أوغلو في بيروت... وهذا ما سيبلّغه وزير خارجية قطر للمسؤولين! لبنان العاجز عن تفكيك «صاعق قرداحي» يُحاوِر... نفسه

16/11/2021 07:11AM

كتب وسام أبوحرفوش وليندا عازار في "الراي الكويتية":

- عون: العمل جارٍ لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج انطلاقاً من حرصنا على إقامة أفضل العلاقات

- خوجة: كيف لنا أن ندعم لبنان وهناك عدو في قلب حكومته أعلن الحرب على المملكة؟

- عبداللهيان: نتابع الشأن اللبناني بقلق لاسيما سلوك بعض السفارات العربية في لبنان

كمَن يُحاوِرُ نفسَه أمام المرآة. هكذا يبدو لبنان الرسمي في مقاربته العاصفة الديبلوماسية المستجرّة مع دول الخليج العربي والتي تُشكّل انعكاساً لواقعه السياسي الذي لطالما انقسم حيال مرتكزات هذه الأزمة وتحديداً ذات الصلة بانكشاف «بلاد الأرز» على صراعات المنطقة واختلال التوازنات الداخلية لمصلحة «حزب الله» وتالياً تمكين المحور الإيراني الذي تمدّد قوس نفوذه حتى البحر المتوسط.

فعلى مشارف الأسبوع الثالث من انفجار الأزمة بـ «صاعق» تصريحات وزير الإعلام جورج قرادحي العدائية للسعودية والإمارات وما أعقبها من إجراءات سحْب وإبعاد سفراء بين كل من الرياض وأبوظبي والكويت والمنامة وبين لبنان الذي حظرت المملكة أيضاً كل وارداته وأوقفت الكويت منْح التأشيرات لأبنائه، مازالت بيروت وكأنها تُجْري «محادثات داخلية» لمعالجة زلزالٍ فعلي يشي بالمزيد من الارتدادات على شكل تدابير أكثر تشدُّداً تنتظر فقط «ساعة الصفر» ما لم يبادر المسؤولون اللبنانيون لكسْر الحلقة المقفلة عبر استقالة قرداحي التي لم يعُد هناك شكّ بأنها لن تعيد الأمور إلى ما قبل النكسة الديبلوماسية ولكنها يمكن أن تفرمل موجة جديدة من الإجراءات التي لا مصلحة للوطن المُنْهار فيها.

وفي هذا الإطار، استوقف أوساطاً سياسية أن إطلالة لبنان الرسمي على هذه الأزمة، باتت تقتصر على حركة استقبالات لسفيري «بلاد الأرز» في السعودية والبحرين والقائم بالأعمال في سفارة لبنان في الكويت الذين يَمضون في إطلاع المسؤولين وكان آخرهم رئيس الجمهورية ميشال عون أمس «على التطورات المتعلقة بالعلاقات اللبنانية مع الدول الثلاث في ضوء المستجدات الاخيرة والإجراءات التي لجأت اليها هذه الدول بعد استدعاء سفرائها من بيروت والطلب الى السفراء اللبنانيين مغادرتها».

وفيما أطلع الديبلوماسيون الثلاثة رئيس الجمهورية على أوضاع أبناء الجالية اللبنانية في الدول الثلاث، أكد عون «أن العمل جارٍ لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والمملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، انطلاقاً من حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة خصوصاً السعودية ودول الخليج».

ورأت هذه الأوساط أن كلام عون يبقى في إطار «إعلان النيات» الذي لا يبدّل في وُجهة الأزمة التي تنحدر نحو فصول أكثر قتامة، في حين أن المطلوب ليس «محاكاة الذات» بل الدول المعنية بالغضبة الأكبر على لبنان والتي لا تقبل بأقلّ من إقرار بيروت بفداحة ما أعلنه قرداحي عبر استقالته أو إقالته، باعتبار أن من شأن ذلك بالحدّ الأدنى أن يحسّن صورة السلطات اللبنانية التي ظهرت عاجزة حتى الساعة عن ترجمة رفْضها لما أدلى به وزير الإعلام بحضه على الاستقالة وفق ما عبّر أكثر من مرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حين أن معاودة تطبيع العلاقات بين لبنان ودول الخليج بات يمرّ بالتصدي لِما تجاهر الرياض بأنه «هيمنة إيران عبر حزب الله على بلاد الأرز» داعية لـ «تحرير لبنان».

وقبيل وصول وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مساء أمس إلى بيروت، حيث يعقد محادثات اليوم مع كبار المسؤولين، لم يكن عابراً دخول إيران «الاشتباكي» على خط أزمة لبنان مع دول الخليج العربي عبر إعلان وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان بعد محادثات مع نظيره التركي «اننا نتابع الشأن اللبناني بقلق لاسيما سلوك بعض السفارات العربية في لبنان»، وذلك فيما تستعدّ بلاد الأرز لاستقبال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني (هذا الأسبوع) الذي أجرى محادثات في واشنطن قبل أيام تناولت ملفات عدة بينها الوضع اللبناني الذي جدّدت الولايات المتحدة الإطلالة عليه داعمة حكومة ميقاتي «الذي لديه خطة جيدة لدفْع البلد إلى الأمام».

