06/10/2021 07:06AM
كتبت صحيفة "الراي الكويتية":
مستفيداً من تجربة النيات الحسنة التي لم تُنْتِج على مدى نحو عقديْن إلا تعبيد طريق لبنان إلى جهنّم، يلْتقي المجتمعُ الدولي عند منْح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي فرصةً للخروج من «إعلان النيات» الإصلاحية إلى ترجماتٍ عملية تتطلّب في شقّها التقني المالي - الإداري - القطاعيّ وَقْفَ «الألاعيب» الداخلي، ومحاولات الاستثمار السياسي في... «أنقاضِ» دولة.
وليس أدلّ على هذه «الفرصة» من ارتفاعِ وتيرةِ الزيارات الأوروبية إلى بيروت على وقع محاولةِ باريس تقديم نفسها «راعيةَ» الواقع اللبناني بـ «نسخة التفاهم الفرنسي - الإيراني» الذي ظلّل ولادة حكومة «التشارُك الحزبي بوزراء غير حزبيين»، في موازاةِ اهتمام أميركي متعدد الزاوية، يبدأ من استمرار التشدُّد حيال «حزب الله»، وهو الملف «الموصول» بمسار «الأخذ والردّ» في ما خص النووي الإيراني والمقايضات الممكنة بإزائه مع حلفاء واشنطن في المنطقة، ولا ينتهي بعنوانِ الترسيمِ البحري مع اسرائيل بكل أبعاده النفطية والاقتصادية والديبلوماسية - السياسية.
وتجّلت «الدفعة على الحساب» من الإحاطة الخارجية بالواقع في «بلاد الأرز» أمس بزيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية نيلز أنن بالتوازي مع استمرار محادثات الموفد الفرنسي بيار دوكان في بيروت، كما بلقاء ميقاتي سفراء وممثلي بعثات الاتحاد الأوروبي الذين أعلن باسمهم سفير الاتحاد رالف طراف «أن النيات الحسنة لا يمكن أن تحقق التطور، ولكن ما سمعناه من الرئيس ميقاتي ومن البيان الوزاري وإعلان النيات، وما نعرفه يؤكد أن هناك ما يستحق الدعم».
ولم يبدّد هذا الاهتمام شكوكَ أوساطٍ عليمةٍ بإزاء عدم جهوزية الأرضية اللبنانية، لا لتنفيذ «دفتر شروط» إصلاحي مدجّج ببنود «مزمنة» بعضها عمره من مطلع الألفية الثالثة وبعضها الآخر رُبط بـ«خطوط تماس» سياسية، وكلها ستقارَب بخلفيةٍ انتخابيةٍ نيابية ورئاسية، ولا لفك ارتباط الوضع الداخلي بالصراع الإقليمي إمعاناً باقتياد البلد إلى «فوهته» أو محاولةً لترجمة تحوّلاته محلياً.
وإذا كانت «حزمةُ الخلافات» حول العناوين الإصلاحية لم تتبدّل رغم محاولة «القفز» فوق بعضها (مثل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء)، وهي تشتمل على خطة التفاوض مع صندوق النقد الدولي (الذي باشر لبنان التواصل الاستطلاعي معه) التي تقترب من لحظة «الحقيقة» حيال إمكان توحيد الرؤى والأرقام فيها، كما على موضوع إصلاح قطاع الكهرباء وإنشاء المعامل، فإن جانباً لا يقلّ وطأة بدأ يثير اهتمام الداخل والخارج ويتمثّل في استكمال «حزب الله» حملته على دول الخليج و«تطوير معركته» مع الولايات المتحدة وجعْلها «ترتدّ» نحو «أميركيي الداخل اللبناني» لتحقيق واحد من أمرين أو كلاهما: الأول ليكون هذا عنوان «تعبئةٍ» في الطريق إلى الانتخابات النيابية التي يُخشى أصلاً أن تتحوّل «مثلث برمودا» يبتلع كل محاولات التفاهم على ملفات إصلاحية.
والثاني أن يكون الأمر في سياق تحديدٍ لـ «سلّة أهداف» يستثمر الحزب معها ما يعتبره تفوّقاً لمحوره في المنطقة بوجه خصومه المحليين.
وتضاف إلى «الخاصرة الرخوة» المحلية لجهود المجتمع الدولي وبعض العواصم العربية لإعطاء لبنان «وقتاً مستقطعاً» لالتقاط أنفاسه وتقديم الإشارات اللازمة لوضْعه مجدداً على «رادار» الدعم المالي الـ«ما فوق إنساني»، مسألةُ الترسيم البحري مع اسرائيل والتي يُخشى أن تتحوّل بدورها عنواناً استقطابياً داخلياً في ظل ما تفرّدت «الراي» بكشفه عن منحى لتبديل الوفد العسكري الذي يتولى المفاوضات غير المباشرة برعاية أميركية وأممية بآخر مدني أو تطعيمه بمدنيين، وهو ما قوبل بتقارير نقلت تلويح قائد الجيش العماد جوزف عون بالانسحاب من المفاوضات.
