02/11/2021 07:15AM
كتب وسام أبوحرفوش وليندا عازار في "الراي الكويتية":
- DHL: أوقفنا نقل البريد من «بلاد الأرز» إلى السعودية منذ السبت
- فادي الحسن: نتمنى عدم وقف الرحلات مع الخليج ولم نتلق حتى الآن رسالة بهذا المعنى من أيّ شركة طيران
- مغادرة البعثة الديبلوماسية الإماراتية... وهل يُعرض مقر السفارة للبيع؟
هل «يفلت» لبنان من المقاطعة الشاملة من دول الخليج فتعود علاقاته معها إلى وضعية «النأي» عن واقعه على طريقة أنه «لا يعنينا»؟ أم أن «النقطة التي أطفحت كأس» الفرص التي أهدرتْها بيروت لتصويب «بوصلة» تَمَوْضعها الإقليمي والتي شكّلتْها تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي العدائية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، شرّعت الباب أمام «سحْب اليد» من الوضع اللبناني بالكامل ربْطاً بـ «هيْمنة وكلاء إيران عليه» بما يكرّس أن الأزمة الديبلوماسية باتت أكبر من «خطيئة قرداحي» ومن أن تفرمل اندفاعتِها إجراءاتٌ تأخّرت أساساً السلطات الرسمية في اتخاذها ليطبع سلوكها «مثلث قاتل» من سوء التقدير وسوء الإدارة وسوء... النية؟
سؤالان كبيران «قبضا» على المشهد اللبناني أمس وعكسا حجم المأزق الذي وجدت «بلاد الأرز» نفسها في «فمه» بعدما رفعت دول الخليج نصف «بطاقة حمراء» في وجهها على خلفية إساءات قرداحي اشتملت على طرد واستدعاء سفراء ومنْع سفر ووقف الرياض كل الواردات من لبنان، وسط خشية من أن تكتمل هذه البطاقة بإعلان القطيعة الكبرى بعدما لم تُحْسِن بيروت قراءة السطر الذي وضعت الرياض في آخره «نقطة» وتلكأتْ عن إظهار ولو «حس إدانة» لمضمون كلام وزير الإعلام واتخاذ ما يلزم لاحتواء «إعصار» ديبلوماسي يُخشى أن تكون تداعياته صارت خارج قدرة لبنان، وربما رغبة بعض أطرافه، على وقف مفاعيلها.
وإذ كانت السعودية واضحةً في وضْع الإصبع على أصل المشكلة «وبلا قفازات» بإعلان وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان «ان التعامل مع لبنان بات غير ذي جدوي في ظل هيمنة حزب الله عليه»، وهو ما عَكَس أن المسألة أقلّه بالنسبة الى الرياض تجاوزت ما ارتكبه قرداحي لتطاول مجمل الواقع اللبناني وانغماسه في المحور الإيراني وترْك«حزب الله»يمضي بأدوار في دعم العدوان المستمر على المملكة من الحوثيين، فإن أوساطاً واسعة الاطلاع تحذّر من الإصرار على التعاطي مع العاصفة الأعتى التي تضرب علاقةَ لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي على طريقة«غضبة وتهدأ» وعدم القيام بأيّ خطوة استيعابية بمعزل عن محاولة«مقايضتها» مسبقاً بمعرفة مفعولها لدى هذه الدول.
وتحذّر هذه الأوساط أيضاً من ترْك«حزب الله»يقود مسالك هذه الأزمة، راسماً خطوطاً حمر أمام إقالة قرداحي أو استقالته، ورافعاً سقف المواجهة مع السعودية تحت عنوان«التصدّي للحصار»، معتبرة أن استغراق لبنان الرسمي في قياس «منسوب التوافق الوطني»المطلوب حيال أيّ خطوة زاجرة بحق وزير الإعلام، ووضْعه لائحة«بالخسائر والأرباح»من أيّ إطاحة بالحكومة عوض بدء تدارُك الموقف وإدارة الأزمة بما يتلاءم مع«أصْلها»السياسي المتصل بإحكام الحزب سيطرته على مفاصل القرار، لن يؤدي إلّا إلى استدراج المزيد من التعقيدات على هذه الأزمة التي تبدو في سباقٍ مع إجراءاتٍ متسارعة من شأن حصولها تكريس انعزال«بلاد الأرز»وتحوُّلها غزة ثانية، مع ما يعنيه ذلك من انفتاحها في ضوء الانهيار المالي الذي تعيشه على مراحل أشدّ قسوة يُخشى أن تراوح بين الفوضى الشاملة و... الخراب.