وفي حين تشكّل محطتا وزيريْ خارجية تركيا وقطر حلقاتٍ في سبحة وساطاتٍ تسعى لتبريد أزمة لبنان مع الخليج وفكّ أسْر مجلس الوزراء المعلّقة اجتماعاته منذ 12 اكتوبر الماضي بفعل «الحرب» المعلَنة من الثنائي الشيعي «حزب الله» والرئيس نبيه بري على المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار وعلى «لغم قرداحي»، فإن مصادر ديبلوماسية أشارت أمس إلى أن محمد بن عبدالرحمن لن يعرض أي مخرج للمأزق الديبلوماسي مع الخليجيين.

وبحسب «وكالة الأنباء المركزية»، فإن وزير الخارجية القطري، سيؤكد انه «لابد من خطوات حُسن نيّة يبادر لبنان الرسمي الى خطوها، من قبيل استقالة أو إقالة وزير الإعلام الذي تسبّب بالأزمة الناشئة، غير أنه سيلفت مضيفيه، الى أن بادرة من هذا النوع لا تعني ان المشكلة ستُحلّ، بل قد تهدّئ نوعاً ما، من الاجراءات العقابية الخليجية».

وإذ كان «حزب الله» أكمل نصاب ما أعلنه «معركة كرامة» بوجه أي إقالة أو استقالة لقرداحي، وصولاً لرسْم رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين معادلة «إذا كان البلد متوقفاً على مال يعطى من دولة أو جهة أو زعامة أو مملكة (...) وأي بلد حين تتوقف حياته على الارتهان فالموت خير له من الحياة»، استوقف دوائر سياسية الكلام «المباشر» وغير المسبوق للسفير السعودي السابق في بيروت عبدالعزيز خوجة، في معرض توصيف أزمة لبنان مع دول الخليج مظهّراً، أنه لا يمكن للمملكة «أن تتفاعل وتتعاطى مع حكومة في لبنان يديرها ويسيطر عليها حزب الله الذي أعلن الحرب علينا» واصفاً الحزب بـ «العدو لنا».

واكتسبت مواقف خوجة أهميتها نظراً إلى كونه خبيراً ومتمرّساً في الشأن اللبناني الذي عايشه في واحدة من أكثر مراحله الساخنة (بين 2004 و2009) وما شهدتْه من اغتيالات (بدءاً من الرئيس رفيق الحريري وأحداث 7 مايو 2008) وهو أصدر مذكرات أضاءت على مرحلة مهمة من عمله الديبلوماسي في لبنان.

وبعد إعلانه أنه تعرّض لثلاث محاولات اغتيال في لبنان أثناء عمله هناك، مشيراً إلى أنه «لا يستطيع اتهام أيّ جهة محددة بهذه العمليات»، رفع خوجة عبر صحيفة «النهار» السقف بوجه «حزب الله» الذي اعتبر أنه «يشكل حصان طروادة لإيران من أجل تحقيق حلمها بالوصول إلى البحر المتوسط».

وقال «ان تهديد حدودنا الجنوبية من حزب الله الذي يرسل السلاح والخبراء إلى الحوثيين ويقوم بتدريبهم ويستقبل جرحاهم، فهذا ما لم نسمح به وقد تجاوز كل الأعراف، لأنّ أمن المملكة فوق كل اعتبار، فهذا الحزب أعلن حربه علنياً، وقال أمينه العام السيد حسن نصرالله إنّ حرب اليمن مقدسة متجاهلاً إسرائيل، إضافةً إلى هيمنته على الدولة اللبنانية والحكومة وكل المؤسسات».

وأضاف: «لبنان بلد مخطوف من إيران وحزب الله، والحكومة ثلثها لهذا الحزب بل هي حكومته وهو مَنْ يملي عليها قراراته، فكيف لنا أن ندعم لبنان ونقف إلى جانبه وهناك عدو في قلب هذه الحكومة تارةً يرسل إلينا المخدرات وتارةً أخرى المسيّرات للحوثيين ويصدّر لنا الإرهاب، لذا لقد بلغ السيل الزبى ولم يعد من الجائز السكوت على تلك الحملات والشتائم والاعتداءات من حزب الله وحلفائه (...) ومن الضرورة بمكان أن يتحرر لبنان من حزب الله ويعود إلى محيطه العربي ويخرج من الحضن الإيراني».

وتابع: «أعمال حزب الله الهادفة الى زعزعة استقرار المملكة، تطاول معظم دول مجلس التعاون الخليجي وعدداً من الدول الغربية، وبالتالي في ما خص الأزمة القائمة مع لبنان فهذا الحزب أعلن حربه علينا، ولذا لا يمكن أن نتفاعل ونتعاطى مع حكومة يديرها الحزب ويسيطر عليها، فعندما يعود لبنان كما عهدناه عندها نعود إليه (...) نفد صبرنا وحاولنا جاهدين مع المسؤولين اللبنانيين ضبط الوضع، ولكن على مَنْ تقرأ مزاميرك يا داود»؟


المصدر : الراي الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa