"كورونا - لبنان": بين المرحلة الثالثة والإغلاق التام

كتبت غنوة عز الدين في "السياسة":

"لا داعي للهلع"... فمنذ انتشار كورونا، وهذه الجملة تتردد على مسامعنا، حتى دخلت في تفاصيل حياتنا اليوميّة ونرددها باستمرار لنطمئن أنفسنا أنّ الأمور كلها تسير بخير ولن يحدث لنا أيّ مكروه، ولكن هل فعلاً لا داعي للهلع؟

في الأيام الأخيرة، ارتفعت أعداد الإصابات بكورونا، على الرغم من دخول لبنان مراحل إغلاق شاملة، ومرحلة تعبئة عامة، إلّا أنّه يمكن أن يُعتبر رسميًا أننا دخلنا المستوى الثالث من "الوباء".

ما هي معايير الدخول في المرحلة الثالثة من الوباء، وما هي الأسباب؟

رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، أكّد في حديث لـ "السياسة" أننا في الأساس كنا في المرحلة الثالثة، من الانتشار المجتمعي، لكننا دخلنا مرحلة أكثر "خطورة".

وأشار الى أنّ "هذه الرؤية تعتمد على معايير وبائية وهي وصول لبنان الى 100 ألف إصابة وما يقارب الـ 100 ألف حالة وفاة في أسبوعين".

وأضاف البزري: "لهذا الارتفاع أسباب عدة أهمها أن هناك عددًا كبيرًا من المواطنين لم يتلقوا اللقاح، فنسبة الملقحين مازالت بين 35 و 40 بالمئة. والسبب الثاني يعود إلى عدم استكمال الاجراءات في البلد وعودة الحياة إلى طبيعتها. بالأخص بعد فتح المدارس، والتجمعات الحاصلة في المطاعم وغيرها من المحال والمراكز التجارية".

ما هو الحل؟

بالنسبة إلى الحل، أكد البزري أنه "يكمن في ارتفاع نسبة التلقيح. ولكن هذا لا يعني أنّ من تلقّى اللقاح لن يصاب بـ "كورونا" لكن نسب الإصابة تكون أقل وفي حال أُصيب الشخص لا تكون إصابته شديدة".

وقال البزري: "حسب الإحصاءات الموجودة فإن بين 75 و 80 بالمئة من الذين دخلوا المستشفى بسبب كورونا هم من غير الملقحين، و 99٪ من الوفيات هم أيضاً من غير الملقحين.لذا ككل الدول، نحن نعتبر أن اللقاح يحمي من المرض الشديد ويخفف من الوفيات".

مع اقتراب الأعياد... هل يدخل البلد في مرحلة إغلاق جديدة؟

عند السؤال حول موضوع الاغلاق التام في البلاد، أكد الدكتور البزري أنه "من الصعب الدخول في هذه المرحلة من جديد، وذلك لأن الدولة غير قادرة على تحمل نتيجة الاغلاق التام، وذلك بسبب المردود السلبي التجاري والاقتصادي لهذه المرحلة.ومن الجدير بالذكر أن الشعب اللبناني غير قادر على تحمل انهيار اقتصادي أكبر من الذي يعاني منه الآن".

نصيحة أخيرة..

مع اقتراب موسم الأعياد المجيدة، تمنى الدكتور البزري عبر وسائل الاعلام والمسؤولين أن يسعى جميع المواطنين الى الاسراع في تلقي اللقاح، وذلك لتجنب الخطر الدائم، وتجنب الدخول في مرحلة اغلاق البلد.

وكما يقول المثل "درهم وقاية خير من قنطار علاج".. اللقاح والالتزام بالتوصيات الطبية سيجنبنا الكثير من الآلام والمخاطر حتى نصل سويًا إلى بر الأمان وننتهي من هذا الوباء.

المصدر : السياسة