هل يتوقّف الطيران بين الخليج ولبنان؟
ولم يكن عابراً أمس أن أنظار بيروت انشدّت إلى مساريْن:
• الأوّل المخاوف من إشاراتٍ لاقتراب دول خليجية من الانتقال لإجراءات أكثر حدة حيال لبنان، قد تشتمل على وقف الطيران والتحويلات المالية وربما عقوبات على كيانات وشخصيات لبنانية ثم القطيعة الكاملة.
وفي هذا الإطار، وإذ كشف موقع«النهار»أن شركة DHL وتحت سقف قرار وقف الواردات من لبنان تلقت تعليمات منذ السبت بوقف البريد من«بلاد الأرز»إلى السعودية وأنها«باشرت بإعادة البريد الذي تسلمته في لبنان لإرساله إلى المملكة إلى الزبائن»ناقلة عن الشركة أن«هذا القرار يأتي تنفيذاً للتعليمات السعودية»، أشار رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن الى أنه«حتى اللحظة لا شيء تغير بالنسبة للرحلات بين لبنان والدول الخليجية، ولم نتلق اي رسالة من ايّ شركة طيران سواء عربية او محلية بوقف الرحلات».
وتمنى الحسن ألا يحصل أيّ وقف للرحلات بين لبنان ودول الخليج«لان هذه الدول هي من اكثر الوجهات التي يقصدها الركاب من بيروت».
وفي سياق متصل، وبينما كانت البعثة الديبلوماسية الإماراتية تغادر لبنان أمس بكامل أعضائها، برزت تقارير نقلت عن مصدر إماراتي رفيع (لصوت بيروت إنترناشونال) أنه«سيتم عرض مقر السفارة الإماراتية في لبنان للبيع»، مضيفاً«لم يعد هناك ايّ ديبلوماسي او موظف إماراتي من وزارة الخارجية في لبنان، وعودتهم مرتبطه بعودة السيادة لهذا البلد».
• والمسار الثاني الحركة المربكة والمرتبكة للبنان الرسمي والتي طبعتْها أمس لقاءات لميقاتي على هامش قمة غلاسكو ترافقت مع مناخات عن أنه تلقى جرعة دعم اوروبية وأميركية للمحافظة على الاستقرار ولبرنامج الحكومة مع التشديد على ضرورة معالجة تبعات أزمة تصريحات قرداحي.
وقبل أن يلتقي ميقاتي عصر أمس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اجتمع بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسط معلومات عن أنه خلال اللقاء أكد أمير قطر انه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الى بيروت قريباً للبحث في السُبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة لاسيما معالجة الازمة اللبنانية - الخليجية.
كذلك اجتمع ميقاتي وفق وسائل إعلام لبنانية مع سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد بحضور وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، حيث أكد رئيس الحكومة اللبنانية«الحرص على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة اي ثغرة تعتريها بروح الاخوّة والتعاون».
وفي حين اشتملت لقاءات ميقاتي أيضاً على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء ايطاليا ماريو دراغي وسط استبعاد عقد اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، الذي كان لبنان الرسمي طلب وساطة بلاده مع السعودية ودول الخليج في تطورٍ تَرَكَ أصداء سلبية، فإن الأجواء في بيروت كانت بالغة القتامة حيال المخارج الممكنة من هذه الأزمة.
وزير الخارجية يزيد الطين بلة
وفيما واصل الرئيس ميشال عون اتصالاته لمعالجة تداعيات قرارات دول خليجية رداً على تصريح قرداحي وتشاور مع ميقاتي في الخطوات الواجب اعتمادها، جرى التداول برسالة من ميقاتي وصلت أول من أمس إلى مجموعة«واتساب»التي تضم وزراء الحكومة، كتب فيها:«أعزائي جميعاً، الله وحده يعلم مدى سعادتي بهذه المجموعة المميزة، ويزداد سروري بجديتكم بالعمل والمثابرة من أجل انجاح مسيرتنا.
ولا أخفي عليكم انني كنت ناشدت سابقًا معالي الوزير قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أيّ أمر آخر، ولكن هذا لم يُترجم واقعياً، وعليه نحن أمام منزلق كبير.
واذا لم نتدارك حل هذه الازمة سريعاً، نكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا. اللهم اشهد إني قد بلغت...».
وفي موازاة ذلك، كان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب يدعو السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الديبلوماسية، موضحاً في موقف لم يخلُ من السلبية تجاه الرياض أن «المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها إلّا بالحوار والتواصل والثقة ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية»، مضيفاً«لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط كي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة».