علماً أن هذا المسار معلَّق أصلاً منذ أشهر على «حرب خرائط وخطوط» يتلكأ لبنان الرسمي عن حسمها بتوقيع تعديل مرسوم حدوده البحرية رقم 6433 ليقوي موقف فريقه التفاوضي الذي طرح خط ترسيم جديداً (29) غير موثّق في الأمم المتحدة، ويصعب تقدير المنحى الذي سيأخذه مع استبدال واشنطن الوسيط الأميركي جون دوروشيه بآموس هوكشتاين الذي سبق أن كان مسؤولاً عن هذا الملف العام 2016 في إدارة الرئيس باراك اوباما ويُنتظر أن يزور بيروت بحلول منتصف الجاري.
وعلى وهج هذه العناوين، أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية الذي التقى كبار المسؤولين في بيروت «أن الحكومة الجديدة ستعمل بسرعة من أجل تحقيق البرنامج الإصلاحي لإعادة النهوض الاقتصادي، وان الاتصال تم مع صندوق النقد الدولي لهذه الغاية، بالتزامن مع استمرار التدقيق المالي الجنائي الذي بدأ من الحسابات المالية لمصرف لبنان، وسيشمل لاحقاً الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة والمجالس والصناديق».
وأشار عون، الذي كان التقى صباحاً ميقاتي الذي وضعه في مضمون الاتصال الذي أجراه مع صندوق النقد الدولي تحضيراً لبدء التفاوض، إلى «أن الخطة التي أعدّها لبنان لإعادة الإعمار، تلحظ أيضاً معالجة الفقر وتحقيق الاستقرار النقدي، وتفعيل قطاع الكهرباء، وإعادة إعمار المرفأ، وصولاً إلى مشاريع إنمائية أخرى على مستوى البلاد»، لافتاً إلى «أن أي جهة يمكنها أن تساعد لبنان على تنفيذ هذه المشاريع، هي موضع ترحيب اللبنانيين».
وكان الوزير الألماني نقل وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني، مركزاً على «ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة، ولا سيما أن ألمانيا باتت ثاني أكبر دولة مانحة للبنان، وهي عازمة على استمرار التعاون لما فيه مصلحة البلدين والشعبين»، موضحاً «أن الانتخابات التي تمت في ألمانيا، ستنتج عنها حكومة جديدة ستواصل تقديم الدعم اللازم للبنان».
وفي موازاة ذلك، وفيما تترقب بيروت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وسط تقارير عن تحرك اليوم لمجموعات من ثورة 17 أكتوبر 2019 و«المجموعات السيادية» باتجاه مقر وزارة الخارجية اللبنانية رفْضاً «لزيارة وزير الاحتلال الإيراني غير المرحب به في بيروت»، اتجهت الأنظار إلى محادثات وزير الطاقة اللبناني وليد فياض في كل من مصر والأردن اللتين توجّه إليهما لعقد محادثات تتعلق بتوقيع اتفاقات ذات صلة باستجرار الغاز المصري عبر الأردن وسورية والكهرباء الأردنية (عبر سورية) للتخفيف من وطأة أزمة الكهرباء في لبنان.
وبرز استقبال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي لوزير الطاقة اللبناني في حضور وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا.
وأعرب مدبولي في بداية اللقاء عن تمنيات مصر بالتوفيق للحكومة اللبنانية الجديدة، موضحاً «أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي تؤكد دائماً على تقديم كل الدعم الممكن للبنان الشقيق، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها».
من جانبه، أكد فياض أنه «حرص على أن تكون مصر أول دولة يزورها عقب توليه مهمات منصبه، تقديراً للدور المحوري لمصر في الشرق الأوسط، وجهودها في مساندة لبنان ودعمه».
وعرض نتائج المباحثات التي أجراها مع نظيره المصري لنقل الغاز إلى لبنان من أجل المساهمة في حل أزمة الكهرباء، كاشفاً أن القاهرة «تعرض إمكان تقديم كميات إضافية من الغاز إلى لبنان».
أما الملا، فأشار إلى أن «مصر وضعت خريطة طريق مع لبنان في شأن إمدادات الطاقة»، مضيفاً «ناقشنا آليات توريد الغاز المصري إلى لبنان، وسنحاول إنهاء جميع إجراءات توريد الغاز قريباً».
المصدر : الراي الكويتية
شارك هذا الخبر
اكتشاف مقبرة ابن أول ملوك الأسرة الخامسة في سقارة بمصر
دعوات إسرائيلية لاعتقال رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمد اشتية
بالصورة: إصابة مواطن باستهداف سيارته بين رميش وعيتا الشعب
بطولة لبنان: فوز الصفاء على التضامن وتعادل بعلبك والغازية
مبادلة جديدة للأسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية
أدرعي: قضينا على أحد عناصر حزب الله
"رئيس مجلس الجنوب: مهلة شهرين لإزالة الردم والإعمار يتطلب دعم الدول الشقيقة"
"ميتسوبيشي" تزود الجيش الأوكراني بمركبات الدفع الرباعي
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa