 "ما رح نسكّر... المرضى أمانة برقبتنا" 

وسط هذا الواقع الصعب، يؤكد الأب سماحة أنّ "المستشفى لن يقفل أبوابه".

ويضيف: "طلبنا من بعض الأهالي أخذ مرضاهم إلى البيوت ليبقى في المستشفى حاليًا حوالي الـ 30 مريضًا"، إلا أنّ بيت الأهالي غير مجهّز وهذا ما يدفع المستشفى إلى الصمود لأنّ هؤلاء الأشخاص أمانة في رقبتنا". بحسب سماحة.

منوّهًا بـ "أصحاب الأيادي البيضاء التي تدعم المستشفى من وقت إلى آخر"، ومؤكدًا أنّ جهات عدة أبدت استعدادها إلا أنه ما من شيء ملموس حتى الساعة". ومطالبًا "الدولة بالقيام بواجباتها".

وعليه، يتّكل المستشفى على أصحاب المبادرات والأيادي البيضاء، وسط أوضاع اقتصادية صعبة تضعه يوميًا أمام خطر الإقفال... فهل تتحرّك الدولة أقلّه لمرة واحدة؟