وكان بوحبيب أعلن«حل خلية الأزمة»التي جرى تشكيلها غداة الزلزال الديبلوماسي «نتيجة فشلها لأن الأزمة أصبحت أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان بسبب عوامل خارجية وداخلية أيضاً، وهي لن تجتمع مرة أخرى»، متحدثاً عن«قسوة سعودية لا نتفهمها في التعاطي مع لبنان فالمشاكل بين أيّ دولتين يتم حلها عبر الحوار قبل قطع العلاقات وهذا ما لم يحصل»، ومتوجهاً الى وزير الخارجية السعودي بالقول«حزب الله لا يُهيمن على لبنان ولكنه مُكون أساسي، وليس الوحيد ولا يمثل كل لبنان، وكل فريق في البلد لديه خصوصيات ولا يتنازل عنها».
استقالة ميقاتي: ما لها وما عليها
وفي موازاة ذلك، وفيما كانت إقالة قرداحي أو استقالته التي يتم التعاطي معها على أنها ستكون«رسالة حسن نية» وذلك بصرف النظر عن نتائجها على مسار الأزمة، تصطدم بإصرار وزير الإعلام حتى الساعة على عدم ترك منصبه وإقامة«حزب الله» جدار حماية حوله تحت عنوان«يطير فتطير معه الحكومة»، فإن استقالة ميقاتي التي يجري تسريب أنها«آخر الدواء»بحال أُعلنت القطيعة الخليجية الكاملة مع لبنان، ترافقت مع قراءةٍ قدمتها أوساط قريبة من ميقاتي لِما للاستقالة وعليها.
ووفق هذه القراءة التي وردت في«موقع لبنان 24»(تابع لميقاتي) فإن «رئيس الحكومة حرص على «الموازنة» في مساعيه، بين الداخل «المنقسم» على نفسه، و«الخارج» حيث يعقد سلسلة لقاءات»، موضحة أن «استقالة قرادحي التي قد لا تكون نتائجها مضمونة وفق البعض»قد تجرّ نحو الأسوأ، وسط تحذيرات من أنّ استقالته لن تكون وحيدة، بل ستُستتبَع بأخرى جماعية لوزراء «حزب الله» و«أمل» و«المردة» ما قد يؤدي إلى «تطيير» الحكومة، وإدخال البلاد في «فوضى» لا تُحمد عقباها.
وتوقفت عند دفْع قوى سياسية نحو استقالة الحكومة عن بكرة أبيها، في خطوة «حُسن نيّة» تجاه دول الخليج، بعد كمّ من «الرسائل» التي وصلت إلى القوى النافذة ومفادها أنّ استقالة وزير الإعلام بمفرده ليست كافية، وأن المطلوب مواجهة «هيمنة» إيران المتواصلة منذ سنوات، من خلال «ذراعها»، أي «حزب الله»، على الحكم في لبنان، ناقلة عن معارضي استقالة الحكومة «هل فعلاً تُبدَّد مثل هذه الهواجس بالاستقالة؟ ومن قال إنّ استقالة الحكومة هي أساساً مطلب دول الخليج، التي من الواضح أنّ امتعاضها يتجاوز وزير الإعلام، ولا يرتبط بالحكومة الحاليّة التي بقيت«محايدة» إزاءها»؟
وتساءلت «ماذا لو استقالت الحكومة؟ مَنْ سيستطيع عندها تأليف حكومة جديدة؟ وأليس التعويل المفترض لمواجهة الهيمنة، هو على الانتخابات؟ وإذا كانت هذه الانتخابات مهدَّدة أصلاً، كما يخشى كثيرون، فهل ستثبّت الاستقالة إجراءها، أم التهديد المحدق بها»؟
وختمت: «استقالة الحكومة تبقى خياراً وارداً على طريقة آخر الدواء الكيّ، لكن لا شكّ أيضاً أنّ«احتواء»الأزمة لا يكون عبر«خلق»أزمات جديدة، في بلدٍ بات يولّد الأزمة تلو الأزمة، فيما مواطنوه فقدوا كلّ قدرة على الصمود والمقاومة، وبالتالي فإنّ المطلوب استنزاف الفرص المُتاحة، قبل تصعيد الموقف».
المصدر : الراي الكويتية
شارك هذا الخبر
الشغور الإداري يضغط على حكومة سلام!
ملعب بنغازي الدولي: إنجاز رياضي يفتح آفاق جديدة في ليبيا
بوشكيان يهنئ الملك سلمان وولي العهد بمناسبة يوم التأسيس
وزير الثقافة: الثقافة اللبنانية تفقد ريشة مبدعة
محفوض يستنكر دخول مجموعة أجنبية مسلحة إلى لبنان
حماس: تأخير الإفراج عن الأسرى خرق للهدنة
الحوثيون يستهدفون مقاتلة أميركية فوق البحر الأحمر
أدرعي يزعم: استهداف محاور تهريب سلاح على الحدود اللبنانية السورية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa