تزايد حالات الانتحار في إيران بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية

05/11/2021 07:43AM

هزت حادثة انتحار شاب بسبب البطالة، الشارع الإيراني، وكشفت حالة الإحباط التي يعيشها المواطنون، جراء تراجع فرص العيش الكريم، وغلاء الأسعار، وارتفاع معدلات الفقر. 

وكان روح الله بارازيده، البالغ من العمر 38 عاما، وهو أب لثلاثة أطفال، في حاجة ماسة إلى وظيفة، لكنه لم يجد المساعدة حين طلبها من مكتب محلي لمؤسسة تعنى بمساعدة قدامى المحاربين وعائلاتهم.

وصدم انتحار بارازيده في مدينة ياسوج كثيرين، ليس فقط لأنه كان نجل غول محمد برازيده، "البطل" القومي البارز في الحرب الإيرانية- العراقية  (1980 - 1988) والتي خلفت مئات آلاف القتلى، بل لأن الحادثة كشفت الغضب العام والإحباط المتزايد مع تراجع الاقتصاد الإيراني وارتفاع نسب البطالة وأسعار المواد الغذائية.

تعيش عائلات إيرانية في أحياء فقيرة تنعدم فيها أبسط شروط الحياة الكريمة

وأفادت وسائل إعلام محلية أن بارازيده كان أخبر مسؤولي المكتب أنه سيرمي بنفسه من السطح إذا لم يحصل على المساعدة.

وعندما لم يحصل على المساعدة التي كان في أمس الحاجة إليها، سكب البنزين على نفسه، ووضع عود ثقاب مشتعلا في رقبته، وأضرم النار في جسده، ثم توفي متأثرا بحروقه بعد يومين.

ووقعت وفاته خارج المكتب المحلي لمؤسسة قدامى المحاربين ومعاقي الحرب، وهي وكالة حكومية ثرية وقوية تساعد عائلات القتلى والجرحى في الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 وما تلاها من حروب.

وقالت مينا أحمدي، الطالبة في جامعة بهشتي شمال طهراني "لقد صدمت عندما سمعت النبأ". 

وفي حديث لوكالة أسوشيتد برس قالت "اعتقدت أن عائلات ضحايا (الحرب) تتمتع بدعم سخي من الحكومة".

وتثمن إيران قتلى حربها من الصراع مع العراق، المعروفة في طهران باسم "الدفاع المقدس"، وتلعب تلك المؤسسة دورا كبيرا في ذلك. 

وتقدم السلطات في إيران معاشات التقاعد والقروض والإسكان والتعليم وحتى بعض الوظائف الحكومية رفيعة المستوى لقدامى المحاربين وأفراد عائلاتهم.

أسباب نفسية؟

الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد صالح صادقيان، يرى بأن سلسلة الانتحارات التي عرفتها إيران، لا تتوقف على الأسباب الاقتصادية.

وفي اتصال مع موقع "الحرة" أوضح صادقيان أن المشاكل الاقتصادية التي يعيشها الإيرانيون، زاد تأثيرها خلال جائحة فيروس كورونا، مرجحا أن يكون العامل النفسي وراء إقدام إيرانيين على إنهاء حياتهم.

وفي إجابته على سؤال يتعلق بالشاب الذي أضرم النار في جسده، بسبب عدم تلقيه المساعدة، قال صادقيان، إن بارازيده، كان يعاني بالفعل من مشاكل اقتصادية، لكنها لم تكن بالقدر الذي يؤدي به إلى قتل نفسه.

وفي سياق تحليله، قال صادقيان إن جائحة فيروس كورونا كانت وراء ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض النفسية في أغلب الدول.

جائحة فيروس كورونا زادت من وقع الأزمة الاقتصادية

لكنه عاد وقال إن هناك مشاكل اقتصادية في إيران بسبب العقوبات المسلطة على النظام "لكنها ليست السبب الوحيد" وفق تعبيره.

وتابع "هناك مشاكل اقتصادية في إيران، وقد تكون سببا في حالة الإحباط، لكنها مقرونة كذلك بمشاكل أخرى تتعلق بما فرضته الوضعية الوبائية".

وبعد انتحار بارازيده، طردت المؤسسة اثنين من كبار مسؤوليها الإقليميين، وطالبت، بحسب وكالة أسوشييتدبرس، بإقالة مستشار المحافظ والأخصائي الاجتماعي في المكتب، وانتقدت فشلهم في مساعدة الرجل، أو توجيهه لمنشأة طبية أو غيرها للمساعدة، حسبما ذكرت وسائل إعلام المحلية. 

ووصلت تداعيات الانتحار إلى أعلى مستويات في الحكومة الإيرانية. 

ووصف آية الله شرف الدين ملاخسيني، مستشار علي خامنئي، القضية بأنها تحذير من أن المسؤولين يجب أن "يتخلصوا من البطالة والفقر وانقطاع الروابط الاجتماعية".

وفي عام 2014، بدأ البرلمان تحقيقا في أحد البنوك الرئيسية التابعة للمؤسسة بعد اختلاس 5 ملايين دولار، لكن لم تُكشف نتائج التحقيق لغاية اليوم.

ومن المعروف أن مؤسسة قدامى المحاربين تقدم الدعم المالي للمنظمات المسلحة في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، مما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات عليها في عام 2007 بتهمة دعم الإرهاب.

وكان انتحار بارازيده واحدا من عدة حالات انتحار في السنوات الأخيرة.

وسبق أن انتحر اثنان على الأقل من المحاربين القدامى خارج أحد فروع المؤسسة في طهران، وكرمنشاه، وقم، في السنوات الأخيرة، وفق أسوشيتد برس.

وتقول الوكالة إن جائحة فيروس كورونا زادت حدة الفوضى الاقتصادية في إيران، ورفعت نسبة حالات الانتحار في البلاد بأكثر من 4 في المائة، وفقًا لدراسة حكومية.

ونقلت عن رضا هاشمي، وهو مدرس الأدب في مدرسة ثانوية بطهران، قوله: "لا أعرف إلى أين نتجه بسبب الفقر؟".



المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa