آخر ارتدادات الأزمة... "حركة معدومة" في الأسواق و"ازدهار" في مهنتي الخياطة وإصلاح الأحذية

09/10/2021 01:52PM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

لم يعد يخفى على أحد أنّ الأزمة الاقتصاديّة في لبنان ضربت معظم القطاعات، وأنهكت اللّبناني الذي لم يعد يهتم بالكماليات، لأنه "بالكاد" يمكنه أن يؤمّن قوته اليومي من مأكل ومشرب ودفع فواتير المولد والمياه والكهرباء، وغيرها...

ولأن اللّبناني لم يعد قادرًا على شراء الثياب والأحذية، تعاني الأسواق من انعدام كبير للحركة. لا زبائن، والخسارة كبيرة.

في جولة صغيرة لـ "السياسة" على الأسواق، يظهر جديًّا مدى صعوبة الأوضاع المعيشيّة، فالشوارع شبه فارغة، البضاعة قديمة، والأسعار نار.

صاحبة متجر ثياب في سوق جبيل، تتحدث عن صعوبة الوضع لـ "السياسة" وتقول: "نشتري البضاعة على سعر مرتفع للدولار، ونُجبَر على رفع الأسعار، وهذا ما أدى بالطبع إلى انخفاض نسبة البيع بشكل كبير، فبعدما كنّا نعوّل على مواسم الأعياد والمناسبات لم تعد هذه المواسم تدرّ الأرباح لأنّ اللّبناني يفضّل عدم شراء الثياب بسبب الغلاء الكبير". 

في المقلب الآخر، يعمد كثر من اللّبنانيين إلى عدم شراء ثياب جديدة، فيلجأون إلى إصلاح القديمة وهذا ما ينعش عمل الخياطين.

وفي هذا الإطار، تقول أم يوسف لـ "السياسة": "ازدهر عملي بشكل كبير بسبب الأزمة، لأنّ معظم اللّبنانيين يسعون إلى إصلاح ثيابهم القديمة بدل شراء ثياب جديدة".

وتشير إلى أنها كانت تخصص فقط فترة بعد الظهر لعمل الخياطة أمّا اليوم فهي تبدأ بالعمل منذ ساعات الصباح الأولى.

وتضيف: "كثيرون يطلبون تضييق أو توسيع الملابس، والبعض يطلب رتي ملابس قديمة".

 ماذا عن الأحذية؟ 

هذا من ناحية الملابس، أما للأحذية فأيضًا حصة من الأزمة، لأنّ عددًا كبيرًا من اللّبنانيين لا يشتري أحذية جديدة بل يعمد إلى إصلاح القديمة. وهذا العمل يقوم به "الكندرجي"، أيّ من يقوم بإصلاح الأحذية، حيث ازدهر عمله في الفترة الأخيرة.

وهنا يلفت صاحب محل أحذية في حديث لـ "السياسة"، إلى أنّ "البضاعة مكدسّة في المستودعات، الحركة خفيفة جدًا، حتى مع انتهاء وبدء موسم جديد". 

ويضيف: "في حال بقيت الأمور على ما هي عليه اليوم، سنلجأ إلى الإقفال لأنه لم يعد باستطاعتنا تحمّل تكاليف الإيجار والمولّد وغيرها من المصاريف".

وهذا الواقع أنعش عمل "الكندرجي" حيث يشهد سوق إصلاح الأحذية إقبالًا كثيفًا مع اقتراب فصل الشتاء لإصلاح "الجزمات" والأحذية الشتوية و"البوتينات".

أبو سامي، كندرجي في منطقة جبيل، يقول لـ "السياسة" إنّ عمله ازدهر في الفترة الأخيرة: "كثر يقصدون المحل بهدف تصغير أو توسيع الأحذية أو إصلاح الكعبيات".

ويتابع: "كنت سألجأ إلى الإقفال منذ فترة، إلّا أنّ انتعاش السوق قليلًا حفّزني على الاستمرار".

وبالتالي مع ارتفاع أسعار الملابس والأحذية بنسبة كبيرة سيكون من الصعب أو حتى من المستحيل أن يواصل اللّبناني شراء سلع جديدة، وهذا ما يحتّم إصلاح القديمة، بانتظار... الفرج!


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa