الصحراء الغربية.. هل يعيد المبعوث الجديد أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات؟

07/10/2021 07:04PM

بعد ترحيب كل من واشنطن والأمم المتحدة بتعيين ستافان دي ميستورا مبعوثا خاصا إلى الصحراء الغربية، يتساءل متابعون للملف ما إذا كان الرجل قادرا على إعادة الأطراف المتنازعة إلى طاولة الحوار، في ظل الخلافات التي تصاعدت حدتها بين المغرب وجبهة البوليرساريو خلال الأشهر الأخيرة.

ويخلف دي ميستورا المبعوث السابق، هورست كولر، الذي استقال في أيار 2019 بعدما أحيا محادثات بين المغرب وجبهة بوليساريو بمشاركة الجزائر وموريتانيا، لكنها لم تفضِ إلى أي نتيجة ملموسة.

وسبب عدم تعيين مبعوث خاص طيلة سنتين، يعود لرفض المغرب تارة وجبهة بوليساريو، المدعومة من الجزائر، تارة أخرى، لنحو 12 مرشحاً منذ شغور المنصب في 2019.

ويرى المحلل السياسي الجزائري، نور الدين ختال بأن حظوظ دي ميستورا في إعادة بعث الحوار بين الفاعلين في قضية الصحراء الغربية "أمر مستبعد في الوقت الحالي،  "لأن طرفي النزاع لا يزالان عند موقفيهما".

من جانبه، يرى المحلل السياسي المغربي، خالد الشيات، بأن حل قضية الصحراء "ليس مرتبطا بتعيين مبعوث أممي".

لكنه أشار في حديث لموقع "الحرة" إلى أن شخصية المبعوث الجديد وحنكته، و"لباقته" على حد وصفه "تتوافق مع النسق الذي وضعته الأمم المتحدة في إطار رؤيتها للحل النهائي".

وكان دي ميستورا مبعوثاً خاصاً إلى سوريا (2014-2018) والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق (2007-2009) وأفغانستان (2010-2011).

وبحسب الشيات فإن مسعى الأمم المتحدة يدور حول إيجاد حل سياسي للملف قابل للتجسيد، وهي مهمة دي ميستورا الأولى في نظره.

أما بخصوص قدرته على إعادة جمع الفاعلين في الملف حول طاولة الحوار، اشترط الشيات أن يكون دي ميستورا "على علم بطبيعة جميع أطراف النزاع". ويضيف: "يجب أن يكون على علم بالطرف الأساسي في النزاع والذي هو الجزائر".

ويتابع أن إخراج طرف أساسي في النزاع "يفرغ أي حوار سياسي، من جديّته".

بينما قال المحلل الجزائري، نور الدين ختال، إن "تماطل المغرب" هو الذي تسبب في عدم تعيين ممثل خاص طيلة هذه المدة.

وفي رده على ذلك، كشف الشيات إن الجزائر والبوليساريو رفضا كذلك أسماء اقترحت، وقال إن "الحديث عن تأخر المغرب هو نوع من تصدير الأزمة، التي ترتبط بالطرفين معا".

والخميس، أعربت وزارة الخارجية الجزائرية، عن أملها في أن يتمكن دي ميستورا من  إطلاق مفاوضات مباشرة وجادة بين المغرب وجبهة البوليساريو، بهدف الوصول إلى حل يضمن حق الصحراويين في تقرير مصيرهم.

وكان المغرب أعرب عن موافقته لتعيين دي ميستورا منتصف شهر سبتمبر الماضي، وفق تصريح لسفيره لدى الأمم المتحدة، عمر هلال.

وبينما أصر بيان لجبهة البوليساريو، الذي أعقب إعلان تعيين دي ميستورا على أن استفتاء تقرير المصير، هو الحل الوحيد لقضية الصحراء الغربية، رفض مستشار الرئيس الصحراوي، الحسن لحريثاني، التعليق على  تعيين دي ميستورا، وقال في حديث لموقع "الحرة" "لا يمكن أن أضيف أي شيء على ما جاء في بيان الجبهة".

وفي بيان لها، قالت جبهة البوليساريو فقط إنها "أخذت علما" بتعيين دي ميستورا.

وأضافت أن عملية السلام "شهدت تطورات خطيرة جدا" منذ نوفمبر السنة الماضية لأن المغرب "قوض مهمة قوة حفظ السلام الأممية".

وشددت بوليساريو على أن إجراء استفتاء حول تقرير المصير هو السبيل الوحيد للوصول إلى سلام دائم في هذه المنطقة.

والصحراء الغربية موضوع نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، وهي منطقة تصنفها الأمم المتحدة بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي". 

وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقارب 80 في المائة من أراضي المنطقة الصحراوية، منحها حكماً ذاتياً تحت سيادتها.

أما جبهة بوليساريو فتدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة تقرر عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المتحاربين في أيلول 1991.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa